كشف مسئول كبير سابق في البيت الأبيض، عن بعض من كواليس السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط تجاه المملكة العربية السعودية وإيران، متحدثًا عن العديد من الملفات الشائكة في المنطقة.وقال مايكل دوران، المسئول السابق في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، كمسئول كبير في مجلس الأمن القومي، حيث كانت مهمته تقديم المساعدة والاستشارة في وضع وتنسيق استراتيجيات الولايات المتحدة بشأن مختلف قضايا الشرق الأوسط، إن المملكة العربية السعودية هي أقرب حلفاء واشنطن في المنطقة منذ الحرب الباردة، وأن إيران على النقيض، هي العدو الأول إلى جانب روسيا.وأضاف في محاضرة في يونيو الماضي بعنوان "هل تمتلك أمريكا استراتيجية للشرق الأوسط"، أن هذا لا يكون واضحا لمن يعمل في البيت الأبيض، حيث "يهمسون" للبيت الأبيض من خلال وكالات الاستخبارات وحلفائهم في الشرق الأوسط وأوروبا بأنهم ليسوا أعداء وليس لديهم مشكلة مع الأمريكيين، وأن ما يقولونه في العلن يكون لأسباب داخلية فقط، لكن الحقيقة أن البلدين يتشاركان المصالح نفسها ويجب أن يعملان معا.وتابع: "كانت الرسائل التي تصلنا من إيران عندما كنت في البيت الأبيض هي، لماذا أنتم دائما إلى جانب السعودية.. يجب أن تعملوا معنا وستحققون مصالحكم بشكل أكبر".وأوضح أن الإيرانيين يتحركون في اليمن، وأن على الإدارة الأمريكية الحالية، أن تعمل مع السعودية هناك بشكل أكبر، حيث تعمل السعودية على منع إيران من إنشاء حزب الله جديد وسط الحوثيين، منتقدا الهجوم غير المسبوق الذي يشنه أعضاء الكونجرس تجاه المملكة.وأشار إلى أن الحوثيين الآن يمتلكون بالفعل صواريخ تستطيع ضرب الرياض، عاصمة واحدة من دول مجموعة العشرين، بينما لا تمثل أمريكا تهديدا حقيقا لأعدائها، ولا تقدم المساعدات الكافية لحلفائها، وأن على واشنطن احتواء الخطر الإيراني في المنطقة.وأكد أنه لا أمل في الحصول على سياسة إيرانية معتدلة، حيث لا تتوفر هناك الأدوات أو الكفاءات لذلك، وأنهم لا يعرفون سوى الهدم، واصفا النظام الحالي إياهم بالعصابات، التي تدير منظمات إجرامية، لافتا إلى "المفهوم الإيراني لمكافحة الإرهاب في سوريا، الذي أسفر عن مليون قتل وتهجير عشرات الملايين، هؤلاء هم الإيرانيون".وحذر من أن التقدميين الاشتراكيين في الحزب الديمقراطي يدفعون بشكل قوي نحو عودة الاتفاق النووي الإيراني الذي أبرمه الرئيس السابق باراك أوباما في انتخابات 2020، بعد الإطاحة بالرئيس الحالي دونالد ترامب الذي انسحب من الاتفاق في مايو من العام الماضي.وشدد على أن هذه الفكرة مدعومة من قبل النخبة الديمقراطية في الكونجرس وأماكن أخرى، وكذلك الأمر نفسه بالنسبة للاتحاد الأوروبي.وزعم أن الانتقادات الحالية الموجهة إلى ترامب والحملات الإعلامية عبارة عن تمهيد لعودة سياسات أوباما، والتي تفضي في النهاية إلى شيطنة قادة المملكة العربية السعودية على نطاق أوسع.واعتبر أنه في حال هزم ترامب في انتخابات 2020، وعودة سياسات أوباما مرة أخرى هزيمة كاملة.وحكى أن وزير الخارجية الأمريكي في عهد أوباما، جون كيري، كان يتحدث مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف ، وأخبره بضرورة الإبقاء على الاتفاق النووي، وألا يغادروه تحت أي ظرف، إلى حين رحيل ترامب ومن ثم تعود المحادثات مرة أخرى بعد فوز الديمقراطيين. لذا فإن الإيرانيين يعلمون تماما السياسة البديلة التي سيقدمها الاتحاد الأوروبي والديمقراطيون.وتابع أن هناك موظفين في الاستخبارات الأمريكية يسربون معلومات، وكمثال، تسريب محادثات "واتس آب" بين كبير مستشاري ترامب، جاريد كوشنر وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، على صفحات نيويورك تايمز، مشددا على أن ذلك انتهاك أخلاقي كبير ما لم يكن انتهاكا للقانون.وشرح أن هذا الأمر يعد حرقا لمصدر، وبمثابة إعلان أن تطبيق "واتساب" الذي كان يعده الجميع آمنا ليس كذلك، وأن هذا من تدبير وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه"، لأن وكالة الأمن القومي لا تقدم أبدا على حرق مصدر، فضلا عن كونها مؤسسة عسكرية لديها أخلاق ومبادئ عسكرية، في حين أن "سي آي إيه" سياسية أكثر.وواصل أنهم يكرهون ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لأن تعيينه من قبل الملك سلمان بن عبد العزيز كان بمثابة صدمة للاستخبارات الأمريكية، حيث كانوا يعتقدون أنهم سيتمكنون من قيادة العلاقات السعودية الأمريكية في المرحلة المقبلة، وصدموا عندما أقام بن سلمان علاقة قوية مع كوشنر في الوقت الذي تم إقصاء المخابرات الأمريكية فيه من المعادلة.وأشار إلى الصحفي الأمريكي المعادي للمملكة، بوب كوروكر، خرج بعد ذلك ليقول لديّ معلومات عن أشياء "فظيعة" فعلها بن سلمان لأن إدارة ترامب تسانده.وأردف: "هناك خطط في الاستخبارات الأمريكية ضد السياسة الحالية وهناك خطط مضادة لترامب يعملون عليها".تجدر الإشارة إلى أن تلك المحاضرة جاءت قبل أكثر من شهرين على أزمة عزل ترامب، والتي اندلعت إثر "تسريب معلومات" عن ضغط ترامب خلال مكالمة هاتفية على نظيره الأوكراني فولودمير زيلينسكي لفتح تحقيقات ضد منافسه الديمقراطي المحتمل جو بايدن ونجله.
مشاركة :