يستعد هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي، للعودة إلى الأرض، الخميس، برفقة الأمريكي نيك هاج، والروسي أليكسي أوفشينين؛ بعد أن قضى أكثر من 8 أيام على متن محطة الفضاء الدولية.ووفقاً لوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، من المتوقع عودة الرواد الثلاثة على متن مركبة الفضاء الروسية «سويوز إم إس 12» التي ستنفصل عن محطة الفضاء الدولية حوالي الساعة 11:36 صباحاً بتوقيت الإمارات؛ لتهبط في منطقة سهلية تقع جنوب شرق مدينة جيزكازجان وسط كازاخستان، بحدود الساعة 3 مساءً الخميس، في رحلة تستمر نحو ثلاث ساعات ونصف الساعة. أجزاء المركبة تتكون مركبة الفضاء الروسية «سويوز إم إس 12» من 3 أجزاء؛ هي: «الوحدة المدارية» و«وحدة الالتحام» و«وحدة الهبوط» وأثناء عودتها إلى الأرض تنفصل الأولى والثانية، وتحترقان في الجو، لتبقى الأخيرة التي تحمل رواد الفضاء.يبدأ التحضير للعودة إلى الأرض قبل يوم من انفصال المركبة من المحطة؛ حيث يجري أفراد الطاقم اختبارات على أنظمة التحكم والملاحة، بعدها يستعدون للدخول إليها، ويتم غلق البوابات التي تربطها بالمحطة، مع إجراء فحوص التسرب قبل إعطاء إشارة الجهوزية التامة.عند التأكد من سلامة وعمل كل الأجهزة داخل المركبة، يبدأ القائد بفصلها عن المحطة بسرعة بطيئة جداً، ويراقب الرواد الذين يقيمون في المحطة حالة المركبة واستقرارها؛ من خلال آلة تصوير خارجية مثبتة على «سويوز إم إس 12». الرحلة إلى الأرض بعد حوالي ثلاث دقائق من عملية الانفصال، تعمل محركات المركبة بشكل أسرع؛ للوصول إلى مسافة آمنة من المحطة، ثم تبدأ بالهبوط بسرعة معينة، وبعد نحو ساعتين أو أكثر، توجه المركبة نفسها لتدخل فيما تُعرف بـ«مناورة الكبح»؛ وذلك للتخفيف من سرعة هبوطها، وتتم عادة هذه المرحلة فوق جنوب المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي، بالقرب من الطرف الجنوبي من أمريكا الجنوبية.عندما تصل المركبة إلى ارتفاع نحو 120 كليومتراً من سطح الأرض، تبدأ مرحلة «واجهة الدخول»، وفيها تكون المركبة قد تخلصت من ثلثي كتلتها، وبدأ احتكاكها بالغلاف الجوي يُسخن سطحها الخارجي.في هذه المرحلة أي قبل نصف ساعة من الهبوط على الأرض، يعمل الطاقم على إبطاء سرعة نزول المركبة، وبعد إجراء هذه الخطوة من قبل الرواد تبدأ المركبة بالهبوط بسرعة 230 متراً في الثانية، ويتم تخفيض سرعتها تدريجياً إلى أن تصل إلى أمتار قليلة في الثانية.قبل 15 دقيقة من الهبوط تبدأ مرحلة نشر المظلات، وفيها يتم فتح 4 مظلات، منها واحدة كبيرة تسمى «المرساة» أو «السحب» تبلغ مساحتها 24 متراً مربعاً، يعملون على إبطاء هبوط المركبة بشكل كبير لتصل سرعة نزولها إلى نحو 79 متراً في الثانية. الهبوط على الأرض في المرحلة الأخيرة من الهبوط يتم إطلاق مظلة عملاقة تبلغ مساحتها 10767 متراً مربعاً، تعمل على التحكم بزاوية ودرجة نزول المركبة، إضافة إلى إبطاء حركتها بشكل كبير جداً لتصل إلى 7 أمتار في الثانية، وقبل الهبوط الرئيسي بثوانٍ تبدأ ثلاث محركات صغيرة بالعمل؛ لتخفيف سرعة هبوطها إلى أبعد درجة للنزول بشكل مريح، وعلى الرغم من ذلك وبحسب تجارب الكثير من رواد الفضاء فإن ارتطام المركبة بالأرض يشبه التعرض لحادث سير بسيارة.بعد الهبوط، وتحديد موقع المركبة بواسطة قمرين صناعيين، يهرع فريق من المنقذين المختصين إلى المكان، ويتم قطع حبال المظلة؛ لمنع سحب الكبسولة بواسطة الريح، وتفتح صمامات نظام التنفس في المركبة الفضائية، وتتم مساعدة رواد الفضاء وإخراجهم من المركبة.وبحسب الخبراء يجب أن يكون مكان الهبوط منطقة سهلية مفتوحة خالية من أي هياكل أو أنهار أو أشجار، وهناك 13 منطقة كلها في وسط كازاخستان تلبي متطلبات هبوط سويوز.
مشاركة :