يُطلّ المشهد اللبناني مع بداية الاسبوع، على مجموعة تطوّرات بارزة سياسياً وأمنياً، ولكن من غير المؤكد اذا كانت ستوضِح مسار التعقيدات التي تراكمت اخيراً، في تصعيد ملف التعيينات الأمنية والعسكرية او في الخلاف على انعقاد جلسة تشريعية لمجلس النواب. ذلك ان الاولويات الأمنية، ستتقدّم تباعاً الى الصدارة، في ظل تصاعُد ما يبدو انه حملة إعلامية مركّزة يطلقها «حزب الله» في الاسبوعيْن الاخيريْن، وبلغت ذروتها في الأيام الاخيرة، حول الاستنفار الجاري لعملية الحزب في القلمون ضدّ التنظيمات المسلحة، وهي الحملة التي تضع لبنان بأسره أمام عدّ عكسي مشدود الى التداعيات المحتملة لهذه العملية، في وقت تبدو معه مناطق البقاع الشمالي خصوصاً، في وضع تعبئة نفسية وبشرية مواكَبة لتصاعُد الاستعدادات الميدانية للحزب، كما للجيش الذي يتحسّب للمعركة وما يمكن ان تكون عليه ارتداداتها في مناطق انتشاره. ولا يبدو الوقع السياسي لهذه المعركة أقلّ سخونة من وقعها الميداني، حتى قبل بدء المواجهة، بعدما برزت كعنوانٍ أساسي احتلّ اللقاء الذي انعقد الخميس الماضي، بين الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله وزعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون، والذي أوحى البيان المشترك الصادر عنه بأن الحزب حظي بالتغطية السياسية لحليفه المسيحي الأساسي في المعركة المقبلة، من دون اتضاح حقيقة اذا كان عون حصل في المقابل على دعم الحزب له في حملته الرافضة للتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي وتعيين قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز، وهو صهر عون، قائداً جديداً للجيش. وبرزت امس، شكوك واسعة لدى أوساط وزارية في قوى «14 آذار» حيال الكثير مما جرى ضخّه من معلومات صحافية او إعلامية عن نتائج لقاء عون - نصر الله في موضوع التعيينات الأمنية والعسكرية، ولاحظتْ ان «هناك بوادر عملية تعمية تهدف الى رمي التعقيدات، التي تَسبّبت بها حملة عون، على رئيس (تيار المستقبل) الرئيس سعد الحريري من خلال الزعم ان (حزب الله) اوحى لعون بأنه لا يمانع في تعيين العميد روكز قائداً للجيش، اذا وافق الرئيس الحريري على صفقة تحمل رئيس شعبة المعلومات اللواء عماد عثمان الى منصب المدير العام لقوى الامن الداخلي والعميد روكز الى قيادة الجيش». وذكرت هذه الأوساط لـ «الراي» ان «هذا الامر يراد له ان ينزع فتيل التمايز بين (حزب الله) وعون ورميه على الآخرين، في حين ان لا شيء يثبت ان ثمة اتجاهاً واضحاً بعد، في شأن بتّ هذا الملف الذي لم يخضع للنقاش والمشاورات بين مكوّنات الحكومة، في وقت لا تزال معظم المعطيات تشير الى ترجيح فرضية التمديد للقادة الامنيين الثلاثة، اي قائد الجيش والمدير العام لقوى الامن ورئيس الأركان في الجيش». ولم تستبعد الاوساط نفسها ان يكون ثمة توزيعاً لمعطيات يراد لها ان تشكّل تغطية مزدوجة لـ«حزب الله» في معركته في القلمون، من خلال التغطية السياسية التي يؤمّنها له حلفاؤه من جهة وتسليط مسألة التعيينات ووضْعها في الواجهة كسلاح مصلت على قائد الجيش، وجعلها اختباراً له في التعاون مع الحزب في معركته من جهة اخرى، قبل بتّ موقف الحزب النهائي من التعيينات. وفي موازاة ذلك، تنعقد مساء اليوم، في عين التينة، الجولة الجديدة من الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» من دون معرفة اذا كانت الاستعدادات الجارية لمعركة القلمون ستُطرح على البحث. واذْ بدا أكيداً ان الفريقيْن سيقوّمان مجريات الخطة الأمنية التي يجري تنفيذها منذ أيام في الضاحية الجنوبية لبيروت كثمرة ايجابية لحوارهما، فإن التطرّق الى معركة القلمون لا يبدو مؤكداً، إلا اذا أراد «المستقبل» طرْح الأمر من زاوية لفْت الحزب الى التداعيات المحتملة للمعركة على الواقع الأمني الحدودي والداخلي، وهو الأمر الذي لم تعلّق مصادر معنيّة في «المستقبل» عليه مسبقاً امس. لبنان يعتقل قيادياً في «داعش» بيروت - كونا -ألقت القوى الأمنية اللبنانية القبض على قيادي في تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) في مدينة طرابلس شمالي البلاد. وقالت الوكالة الوطنية للاعلام ان الموقوف يدعى ابراهيم بركات و«جرى القاء القبض عليه في منطقة الميناء في طرابلس، حيث كان يهم بمغادرة البلاد خلسة».
مشاركة :