.. للفريق أول (م) محمود محمد بخش ، من حسن الخلق وكريم السجايا ما اكتسبه من التعلق بالبيت الحرام ومحبة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وآل بيته وصحابته رضوان الله عليهم. ومن هذا المنطلق تفرغ بعد مغادرته العمل الرسمي للكتابة في الموضوعات التي تذكر بآل البيت وفضلهم كما كتب في شتى الموضوعات بقلم يؤكد عشق معالي الفريق للحرف الذي استطاع أن يمتلك ناصيته وكان آخر ما صدر له كتاب عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها بعنوان : «أم المؤمنين عائشة من مثلها عالمة مفسرة محدثة».. وقد جاء في مستهل الكتاب : لقد كانت السيدة عائشة رضي الله عنها صغيرة السن كبيرة العقل، سبقت النساء وزاحمت الرجال على تلقي العلم وتعليمه، فكانت عالمة مفسرة محدثة ولية زاهدة، ولا يوجد خلاف بين أهل العلم بأنها كانت من أوسع الصحابة معرفة بعلوم القرآن وبالسنة القولية والفعلية وبالعلوم العامة وعن هذه الإمكانات العلمية مجتمعة تحدث ابن الزبير فقال : ما رأيت أحدا من الناس أعلم بالقرآن ولا بفريضة ولا حلال وحرام، ولا بشعر، ولا بحديث ولا بنسب من عائشة. كما تحدث عطاء بن رباح فقال كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأيا في العامة. كما تحدث مسروق فقال : رأيت مشيخة أصحاب رسول الله الأكابر يسألونها عن الفرائض؟ . كما تحدث أبو موسى الأشعري فقال: ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها منه علما. كما تحدث الحاكم فقال : إن ربع الأحكام الشرعية منقول عنها. كما ثبت في السنن أنها روت عن النبي صلى الله عليه وسلم (2210) أحاديث. وتذكر الدكتورة شذا بنت جميل طه خصيفان أستاذة مساعدة في جامعة الملك عبدالعزيز ووكيلة عمادة الدراسات العليا بشطر الطالبات : أن الشيخ الطنطاوي قال عنها : بأنها معلمة الرجال.. هذا الحديث عن السيدة التي أثبتت للدنيا منذ أربعة عشر قرنا أن المرأة يمكن أن تكون أعلم من الرجال، حتى يتعلموا منها، وأن تكون أرجل من الرجال، حتى يقتدوا بها، وأن تكون سياسية، وأن تكون محاربة وأن تخلف في التاريخ دويا تتناقل أصداءه العصور . شكرا لمعالي الفريق أول محمود محمد بخش على إهدائه الكريم. السطـر الأخـير : «خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء»..
مشاركة :