تسعى الفنانة زهراء العلي إلى تأكيد رؤى فنية، ذات علاقة بالإنسان والحياة في آن واحد، وذلك وفق منظومة حسية، متفاعلة مع الألوان، وبأكبر قدر من التكثيف والايحاء. كما انها تركز- في ما تركز- على الملامح النفسانية، تلك التي ترى أنها جديرة بالعناية والاهتمام، بفضل ما تحتويه من تفاصيل عاكسة لكل صنوف الانفعالات. وعلى هذا الأساس افتتح معرضها الشخصي «ملامح»... برعاية الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، وبحضور رئيس الجمعية الفنان عبدالرسول سلمان ونخبة من الفنانين التشكيليين والجمهور. واستلهمت الفنان زهراء العلي رؤاها من خلال ما تضمنه الألوان من تداعيات ورؤى... كي تختار «الملاح» راصدة من خلالها انفعالاتها، وتفاعلاتها، ومن ثم فإن المعرض اتسم بالتوافق الحسي في ما احتواه من أعمال. في ما تضمن رصدها التشكيلي للملامح، معبرا عن حزمة من المشاعر، أرادت الفنانة أن تعبر عنها بأكبر قدر من التكثيف والإيحاء، وبتواصل ذهني مفعم بالحيوية والحركة. والمتابع لأعمال المعرض، سيجد أنه أمام تحديات لا بد أن يخوضها في سبيل تفسير مدلولات كل لوحة على حدة، وذلك بفضل ما احتوته أسطح اللوحات من تشكيلة موفقة من الملامح، التي تعبر عن مفاهيم إنسانية خلاقة. وقال الفنان عبدالرسول سلمان في تقديمه للمعرض: «لم تعد ملامح الناس وأبعادهم وألوان وجوههم وأعينهم هي المهمة بل أصبح الأهم أحاسيسهم وأفكارهم، ورؤية الفنان المصور لشخصياتهم ولانعكاسات وقائع عصر وجوههم، ولأول مرة أصبحت الوجوه تأخذ كل الأشكال الهندسية المدروسة والمنفتحة، وراح الفنان يضرب على هواه للوصول إلى الفكرة، وصار على الفن التشكيلي أن يقترب من الموسيقى بصفتها فناناً خالصاً يحمل كمية تعبير مطلقة... من هذا المنطلق تنقل لنا الفنانة زهراء العلي في لوحاتها وجوه تحمل ملامح متنوعة تعابير مميزة لتكون الحياة فسحة تدعو للتفاؤل». وأضاف: «زهراء العلي تجسد في لوحاتها رؤى وأبعاداً جديدة تحكي عن المرأة العربية التي تعيشها، فيها «الكثير مكن التساؤل هي ليست نهايات ولا تعني النهاية بالمفهوم التقليدي، إنها نهايات جديدة لبدايات لمرحلة، وبدء مرحلة أخرى... جاءت اللوحات معبرة عما يدور في نفوس نسائها من أحلام وهواجس تنقلهم من عالم الخيال إلى عوالم البؤس والخوف إلى عوالم البهجة والجمال والبراء بشكل تلقائي تلتقط وجوهها من أماكن مختلفة لنشعر بأن شيئاً تحركها فتخرج الوجوه على اللوحة بدون افتعال... الفنانة زهراء العلي واحدة من الفنانات التي تستطيع تكييف وجوهها باستخدامات تكوينية حرة وبألوان جريئة متناغمة للوصول إلى ما تود قولها. فهي تدعونا لنسيان الوجوه المألوفة والملامح البشرية المتعارف عليها بغية تشكيل رؤية من زاوية جديدة... فهي دعوة لتكسير القوالب من الأنماط والرؤى الثابتة الموروثة، لمصلحة تحرر من نوع آخر بواسطة ريشتها الانسيابية الناعمة وخطوطها الرشيقة وألوانها التي لا تخلو من لمسات الغموض المحيطة بها.»
مشاركة :