الملك سلمان... وتجديد الدماء السعودية | مقالات

  • 5/4/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أوامر ملكية اعتبر البعض أنها جاءت بشكل مفاجئ، وأحدثت تغييرات جذرية وأسست لعهد جديد غير تقليدي ستعبر به المملكة السعودية عنق الزجاجة نحو مستقبل مستقر. المتابع للشأن السعودي يرى أن هذه الأوامر الملكية جاءت بشكل مختلف، وغير تقليدي لتبين جانباً مهماً من شخصية الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وهي الشخصية الحازمة التي تصدر قرارات بحجم أهميتها ولا تهتم سوى باستمرار الدولة واستقرارها، ولاشك أن الموقف البطولي لسمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ولي العهد السابق ساهم في نجاحها بشكل مباشر عندما اعتذر عن الاستمرار من أجل منح فرصة حقيقية لشباب الأسرة الحاكمة من الجيل الثاني. إن اختيار سمو الأمير محمد بن نايف، رجل الأمن القوي ولياً للعهد، وسمو الأمير محمد بن سلمان، ذلك الشاب الذي نجح في اختبارات عدة ومنها قيادته لـ«عاصفة الحزم»، ولياً لولي العهد، هي خطوة برهنت على حنكة سياسية وقراءة مستقبلية، فقد ضخت الدماء الشابة في جسد الدولة العتيدة لتقول للعالم إن هذه سنة الحياة ولابد من التغيير حتى تضمن الاستمرار والاستقرار، وأرى أن تغيير بعض الوزراء لن يتوقف وربما تحدث مفاجآت في القادم من الأيام وهذه سنة حميدة لكي يعمل كل وزير بجد واجتهاد ويعرف أن هذا الكرسي ليس دائماً، فبعبع التغيير يجعله شعلة نشاط وهذا سينسحب على المسؤولين من تحته والموظفين وتأتي النتائج إيجابية ويتطور العمل وتتوالى الإنجازات. المملكة السعودية التي تواجه بعضاً من التحديات الداخلية والخارجية، كالإرهاب وقتل رجال الأمن من قبل تنظيم القاعدة وعدم استقرار اليمن ما جعلها تتدخل في «عاصفة الحزم» التي جاءت في وقت مناسب لتوقف المد الحوثي المدعوم من إيران، أعتقد أنها تمضي قدماً بشكل منطقي وواقعي نحو الولوج إلى المستقبل يقودها فكر ملكها سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي استشعر الخطر ووجد في شباب الأسرة المالكة من يستحق أن يمنح فرصة حقيقية ويحمل الأمانة لتستقر المملكة في سنواتها القادمة. هذه الأوامر الملكية جاءت بتغيير بعض الوزراء ولكن الأبرز هو اعتذار سمو الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية منذ أربعة عقود مضت وصاحب الخبرة الديبلوماسية الطويلة، والذي جاء اعتذاره متوقعاً لحالته الصحية التي تطلبت ذلك ولعل اختيار سفير المملكة في الولايات المتحدة عادل الجبير، وزيراً للخارجية جاء لما يتمتع به من دراية تامة في السياسات الأميركية ولنجاحه في اقناع الجانب الأميركي في ملف الضربات الجوية للحوثيين في اليمن وغير ذلك. إنها سنة الحياة ومن ينشد الاستقرار لابد أن يعي أن التغيير مطلوب سواء في المسؤولين أو الوزراء وغيرهم ولكن لابد أن يكون التغيير إيجابياً ويحقق الهدف المطلوب منه. mesfir@gmail.com @mesferalnais

مشاركة :