حارس الملوك.. فقيد الوطن

  • 10/1/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

هادئ إلى درجة السكون، ومتحرك وثاب إلى درجة عدم رؤيته ساكنًا، قليل الكلام، كثير الفعال، أصبح عند الشعب السعودي معلمًا عسكريًا مصاحبًا للملك سلمان في حله وترحاله، تلمح على وجهه الجدية، كما تمنحه البراءة شيئًا من مزاياها، يسير خطوة خطوة خلف خادم الحرمين الشريفين حريصًا عليه، محبًا له من قلبه، تدل على ذلك قسمات وجهه، وخطوات قلبه. وفِي غفلة من الضمير وغياب كامل للوعي وأز شيطاني مارد وتذكر شيء من الماضي تحضر المصيبة ويحل القدر ويتفنن الشيطان في ايقاد الجريمة وتعتدي يد آثم على تلك الروح البريئة ويموت قتلا عبدالعزيز الفغم، ذلك الرجل الطيب الشامخ الطول، الممشوق البدن، ذي البدلة السوداء، المعروف بطيبته ومحبته للآخرين كما يتناقل ذلك عنه الكثير، ويكون القدر ويغيب عن المشهد إلى عالم الغيب إلى حيث الموت الذي هو نهاية كل حي (كل نفس ذائقة الموت) (واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله) والصلاة عليه في أطهر بقاع الأرض في مكة المكرمة ويدفن فيها وتنطوي صفحته حاملا معه أعماله ورحمة ربه غفر الله وأسكنه فسيح جناته. وهنا يقف الإنسان -بعد غياب عبدالعزيز الفغم- ليشهد له بالخيرية نظير ملايين الأشخاص الذين ترحموا عليه ودعوا له بالمغفرة وهو الشيء الذي لم يتوفر له في حياته وبين أهله ولعل هذا من باب الذكر الحسن لما خلفه وما قام به في حياته، حتى إن أحدًا ممن أعرف قال: «لعل بينه وبين ربه خبيئة وعملا صالحًا لا يعلمه إلا الله» فالكل في الوطن ترحم عليه ودعا له بالمغفرة، ناهيك عن الصلاة عليه في بيت الله، ناهيك عن كونه قتل على حين غرة، واستهدف على حين غفلة، ناهيك عن تعاطف الجميع معه، وتداول سيرته بشيء من الذكر الحسن ولم يكن له فيما يعرف الناس أنه أذى أحدًا، فغفر الله له ورحمه وأسكنه فسيح جناته، ويتقدم الوطن كله بالتعزية لأهله والديه وزوجته وذريته، وإلى مقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وإلى الشعب السعودي وفاءً له ولعطائه وطيب سيرته وسجيته. لاشك أن المصاب الذي حل على والد الجاني الدكتور مشعل ممدوح آل علي عضو مجلس الشورى كبير وجلل بسبب حالة التعدي التي جناها القاتل وبسبب موت من يعزه ولا يهون أمره عليه وهو اللواء عبدالعزيز الفغم وهو من سيصبر وسيتصبر بإذن الله على هذا المصاب الذي لا حول له فيه ولا طول إلا أن يقول «إنا لله وإنا إليه راجعون» كما وجه بذلك القرآن الكريم (والذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون).

مشاركة :