ثورة «كشف السرطان بتحليل الدم»... كيف تستكمل؟

  • 10/3/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بعد الإعلان عن الثورة الطبية الجديدة الممثلة في اكتشاف أنواع كثيرة من السرطان في بداياته المبكرة عبر فحص الدم، يأمل باحثون أميركيون في أن يتمكنوا قريباً من استكمال الخطوات التطويرية للفحص الجديد كي يتقدموا بطلب للحصول على الموافقات الرسمية اللازمة لبدء تطبيقه.وتحدث أكثر من طبيب وباحث لوسائل اعلام متخصصة في اليومين الماضيين عن ضرورة تحويل هذه «الثورة» العلمية الهائلة إلى أمر واقع عبر نشر تطبيقاته في مختلف انحاء العالم. وتمنوا ألا تكون عمليات التمويل اللازمة لاستكماله وطرحه بصيغة نهائية «عائقا» أمام إعلان براءة اختراع لمداواة آلاف مكتشفي المرض في مراحله الأولى، معتبرين ان استمرار التمويل يستكمل «الثورة».وكانت وسائل الإعلام ضجت قبل يومين ببشرى زفها معهد الأبحاث الأميركي دانا - فيربر للسرطان بإعلانه أن باحثين تابعين له نجحوا أخيراً في التوصل إلى ابتكار فحص دم جديد يمكنه أن يكتشف أكثر من 20 نوعاً من السرطانات في بداياتها، ما يسمح بالبدء في معالجتها مبكراً، فضلاً عن ان الفحص يساعد على تحديد العضو المصاب بالسرطان.وكشف النقاب في إحدى جلسات الجمعية الأوروبية لطب الأورام (ESMO)، عن تفاصيل ونتائج تجارب فحص الدم الجديد الذي ما زال يخضع إلى مراحل التجريب والتطوير اللازمة تمهيـــداً لحصــــوله علـــى بـــراءة اختــراع. وأفاد المعهد أنه تم تطبيق الفحص الجديد على عينات دم من حوالي 3500 شخص 1500 منهم معروف أنهم مصابون فعليا بأحد أنواع السرطانات و2000 لم يسبق أن تم تشخيصهم، مشيراً إلى أن 99.4 من نتائج الفحص جاءت صحيحة لكن الأهم من ذلك هو أن الفحص كشف إصابات سرطانية في مراحلها الأولى بين أفراد المجموعة الثانية إلى جانب 75 في المئة ممن دخلوا المرحلة الثانية من إصاباتهم السرطانية دون أن يعلموا ذلك. ومعلوم أن الفحص يعتمد على تكنولوجيا متطورة ترصد تسلسل الحمض النووي (DNA) بحثاً عن دلائل معينة تحدد ما إذا كانت المورثة الجينية نشطة أو غير نشطة. وتتلخص الطريقة في إضافة مجموعات «ميثيل كيميائية» إلى جزيء الحمض النووي الريبوزي المنقوص الأكسجين (DNA) بهدف تحديد ما إذا كان سليماً أو مصاباً بالسرطان.وتتلخص الفكرة في أن الفحص يرصد ويحلل جزيئات الـDNA المسرطنة الموجودة في الدم، ولأن تلك الجزيئات تصل إلى الدم بعد أن تنفصل من خلايا العضو المصاب، فإنها تحمل علامات مميزة تدل على ذلك العضو. فمثلا، إذا كان البنكـــرياس هو المصاب بالسرطان فإن جزيئات DNA تنفصـــل عنه عندما تموت وتنجرف مع الدم، وعند تحليل تلك الجزيئات بالفحص الجديد يمكن التعرف من تكوينها البنائي على أن منبعها الأصلي هو البنكرياس تحديداً وليس أي عضو آخر.

مشاركة :