التحلي بالصبر صفة من صفات الانبياء فجميع الانبياء كان ردهم الدائم علي الابتلاء الصبر لذلك نجد أن القدرة علي الصبر في الابتلاء تكاد تكون صعبة إن لم تكن من المستحيل عند البعض، ولكني انظر لهذا الموضوع بزاوية اخري تتلخص في مفهوم "المنحة الربانية التي يهبها الله سبحانه وتعالي لبعضنا فنجد انهم امام كل ابتلاء او اختبار لآدميتهم وإنسانيتهم يكون ردهم الصبر الصبر وحسب.وأود ان أنوه ان الصبر عظمته بالرباط الوثيق بيننا كبشر وبين الخالق سبحانه وتعالي فالصبر علي ابتلاء لا تعرف متي سوف يرفع ولا اين بنظري قمه القوة للنفس البشريه.... فالنفوس الضعيفة لا تعرف الصبر تجد لذتها بالاستسلام ولكن من يتوكل علي الله ويصبر فيكون له اجران رفع البلاء والاجر "وبشر الصابرين".اعي تماما ان الضغوط التي نواجهها تضعف الكثير من الارادة الحية بداخلنا واحيانا تفتت ما تبقي من اراده الروح ولكن بيدنا الاختيار إما استرجاع قوانا بالاخذ بالاسباب والصبر وإما ان نستكمل بتر ما تبقي من الروح وتبقي فقط علي قيد الحياه بلا روح بلا اراده ولا اخذ بالاسباب ومواجهة واقعك؛ فمواجهة الواقع والصبر والتحلي به أفضل تجاهل لواقعك. ومن أجل ما سبق نجد الصبر منحة ربانية يهبها الله لمن يشاء ولكن اراده البشر تلعب دورا بها ايضا، فكم منا تعثر وواجه وصبر واحتسب حتي تم رفع البلاء عنه.. كم من مريض صبر علي مرض حتي رفع البلاء ...فالصبر هو الهبه والطريق والمدخل لرفع البلاء وان كان الطريق طويلا ولكنه الاساس... وان فرضت ظروف الحياه علينا ان نصبر فنصبر بهدوء وليس بتذمر فهدوء النفس وسكينتها قمه القوه وليس الضعف.... فتدريب النفس البشريه علي مثل تلك الأشياء ليست بالامر الهين ولكنه ايضا ليس بالمستحيل...  فلتجعل صبرك قوتك وتوكلك علي الله وليس البشر مبدؤك، ولا تتذمر وتشكو وتكون شكاء لأن كثرة الشكوي تولد الندم وهناك من يبلورها في صورة فضفضة ولكنها ليست بمفيده ولا تضيف شيئا سوي ضعف ارادتك وقطع حبال الصبر بينك وبين الله سبحانه وتعالي.. وهذا قمه الضياع الحرفي، فإن فقدت صبرك فقدت كل شيء ولن تنجو من محنتك وتخرج منها بهوان الروح فالصبر أحبتي... الصبر.اعلم اننا لسنا سيدنا ايوب ولكننا من ورثته وذريته فان استطعت فتحلي به وان لم تستطع لن ينكوي منك شئ فالصبر مدخل ومفتاح كل شئ وصبرنا من يحدد شخصيتنا وارادتنا وكل شئ... فصبرا جميل والله المستعان