عمون - عقدت في معرض عمان الدولي للكتاب مساء أمس الاثنين، ندوة فكرية حول "الحركة الفكرية النسوية" بمشاركة أردنية وتونسية.وشاركت في الندوة الدكتور آمال القرامي من تونس، والدكتورة لينا جزراوي من الأردن، وأدارتها الباحثة خديجة حباشنة.وناقشت أستاذة الإنسانيات في كلية الآداب والفنون بجامعة منوبة في تونس الدكتورة القرامي الحركة النسوية التونسية، ودور هذه الحركة في النهضة العربية، وفكرة النسوية متسائلة عن إمكانية وجود حركة نسوية عربية بالمفهوم العلمي الدقيق الذي يمكن من التعمق في دراستها مثلما هو الشأن بالنسبة إلى الحركات النسوية في الغرب التي خضعت لمراجعات تناولت الموجة الأولى فالثانية فالثالثة، ودرست آفاق ما بعد النسوية، مشيرة إلى أن هناك في العالم العربي تيارات، لكنها لا تمثل كتلة منسجمة ومتآلفة.واستعرضت القرامي التجربة النسوية التونسية وعلاقتها بحركة النهضة والثقافة في المجتمع التونسي الحديث.من جانبها أشارت الباحثة والأكاديمية الأردنية جزراوي إلى أن صورة المرأة الماضية لم تخضع لتغيير جوهري في الذاكرة العربية، وأن المتخيل العربي ما يزال يحتفظ بما انطبع في ذاكرته عن المرأة، ويعيد إنتاجه اليوم بشكل حداثي، من خلال خلق قوالب قيميّة أنثوية.وترى صاحبة كتاب "صورة الفلسفة النسوية في الفكر العربي المعاصر" أن الطرح النسوي ما يزال يخضع لأحكام المجتمع وتقاليده، وهو ما يوضح سلبية الفكر العربي تجاه التغييرات الجذرية"، مضيفة، أن الخطاب النسوي العربي المعاصر نفسه يفتقر إلى الأدلة العلمية والعقلية في مواجهة ما يحاصره من خطاب آخر.وناقشت الحباشنة العديد من الجوانب المتعلقة بخطاب الحركة الفكرية النسوية وطرحت العديد من الأسئلة التي جاءت لتثير النقاش وتحفز الحوار للوقوف على أهمية هذه الحركة في سياقات البناء والنهضة.وقالت الحباشنة إن هنالك حركة نسوية في الوطن العربي لكن الحركات الرديكالية أسهمت في تقهقر هذه الحركة إلا انه ورغم ذلك ستبقى الحركة النسوية موجودة.وفي ندوة أخرى حملت عنوان: "واقع القدس ومستقبلها" وتحدث فيها الدكتور محمد غوشة، والدكتور جمال الشلبي، وأدارها الكاتب عامر طهبوب، ناقش المتحدثون واقع المدينة المقدسة وما يحاك لها، كما تناولوا سيناريوهات مستقبل المدينة.وقال طهبوب إن القدس ليست الآن في خطر فقط وإنما القدس كانت تضيع منذ ما قبل عام 1948، وقد وصلت الأمور الآن إلى خواتيمها.وأضاف أن القضية الفلسطينية الآن تعيش في هذه اللحظات اسوأ مراحلها التاريخية وهي قضية شائكة وأن الأوضاع التي تعيشها القدس الآن هي نتاج قرارات اتخذتها الدول تجاه القدس. بدوره، قرأ استاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية جمال الشلبي تاريخ العلاقة بين الأنظمة العربية والقدس أو فلسطين بما فيها القدس، والعلاقة بين دول العالم والقضية الفلسطينية، مستحضراً أهم المفاصل التاريخية التي أجهضت القوة العربية وتراجع الجيوش العربية للحفاظ على الدولة القطرية.وأضاف الشلبي أن القضية الفلسطينية والقدس لا تأتي من أهميتها الدينية فقط وإنما لأنها أرض عربية خالصة، مضيفاً أن هناك تحولاً في كيفية التفكير السياسي العربي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.وأكد الشلبي أن العرب أمام عدو خطير بدا يفكك هذا المعسكر وقد يظهر ذلك من الخطاب الذي يدور الآن حيث تحول الصراع من صراع عربي إسرائيلي إلى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.من جهته استعرض الباحث في الشأن المقدسي الدكتور محمد غوشة تاريخ القدس من خلال دراسات المستشرقين وكيف تحولت هذه الدراسات إلى تأكيد ما جاء في التوراة من أساطير يهودية، وهذا ما يمهد للتغلغل اليهودي في أرض فلسطين.وأضاف غوشة أن الدارسين العرب في بدايات القرن العشرين بدأوا يكتبون تاريخ فلسطين بصورة تؤكد قوة الدارسين الفلسطينيين في مواجهة ما كتب من دراسات تؤكد حضور الأسطورة اليهودية.واستعرض غوشة تاريخ الإذاعة العربية وهي إذاعة القدس وكيف كانت هذه الإذاعة في فترتها العربية أننا كنا نركز على الفنون والطرب فيما تبث في فترتها العبرية كيفية تعليم المزارع أصول الزراعة وأصول البناء.بترا
مشاركة :