التخبط الإداري للكاف يجعل أبطال أفريقيا صداعا مزمنا للفيفا

  • 9/30/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عكست أزمة مباراة نادي الزمالك المصري وجينيراسيون السنغالي، في دور الـ32 ببطولة دوري أبطال أفريقيا، حجم التخبط الإداري داخل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف”، واستمرار إخفاقه في تنظيم دوري الأبطال دون منغصات وصدامات بين الفرق والاتحادات الرياضية المختلفة. القاهرة – في وقت لم تنته بعد أزمة مباراة نهائي أبطال أفريقيا في نسخة العام الماضي، رغم تتويج الترجي التونسي باللقب على حساب الوداد المغربي، بعدما رفض الأخير استكمال المباراة، رفعت مشكلة مباراة “الزمالك وجينيراسيون” الأحد، سقف التشاؤم بعد استبعاد وقوع أزمات مستقبلية تجعل من دوري الأبطال صداعا مزمنا. يبدو أن السنغالية فاطمة سامورا، المكلفة من الاتحاد الدولي لكرة القدم بإصلاح “الكاف” إداريا وماليا خلال ستة أشهر، بدأت من أغسطس الماضي، لم تستطع بعدُ اتخاذ ما يلزم لضمان التنظيم المهني لمسابقات الكاف والوقوف على مواطن الخلل، وهو ما يكشفه استمرار القرارات العشوائية التي تخالف اللوائح وتستخدمها الأندية ورقة ضغط على الكاف. أخفق الاتحاد الأفريقي في التوصل إلى حلول قانونية لأزمة مباراة الزمالك وبطل السنغال الخاصة بتأجيل اللقاء المقرر له السبت دون اتفاق كل الأطراف، ما استثمره مسؤولو الفريق السنغالي في شكواهم التي تقدموا بها الأحد إلى المحكمة الرياضية الدولية. رفض بطل السنغال، حتى عصر الأحد، الاستجابة للضغوط التي مارسها مسؤولو الاتحادين الأفريقي والمصري لكرة القدم وأعضاء مجلس إدارة نادي الزمالك، للموافقة على خوض المباراة في ملعب برج العرب بالإسكندرية مساء الأحد، بدلا من ستاد بتروسبورت في القاهرة مساء السبت، بذريعة أنه تم إبلاغهم بتأجيل المباراة ونقلها لملعب آخر قبل موعدها بـ24 ساعة فقط. بدأت الأزمة بعدما رفض الأمن المصري إقامة المباراة في موعدها الثابت (مساء السبت) بحضور الجمهور، في حين كان يريد الزمالك، الذي خسر مباراة الذهاب بهدفين مقابل هدف، أن تحضر الجماهير، ولجأ إلى مخاطبة الاتحاد المصري لكرة القدم، لمطالبته بالتدخل لدى “كاف” لتأجيل المباراة ليوم واحد، ونقلها من القاهرة إلى الإسكندرية لأسباب أمنية. وافق “كاف” على المقترح المصري، وقرر تأجيل المباراة ونقلها إلى الإسكندرية، وأرسل خطابا إلى الزمالك وآخر إلى جينيراسيون يتضمن الموعد واللقاء الجديدين، لكن توقيت إرسال الخطاب كان قبل 24 ساعة فقط من المباراة، ما اعتبره مسؤولو الفريق السنغالي مخالفا للوائح الاتحاد الأفريقي، وتمسكوا بعدم خوض اللقاء. تنص اللائحة على أن موعد وملعب المباراة لابد أن يكونا معلنيْن من جانب اتحاد الكرة المستضيف قبل عشرة أيام على الأقل من اللقاء، وفي حالة الحاجة إلى تغيير الملعب أو الموعد بعد هذا التاريخ يُشترط موافقة الفريق الضيف، ولو لم يتفق الطرفان على موعد أو ملعب محدد للقاء يكون قرار “كاف” هو الفيصل. بنى مسؤولو الفريق السنغالي موقفهم القانوني على أمرين، الأول أن نادي الزمالك لم يتواصل معهم بشأن التفاوض والاتفاق على تأجيل مكان وموعد المباراة، أي أن القرار كان أحاديّا بالمخالفة للوائح الكاف، وغير معقول أن يتم التأجيل بسياسة الأمر الواقع دون اعتبار لكونهم شركاء أساسيين في اتخاذ القرار قبل صدوره رسميا. والأمر الثاني، أن مبررات الزمالك والاتحاد المصري لكرة القدم بتأجيل المباراة هي لأسباب أمنية مغايرة للواقع، لأن ملاعب القاهرة استضافت السبت أكثر من مباراة في الدوري المحلي بحضور جماهيري معقول، أي لا توجد توترات أمنية تستدعي تأجيل المباراة الزمالك أو نقلها من القاهرة إلى الإسكندرية. يحق للكاف تأجيل ونقل المباريات الأفريقية بشكل مفاجئ وقبل موعدها بساعات، لكن يُشترط لذلك أن تكون الظروف قهرية، وهذا غير موجود في أزمة الزمالك ومنافسه السنغالي، لأن ما تم إعلانه من دوائر رياضية أن الأمن رفض إقامة المباراة بحضور الجمهور ولم يرفض موعدها أو مكانها، وهي الأزمة التي وقع فيها الكاف، وتلقفها الفريق السنغالي. تمسك جينيراسيون بالذهاب إلى ملعب بتروسبورت في القاهرة مساء السبت، لإثبات حضوره في موعد المباراة المحدد سابقا، وتحرير محضر بالواقعة بقسم الشرطة لإرفاقه ضمن الوثائق التي سيتم تقديمها إلى المحكمة الرياضية الدولية، ورد نادي الزمالك بتحرير محضر ضد الفريق السنغالي، لأنه رفض أن يستقلّ الأتوبيس الذي سوف ينقل الفريق من مقر إقامته بالقاهرة إلى أحد فنادق الإسكندرية. قال خليل المنيسي، الناقد الرياضي لـ”العرب”، إن المأزق الحقيقي هو للاتحاد الأفريقي، لأن المسؤول الذي خاطب الناديين لم يكن رئيس لجنة المسابقات، وهي ثغرة استوقفت مسؤولي الفريق السنغالي، فمن أبلغ بالتأجيل النائب الأول لسكرتير الاتحاد الأفريقي. حاول الكاف أن يثني جينيراسيون عن قرار مقاطعة المباراة، وأدخل الاتحاد السنغالي لكرة القدم وسيطا في الأزمة، لكنه أخفق في المهمة، وشعر مسؤولو الفريق أن “كثرة الضغوط والوساطات وأحيانا الإغراءات التي تعرض عليهم تبرهن على صحة موقفهم، وأن الاتحاد الأفريقي يريد التغطية على الخطأ الإداري الفادح الذي وقع فيه”. بلغت الإغراءات، التي تم عرضها على الفريق السنغالي من جانب الأطراف الثلاثة (الكاف والزمالك والاتحاد المصري)، أن تتم إقامة المباراة الاثنين بالإسكندرية، بحيث يكون هناك وقت كاف أمام لاعبيه للاستراحة والتدريب على ملعب اللقاء، لكنه رفض. أوضح المنيسي أن محاولات الكاف استرضاء الفريق السنغالي دليل على حجم الورطة التي وقع فيها، لأنه لو كان يقف على أرضية صلبة وموقفه سليم لما حاول الاستجابة لأي شروط يمكن أن يتم فرضها عليه، وهو مؤشر خطير يقود الكرة الأفريقية إلى أزمات قد يصعب على الفيفا حلها بسهولة. عكست تصريحات بعض المسؤولين السنغاليين، الذين رافقوا لاعبي جينيراسيون، أن المعاملة السيئة من جانب نادي الزمالك كانت سببا رئيسيا في تمسكهم بموقفهم الرافض لأي تعديل في موعد أو مكان المباراة، حيث كان هناك نوع من التعالي، وهو ما عبّر عنه رئيس النادي السنغالي بقوله “إننا نشعر باستياء شديد من التجاهل وعدم التفاوض معنا بشكل مباشر”. إن ما أشعل فتيل الأزمة، هو أن مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك، وصف المعاملة التي تعرض إليها جينيراسيون بأنها “طبيعية وتشبه طريقة تعامل الفريق السنغالي مع ناديه في مباراة الذهاب.. كانت سيئة للغاية”، حسب قوله. وبلغ الأمر أن منصور اتهم مسؤولي الفريق السنغالي بتلقي رشوة مالية من أطراف قطرية للثبات على موقفهم وعدم خوض المباراة وفق تعديلات الكاف.

مشاركة :