شهدت أوكرانيا أمس واليوم سلسلة مواقف من ممثلي القوى والأحزاب القومية، احتجاجا على موافقة الرئيس فلاديمير زيلينسكي على "صيغة شتاينماير" لتسوية النزاع في دونباس جنوب شرقي البلاد. ونظم مئات أنصار الأحزاب القومية والجماعات اليمينية وقفة احتجاجية أمام مبنى البرلمان الأوكراني صباح اليوم، حيث عبروا عن رفضهم "صيغة شتاينماير" مطالبين الحكومة بالتخلي عنها. ورفع المحتجون شعارات تدعو لـ"عدم التنازل عن المصالح القومية" ومنع تطبيق "صيغة شتاينماير". وبدأت احتجاجات الشوارع مساء أمس حيث خرج عشرات الأشخاص في العاصمة كييف وعدد من المدن الأخرى منها لفوف وخاركوف وماريوبول، في تظاهرات هاتفين بـ"لا للاستسلام"، وذلك بعد انتشار نبأ توقيع مجموعة الاتصال الخاصة بالتسوية في شرق أوكرانيا على وثيقة تتضمن "صيغة شتاينماير"، وهي خطة لتعديل الدستور الأوكراني تنص على منح منطقة دونباس المعلنة استقلالها من جانب واحد حكما ذاتيا في إطار التسوية. سياسيا، أعلنت ثلاثة من الأحزاب الممثلة في البرلمان، وهي "التضامن الأوروبي" بزعامة الرئيس السابق بيترو بوروشينكو و"باتكيفشينا" (الوطن) بزعامة رئيسة الوزراء السابقة يوليا بوروشيتكو، و"غولوس" (الصوت) بزعامة المطرب المشهور سفيتوسلاف فاكارتشوك، عن معارضتها لـ"صيغة شتاينماير"، التي تضمنتها وثيقة وقعت عليها أمس في مينسك مجموعة الاتصال الخاصة بالتسوية في شرق أوكرانيا. وحذر بوروشينكو في تسجيل فيديو على "فيسبوك" أمس من أن اعتماد هذا الصيغة "الروسية الأصل"، سيؤدي إلى "إضعاف العقوبات الغربية ضد روسيا بل وربما رفعها"، وأكد عزمه على "عدم السماح بتقويض الدولة الأوكرانية". وطالب نواب عن حزب بوروشيتكو باستدعاء زيلينسكي إلى البرلمان اليوم الأربعاء ليوضح "صورة ما يجري في الحقيقة" وما إذا كان قبول كييف "بصيغة شتاينماير" "أول خطوة في طريق الاستسلام أمام تسوية بشروط روسية". سبق أن بيّن زيلينسكي أمس في مؤتمر صحفي نظرته إلى "صيغة شتاينماير"، حيث قال: ماذا تعني هذه الصيغة؟ هي تتألف في الواقع من جملة أو جملتين، ومفادها أن القانون المؤقت بشأن الإجراءات الخاصة لإدارة الحكم الذاتي المحلي في مناطق معينة من أراضي دونيتسك ولوغانسك، المعروف أيضا باسم قانون الوضع الخاص لدونباس، بدأ العمل به بشكل دائم شريطة  إجراء هناك انتخابات محلية تتفق مع دستور أوكرانيا وتشريعات أوكرانيا، وكذلك بعد نشر تقرير لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا يؤكد أن الانتخابات قد جرت وفقا لمعايير المنظمة والمعايير الدولية للانتخابات الديمقراطية وأضاف زيلينسكي: "هذا يعني أنه لن تكون هناك انتخابات تحت تهديد البنادق"، مما دفع بعض المراقبين إلى الاعتقاد أن زيلينسكي بدأ يتراجع عن الاتفاق على "صيغة شتاينماير"، أو أنه ينوي تفريغه من مضمونه عمليا. وكانت روسيا وجمهوري دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد، قد رحبت بتوقيع الاتفاق المبني على "صيغة شتاينماير" باعتباره خطوة في اتجاه التوصل إلى تسوية للأزمة الأوكرانية. المصدر: RTتابعوا RT على