سيباستيان كورتز .. العودة إلى منصب المستشارية النمساوية

  • 10/1/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

فاز المحافظ سيباستيان كورتز بالانتخابات التشريعية في النمسا،ما سيسمح له بالعودة إلى منصب المستشارية، وذلك في ظلّ انقلاب في المشهد السياسي في البلاد مع تراجع لليمين المتطرف وتقدم كبير للخضر. وبعد أربعة أشهر على انهيار الائتلاف الحاكم إثر فضيحة إيبيزا، تمكن كورتز، المستشار السابق البالغ 33 عامًا، من تخطي الانتكاسة. وحصل حزبه المحافظ على نسبة 37,2% من الأصوات، وهي نتيجة أعلى بنحو ست نقاط من التي حصل عليها في انتخابات عام 2017، وفق توقعات ما بعد التصويت نشرتها القناة العامة «أو آر أف». وائتلافه الأول الذي شكّله عام 2017 مع حزب الحرية اليميني المتطرف لم يتمكن من الصمود أمام معلومات مسرّبة عن زعيم حزب الحرية وهو كان أيضًا نائب رئيس الحكومة. وسقطت الحكومة في مايو بعد 18 شهرًا من الحكم، ما أدى إلى عقد انتخابات مبكرة. ويبدو أن النمساويين قد عاقبوا حزب الحرية إثر الفضيحة التي أضرت بسمعة بلدهم، فقد خسر اليمين المتطرف عشر نقاط بالمقارنة مع انتخابات عام 2017، مع حصوله على نحو 16% من الأصوات. وحل ثالثًا خلف الاشتراكيين الديموقراطيين الذين حازوا على نسبة 22% من الأصوات. وفي ظل حملة هيمنت فيها المسائل البيئية بدل قضية الهجرة التي سيطرت على انتخابات عام 2017، حقق الخضر تقدمًا كبيرًا، فقد حصدوا بين 13 و14% من الأصوات مقابل 4% في انتخابات 2017. وحل «حزب النمسا الجديدة والمنتدى الليبرالي» (نيوس) خامسًا، وسيدخل البرلمان بنسبة 7%. وسيواجه كورتز الآن تحدي مشاورات ستكون مضنية للبحث عن حلفاء لتشكيل ائتلاف حاكم. وتبيِّن الاستطلاعات أن كورتز قادر الآن على تشكل ائتلاف مع الاشتراكيين الديموقراطيين، أو مع اليمين المتطرف، أو مع الخضر، وهي ثلاث خيارات محفوفة بالمخاطر بالنسبة لكورتز الذي تعهد منح الاستقرار للنمساويين. وطوال الحملة الانتخابية، تجنب كورتز الحديث عن تفضيلاته في ما يتعلق بالتحالفات المقبلة، وذلك لكي يحافظ على أكبر هامش من المناورة. -من الأزرق إلى الأخضر- في الكواليس، يمارس قياديون في الحزب الشعبي المحافظ ضغوطًا على كورتز لكي يدرس جيدًا العودة إلى التحالف التقليدي مع اليسار، وهو تحالف حكم البلاد لـ44 عامًا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. لكن كورتز يدرك أنه سيخسر شعبيته عند الناخبين الذين ملوا من الحديث عن هذا»الثنائي العجوز»، الذي شهدت علاقته خلافات وعداوات شخصية. أما «الزرق»، وهو لون حزب الحرية، فقد عاقبهم الناخبون بعد فضيحة إيبيزا التي اقترنت في الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية، بشبهات حول اختلاس أموال داخل الحزب. ولم تنجح مساعي الزعيم الجديد للحزب نوربرت هوفر في وضع فضيحة سلفه هاينز كريستيان طي النسيان، بل يجد حزب الحرية نفسه في موقع لا يسمح له بالتحالف مع المحافظين.

مشاركة :