عقد المركز القومي لثقافة الطفل ندوة تحت عنوان: "إشكالية رسوم كتب الأطفال"، وذلك برئاسة الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف رئيس المجلس القومي لثقافة الطفل، وتحدث فيها عدد من الكتاب ورسامون مصر المختصون في مجال كتب الأطفال، وجاءت الكلمة الأولى للفنان عبد الرحمن نور الدين الذي أكد على كون الرسمة هي الشريك الأساسي والفعال في كتب الأطفال لأن مايجذب الطفل في الكتاب للوهلة الأولى هو الغلاف ثم عندما يفتحه ينظر إلى الرسومات رسمة تلو الأخرى ولا يهمه محتوى النص مع احترامي لكبار كتابنا فإذا وجد الكتاب به الرسوم والألوان التي تنال إعجابه إذا فالكتب جيد بالنسبة له.وتقع الإشكالية في كون أن أهمية الكتاب ترجع إلى الكاتب لا الرسام بالرغم من أن الأخير قد يكون وقع عليه 95% من المجهود في إخراج الكتاب، كما طالب الكاتب محمد حافظ بإعادة معرض رسوم الأطفال وإعادة الجوائز بقيمة تليق ورسامون مصر.ثم تحدث الفنان التشكيلي أحمد الجنايني الذي أوضح أن الإشكالية الأهم أننا نتعامل مع طفل ونتساءل هل يمكن القول كيف نرسم للأطفال؟ أو على محور أخر كيف نفرق بين الرسم للأطفال وبين تعليم الأطفال الرسم؟ والمحور الثالث هل يمكن أن نرسم كفنانين كبار للأطفال؟ وهذه المحاور الثلاث هي التي تشكل الطاقة الثقافية والتعليمية للطفل، فعلينا أن نتعامل مع الطفل ليس كونه فنانا بل باعتباره أنه قد يكون فنانا وهنا تظهر إشكالية المحور الثالث وهى كيف نصنع من الطفل فنانًا حقيقيا.وأكد على وجود ثلاث اختيارات لرسام كتب الأطفال الأول أن يقوم الفنان بترجمة صحيحة ودقيقة للنص المكتوب محولا إياه إلى رسمة، والثاني أن يقدم الفنان رؤية لصلب هذا النص المكتوب ليتفتح بها أفاق الطفل من مرحلة التخيل إلى مرحلة أعلى بذلك، أما الخيار الثالث هو أكثر رقيا لكن يصتدم بإشكاليات تصدتم بثقافة الفنان في تعامله مع الطفل وهو أن يرسم الفنان عالمه الخاص به حيث تتمثل روح الفنان وليس روح الطفل وهو ما يعد إشكالية وخيار حرج في التعامل مع الطفل.وفي الختام تحدث الفنان التشكيلي والصحفي أحمد عبد النعيم مؤكدا أنه في بلادنا ومع الأسف نتعامل مع كاتب الأطفال ككاتب درجة ثانية بالرغم من أن الكتابة للأطفال تعد مهمة غاية في الصعوبة حتى أن نجيب محفوظ عند سؤاله عن عدم كتابته شيئا للأطفال رد قائلا أنها مسألة صعبة للغاية.وتكمن الإشكالية الأساسية مع دور النشر الذين يتعاملون مع رسام كتب الأطفال بأنه شخص عادي فالأهم بالنسبة له هو الكاتب وأشار إلى عدم عدالة فيما يخص البند السابع المختص كون الرسومات تصبح ملك دار النشر مدى الحياة ويجوز للدار فعل ما يحلو لها في هذه الرسومات ودون أى أجر إضافي للرسام عكس الكاتب الذي يأخذ على كل طبعة مقدار من المال يتم الاتفاق عليه مسبقا.وختم أن الفنان الذي يرسم كالأطفال اعتقادا منه أنه هكذا سيصل للطفل فهذا خطأ شائع فالطفل يريد رسومات تفتح له أفاق الخيال والنفوذ إلى عوالم أخرى لا يعلم عنها شيء.
مشاركة :