الهجمات ومخاوف التزوير تضعف نسبة الـمـشـاركـة فـي الانـتـخـابات الأفغانية

  • 9/30/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كابول-(أ ف ب): بدت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية في أفغانستان أمس الأحد أقل من السنوات السابقة، مع ضعف إقبال الناخبين بسبب تهديد حركة طالبان بشنّ هجمات والحملات الباهتة إلى جانب المخاوف من حدوث تزوير. وتوجه الأفغان السبت الى مراكز الاقتراع للتصويت في الجولة الأولى في السباق الانتخابي الذي سيحدّد إذا كان الرئيس أشرف عني سيفوز بولاية ثانية مدتها خمس سنوات. وسجّل 9.6 ملايين أفغاني أنفسهم للمشاركة في الانتخابات التي جرت في 4900 مركز اقتراع في البلد الذي تمزقه الحرب ويعد نحو 35 مليون نسمة. وأظهرت نسبة أولية نشرتها لجنة الانتخابات المستقلة صباح أمس الأحد استنادا إلى بيانات من أكثر بقليل من نصف مراكز الاقتراع أنّ ما لا يتجاوز 1.1 مليون ناخب شاركوا في الاقتراع. وإذا بقي الوضع على حاله، فستمثل نسبة المشاركة أقل من 25 بالمئة، وهو معدل أقل من الانتخابات الرئاسية الثلاثة السابقة في البلاد. وفي انتخابات العام 2014 على سبيل المثال، بلغت نسبة المشاركة أقل بعض الشيء من 50 بالمئة، على الرغم من صعوبة المقارنات المباشرة لأن الانتخابات السابقة شابتها ادعاءات بحدوث تزوير منهجي. واعتبرت السلطات الافغانية أن الانتخابات التي جرت السبت ناجحة لأن طالبان لم يكن بوسعها شنّ هجوم واسع النطاق يؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا. لكنّ رغم ذلك شنّ المتمردون اعتداءات استهدفت العملية الديمقراطية، حيث نفّذوا سلسلة تفجيرات في مراكز اقتراع واشتبكوا مع قوات الأمن الافغانية في ارجاء البلاد. ووفقا لشبكة محللي أفغانستان، التي ترصد الأحداث من خلال مصادر مختلفة، تم الإبلاغ عن أكثر من 400 هجوم على مدار يوم الانتخابات. بدورها أعلنت حركة طالبان أنها نفّذت 531 هجوما، فيما قالت وزارة الداخلية إنّ «العدو» نفّذ 68 هجوما. وتشير الحصيلة الرسمية إلى سقوط خمسة قتلى في صفوف قوات الأمن. لكن في السنوات الماضية، حجبت السلطات المعلومات في يوم الانتخابات قبل أن تقدم حصيلة أكبر لأعداد الضحايا لاحقا. مع ذلك، أفادت شهرزاد أكبر التي تترأس اللجنة المستقلة لحقوق الإنسان التابعة للحكومة الأفغانية أنها «تنفسّت الصعداء» كون الانتخابات مرّت بسلاسة نسبيًا مقارنة بالأعوام السابقة. وقالت لفرانس برس إن «قوات الأمن الأفغانية أظهرت قدرة حقيقية على إدارة الوضع الأمني في أنحاء أفغانستان عبر ضمان تمكّن الناس من الوصول إلى مراكز الاقتراع». وبالإضافة للتهديدات الأمنية، انخفضت نسبة المشاركة بسبب الشكوك بشأن نزاهة العملية الانتخابية. وقوضت ادعاءات شراء الاصوات وحشو صناديق الاقتراع والتزوير الانتخابات السابقة بما في ذلك الانتخابات الرئاسية عام 2014. وبدت الحملات الانتخابية باهتة خلال شهرين من الدعاية الانتخابية إذ ظنّ كثيرون أنّ الانتخابات، التي تم تأجيلها مرتين بالفعل اثناء مفاوضات الولايات المتحدة وطالبان للتوصل لاتفاق لسحب القوات الأجنبية، قد يتم تأجيلها مجدّدا. ومع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف المفاوضات مع الحركة الأفغانية المتطرفة في 7 سبتمبر، بدأ المرشحون أنفسهم في الاعتقاد أن الانتخابات ستجري في موعدها، لكن مع تبقي وقت قليل قبل انطلاق الاقتراع. وقال المحلل السياسي والأكاديمي عطا نوري لوكالة فرانس برس إنّ نسبة الإقبال كانت منخفضة بسبب التهديدات الأمنية «والحملات الانتخابية الضعيفة للمرشحين». وتابع «ليس بسبب عدم اهتمامهم (الناخبين) بالانتخابات».

مشاركة :