بروسكي: الزعيم.. «معادلة ثابتة» في كرة الإمارات

  • 10/2/2019
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أكثر من خمس سنوات مرت، منذ رحيل الأسترالي أليكس بروسكي عن صفوف العين، والذي ربما تغيرت ملامحه عما نذكره بـ«اللحية» الكثيفة، لكن أمر واحد يبقى راسخاً مهما مر الزمن، وهو عشقه الأبدي لـ«الزعيم»، كما كشف اللاعب في حديثه الخاص لـ«الاتحاد»، بعدما استعاد محطة، وصفها بأجمل محطاته الخارجية في رحلته الاحترافية، التي توقفت مع اعتزاله اللعب العام الحالي، والتي عاش فيها بين ربوع الإمارات، بوصفها وطنه الثاني بعيداً عن بلده. وفتح بروسكي، قلبه، ليؤكد أنه يرشح العين للمنافسة بفوز لقب دوري الخليج العربي وبقية الألقاب، سواء هذا الموسم أو أي وقت آخر، وقال: «قدر العين أن يكون الفريق الثابت دائماً في معادلة المنافسة على اللقب، هذا أمر أدركته جيداً حينما لعبت هنا، فأنت دائماً كلاعب للعين مطالب بالمنافسة وبذل الجهد، وعدم الاكتفاء بأي مركز آخر غير المركز الأول، وأدرك أن المنافسة أقوى هذا الموسم، لكن ثقتي كبيرة أن ينجح العين بتجاوزها». وتابع: «الموسم الماضي يجب تجاوزه، ما حصل انتهى، هذا الأمر سبق أن خاضه العين في تجارب مختلفة، وكان دائماً يعود أقوى كلما تعرض لهذا النوع من المصاعب، لا أعتقد أن السقوط هو الفشل، ولكن عدم المحاولة للنهوض مرة أخرى هو الفشل، نرى أن هناك بوادر إيجابية وروحاً متجددة في الفريق، يجب استثمارها جيداً، من أجل العودة من الباب الكبير كما اعتاد العين». وأكد بروسكي، أن العين النادي الأكبر في الإمارات، ليس من باب المجاملة، ولكن من ناحية الأرقام والتاريخ والألقاب والجماهيرية، وقال: «العين يعتبر حالة خاصة في الكرة الإماراتية، هو الأكثر فوزاً بالألقاب، وصاحب القاعدة الجماهيرية الأكبر، لطالما شعرت بالفارق حينما كنت ألعب على ملعبنا في العين، حيث تتواجد الجماهير بأعداد لافتة، وتتفاعل مع المباريات، فيما تكون المدرجات شبه فارغة في الأندية الأخرى، هذه الأمور تجعل الجمهور سلاحاً إضافياً لتحقيق نجاحات العين». واعتبر بروسكي، أنه لعب ضمن تشكيلة ضمت ربما عدداً من أفضل اللاعبين الذين مروا على العين بين عامي 2012 و2014، وقال: «كنا نستمتع مع بعضنا، سواء في الملعب أو التدريبات، المهارات الفنية للاعبين كانت رائعة للغاية، سواء بقائمة اللاعبين المحليين المميزين الذين شكلوا العمود الفقري للمنتخب الوطني، أو اللاعبين الأجانب في الموسم الأول، مثل أسامواه جيان وكيمبو إيكوكو ورادوي». وكشف بروسكي، أنه رغم رحيله عن العين بعد موسمين، فإنه بقي متعلقاً بالفريق والوقت الذي قضاه في العين ودولة الإمارات عموماً، وقال: من الناحية الشخصية شعرت دائماً بالدعم والمحبة من زملائي اللاعبين، كما عاشت أسرتي هنا بكل سعادة، لم أشعر أنني خارج وطني، وعشت أوقاتاً مليئة بالذكريات الجميلة في الإمارات. وتابع: على الناحية الفنية، من المهم كلاعب أن تخوض تجربة التواجد في فريق متواجد في قلب المنافسة، هذا الأمر مررت به مع سيدني أف سي، النادي الأقوى في أستراليا، إنه يساعد اللاعب على الحفاظ على مستواه والبقاء في قمة العطاء. وأكد بروسكي، أن قلبه ما زال ينبض بحب «الزعيم»، من خلال متابعته للمباريات كلما سنحت له الفرصة والاطلاع على النتائج، لكنه تحديداً عاش تجربة مميزة في كأس العالم للأندية الماضية، وقال: كنت أتابع مشاركتهم باهتمام، حتى قرر أن يستيقظ باكراً من أجل مباراة ريفر بليت، حيث كانت تلعب المباراة في ساعات الصباح الأولى في سيدني بسبب فارق التوقيت، أذكر أنني قفزت فرحاً في منزلي، حينما تصدى خالد عيسى للركلة الترجيحية الحاسمة، شعرت باندفاع الدم داخل عروقي وصرخت من الفرحة، كان أمراً مذهلاً ومعجزة تحققت في الملعب. وتابع: أهمية الفوز ستكون لها تبعات على مدار سنوات طويلة، التفوق على ناد بحجم ريفر بليت والأسماء اللامعة التي يضمها، ومواجهة ريال مدريد الإسباني في المباراة النهائية، هذه الأمور لا تحصل لأي فريق، ولكنها ستبقى راسخة في تاريخ العين، وتعزز من سقف طموحاته دائماً. وكشف بروسكي، أنه سيقوم بزيارة العين في أقرب فرصة متاحة له عقب اعتزاله اللعب، وقال: «أريد العودة قريباً، وسأتواجد على مدرجات استاد هزاع بن زايد، من أجل مساندة الفريق في حال كان الفريق يخوض مباريات، هذا الأمر يجول في خاطري منذ مدة، لكن لم تسنح لي الظروف بسبب التزاماتي كلاعب، لكن حالياً فإنه على رأس قائمة أولوياتي». ورداً على طموحات العين المتجددة دائماً لتحقيق لقب دوري أبطال آسيا، وعدم توفيقه بالمهمة في المشاركات الماضية منذ التتويج باللقب عام 2003، قال: المسابقة الآسيوية صعبة للغاية، وتحديداً نظام إقامتها الذي نرى أنه مفصل من أجل مناسبة دول معينة مثل اليابان وكوريا الجنوبية والصين، فالمسابقة تقام بنفس روزنامة منافساتهم المحلية، فيما بالنسبة للغرب فإن الأمر مختلف، فأنت تخوض الدور الأول، بينما تكون على أكثر من جبهة محلية، وفي مرحلة حاسمة من منافسات الدوري والكأس على سبيل المثال، ثم تتوقف المنافسات من أجل العطلة الصيفية لتجد نفسك فجأة أمام الأدوار الإقصائية، والفرق ما زالت في مرحلة الإعداد، في دوري أبطال أوروبا مثلاً المسابقة تقام بالسير مع نفس توقيت المواسم المحلية، لكن طالما بقيت الأمور على النحو هذا، فإن المسابقة ستبقى مصممة فقط لدول معينة. واعتبر بروسكي، أن مسألة التأهل إلى نهائيات كأس العالم المقبلة قابلة للتغيير في القارة الآسيوية، في ظل المستويات المتطورة لعدد من المنتخبات المختلفة، وشدد أن منتخبنا الوطني بإمكانه تحقيق الأمر بوصفه ليس مستحيلاً، في حال وضع اللاعبون الأمر في أذهانهم، وقال: حينما تفوق المنتخب الإماراتي على منتخبنا الأسترالي في كأس آسيا الماضية، ظهر واضحاً كيف يمكن أن يساهم الحضور الجماهيري والأجواء العامة في دفع اللاعبين وتحفيزهم في الملعب، ومنحهم الأفضلية بنسبة 20 إلى 30 أكثر عن المنافس، يجب أن تكون جميع مباريات منتخب الإمارات بنفس الطريقة في التصفيات. وتابع: بالنسبة لمنتخب أستراليا، فإنه يمر بمرحلة تغيير في الوقت الحالي، والجيل الشاب ليس بنفس قوة الأسماء السابقة، وهو ما يجعل الفوارق أقل بينه وبين المنافسين عما مضى. قميص العين في سيدني وجه بروسكي، تحية خاصة لجماهير ونادي العين عموماً، من منزله في أستراليا، حيث كشف في لقطة خاصة احتفاظه بالقميص الذي ارتداه مع العين، والذي يفتخر به ضمن تشكيلة من أبرز القمصان التي لعب بها خلال مسيرته كمحترف، وتحديداً قميص «الزعيم» الذي يحمل اسمه باللغة الإنجليزية والرقم 32. واعتبر بروسكي، أن احترافية نادي العين وتوفيره هذه الأطقم للجماهير ساعدت على إرسال العديد من القمصان لأصدقائه في سيدني، خصوصاً أنه يعتبر نفسه بمثابة سفير للفريق في بلاد «الكنجارو»، ويفتخر بما يمثله الفريق من قوة كروية وشهرة قارية أصبحت عالمية حالياً. القانون وراء غياب «الكنجارو» اعتبر بروسكي، أن العديد من اللاعبين الأستراليين يرحبون بخوض تجربة الاحتراف في دوري الخليج العربي، لكن غيابهم عن الساحة في الوقت الحالي، بعدما تواجدت أسماء مثل بريت هولمان وميليجان وغيرهما، تعود لتعديل القوانين التي فتحت المجال أمام ضم 4 لاعبين من أي جنسية، دون ضرورة تواجد لاعب آسيوي بينهم، حيث تفضل الأندية ضم لاعبين من أميركا الجنوبية، كخيار أول، وأفريقيا وغيرها لاعتبارات مختلفة.

مشاركة :