الفنانة سارة الراوي: المصريون أول من ابتكر الغناء الشعبي ليعبر عن أحلامهم وآلامهم

  • 10/2/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الساحة الفنية العربية وفن الفلكلور الشعبى من المحيط إلى الخليج أصبح يضم أصواتا نسائية واعدة، تمتاز بالرقة والعذوبة وغيرها يمتاز بالشجن والآخر له مقاييس أخرى، إلى أن جاءت سارة الراوى، التى يتوقع لها كبار الموسيقيين شأنا كبيرا في المستقبل، لما تملكه من قدرات صوتية متمكنة وحضور مميز، وتتنوع بصوتها حسب البيئة والمنطقة الجغرافية بين الطربى والشعبى والرومانسى أيضا، التقت البوابة الفنانة سارة الراوى لنعرف كيف خاضت تلك التجربة الصعبة فنيًا. ■ ما سبب اختيارك ألوان الفلكلور المصرى للبدء به في مشوارك الفنى؟- إن هذا النوع من الفن غير منتشر، والكثير من الشباب المصرى لا يعرفه، وهذا دورنا وواجبنا أن نبحث عن التراث المصرى ونظهره للجمهور كى يتعرف على جزء من هويته، وهذا النوع من الفن موجود في القرى ومحافظات الصعيد.■ كيف ترين الفن الشعبى في مصر؟ - الفن الشعبى ابتدعته الجماهير لتزيين ما تتطلبه حياتها اليومية من أدوات، أو ما تتطلبه عقائدها الفطرية أو أفراحها أو مناسباتها على اختلاف غاياتها ومظاهرها، لأنه كان يسير جنبا إلى جنب مع الفن الرسمى طوال عصور مصر الفرعونية والقبطية والإسلامية، وهو التيار الصحى الذى تحتفظ الجماهير العريضة من خلاله بضميرها الفنى، وحسها الجمالى، خاصة عندما تضعف الدولة وتنحسر عنها قدراتها الإبداعية في فنون عادية، بالإضافة إلى أن الغناء الشعبى هو لسان الشعب، غالبا ما كان يتغنى بقضايا الطبقة الكادحة وذلك ما زال مستمرا، وتمتلك مصر كمّا هائلا من التراث الغنائى والموسيقى والتى تفوقت في حفاظها عليه، الذى يختلف ويتنوع وفقا للبيئة التى خرج منها، من أغانى البدو وصولًا لأغانى النوبة، ويعتقد أن المصريين هم أول من ابتكر الغناء الشعبي، معبرا عن وجدان الشعب وأحلامه وآماله وآلامه.■ بما يتميز الفن الشعبى؟- الفن الشعبى يتجه إلى الاعتزاز بالبطولة وتمجيدها، واعتبار أبطال القصص الشعبية هم المثل العليا لكل شاب، حيث كانت قصص أبوزيد الهلالى وعنترة بن شداد، والفارس منهما يمتطى جواده وقد استل سيفه البتار، نجدها رسما على جدران القهاوى الوطنية ووشما على أذرع الشباب، ببساطة لأن الفن الشعبى فن جمالى لا يعرف الفردية، لأنه فن الجماهير العريضة، ولا يتناول سوى الموضوعات التى تعرفها معرفة متوارثة وتتجاوب مع احتياجات المجتمع الذى تعيش فيه، ونتمنى ألا يندثر أو يدخل فيه المرتزقة المدعون على أنفسهم بفنانين.■ ما تأثير نشأتك على اتجاهك للفن الشعبى؟- أنا من الإسماعيلية، بدأت الغناء في الصغر وكانت أختى الكبرى هند الراوى تساعدنى وتقوم بتدريبى وتساندني، التى أصبحت فيما بعد من أهم أعضاء فرقة النيل للآلات الشعبية، وتحمل رسالة نشر الفلكلور الصعيدى والفلاحى الجعفرى والبدوي، وأنا من أصل بدوى وقلب جعفرى وصوت صحراوى، لذلك تتميز أصواتنا بالصوت الخشن والقوى الذى يلقبه المستمعون بصوت الصحارى لشدته.■ من كان يقف بجوارك لكى تجدى نفسك على الساحة اليوم؟- أستاذ عبدالرحمن الشافعى هو كان ماسك فرقة النيل للآلات الشعبية، وتم تدريبى بشكل جيد ودربنى أكثر على غناء المواويل الصعبة، والتى يصعب على أى أحد أن يقوم بها، وذلك ما جعلنى الآن أفكر في تطوير الموسيقى الشعبية.■ هل لديك قدوة بالمجال؟- طبعا أنا من هواة عبده الإسكندرانى وروح الفؤاد وبدرية السيد والعظيمة جمالات شيحة. ■ من صنع مجد الأغنية الشعبية في مصر؟- ظَلّت الأغنية الشعبيّة مُهمّشة عقودًا من الزمن، تأتى في آخر قائمة الأغاني، ويُنْظَر إلى مستمعيها بدونيّة وتعالٍ، وعلى أنهم درجة ثانية، إلى أن ظهر مطربون على فترات متلاحقة، غيّروا في شكل الأغنية الشعبية، وأحدثوا ثورة في الذوق الفني، محمد عبدالمطلب ومحمد رشدى ومحمد العزبى ومحمد عدوية وحسن الأسمر، كل هؤلاء أحدثوا طفرات رائعة لا تكرر.

مشاركة :