لا يمكن أن نقول إن فيلم «خيال مآتة» فيلم جيد، كـ فيلم «عسل إسود»، الذي كان العلامة الفارقة والأهم في مسيرة أحمد حلمي السينمائية، حيث كان أعلى نقطة وصل إليها حلمي على المقياس النقدي الدقيق عندما استطاع بـ»عسل إسود» أن يجمع الجماهير والنقاد على رأي واحد جاء في مصلحة الفيلم، ومن بعده بدأ في التراجع إن كان من ناحية حصد الأرقام على شباك التذاكر، أو الرضا النقدي على صفحات الجرائد. من جهة أخرى لا يمكن وصف أي من أفلام حلمي بالفاشل، خاصة وأن إيرادات كل أفلامه من بعد «عسل إسود» في 2010، وحتى اليوم لم تهبط عن الخمسة وعشرين مليون جنيه، حتى وإن جاء بعضها أقل من تطلعات الجمهور الذي يذهب ليشاهد حلمي بغرض الضحك كثيراً، لكنه لم يفشل يوماً في رد التكاليف الإنتاجية وأجور الأبطال للشركة المنتجة لأي من تلك الأفلام، وهذا هو المهم. المشكلة التي واجهت حلمي في المنافسة الأخيرة خلال موسم عيد الأضحى الذي أصبح الموسم الأعلى إيراداً في تاريخ السينما المصرية بما يتجاوز المئتين مليون جنيه، هي أن «خيال مآتة» نزل في مواجهة فيلمي أكشن قويين، كليهما امتداد لنجاح أجزاء أولى، وهي «الفيل الأزرق 2»، و»ولاد رزق 2»، والتي تتناسب مع طبيعة موسم العيد الذي لا يبحث فيه الجمهور عن فيلم يحمل فكرة، بل فيلم يبهره بما يحمله من إثارة وأكشن دون أي يضطر للتفكير كثيراً. والحقيقة أنه لو كان حلمي قد عرض «خيال مآتة» في موسم آخر كموسم شم النسيم الأنسب من ناحية التوقيت وعطلة نصف العام الدراسي التي لا يبحث فيها الجمهور عن أكشن أو إثارة بقدر ما يبحث عن فكرة وأداء لكان استطاع أن يتصدر الموسم كونه موسم فني لا يهدف إلى تحقيق أرقام كبيرة على الشباك كمواسم الأعياد. في نفس الموسم تواجدت أفلام لم نسمع عنها الكثير ولم تحقق إيراداً جيداً، ورغم ذلك لم نرَ تلك الأفلام تُجلد في مواقع التواصل كما حدث مع «خيال مآتة» الذي استطاع ورغم قوة المنافسة والتوقيت الغير مناسب لطبيعة الفيلم أن يحقق ما يقارب الأربعين مليون جنيه، في حين لم تتجاوز إيرادات «الكنز 2» العشرة ملايين جنيه رغم شهرة الأسماء التي لعبت البطولة الجماعية فيه، في مقدمتهم محمد سعد، محمد رمضان، هند صبري، أحمد رزق، هيثم أحمد زكي، روبي، وفيلم «انت حبيبي وبس» الخمسة ملايين جنيه رغم أنه يجمع كوكبة مسيطرة حالياً على «السيت كوم» من بينهم محمد ثروت ومحمود الليثي وبوسي وهالة فاخر وصافيناز.