يكشف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الأربعاء، عرضه النهائي بشأن خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي وسيعلن صراحة أنه إذا لم تتجاوب بروكسل مع المقترح فإن بريطانيا لن تتفاوض مجدداً وستغادر الاتحاد في 31 أكتوبر الجاري. ومن المنتظر أن يجري جونسون اتصالا هاتفيا مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر اليوم الأرعاء في تمام الساعة 15:15 بتوقيت غرينتش، وربما تكون الخطوة الرسمية في تقديم بيان مكتوب لنص العرض الجديد. وتعهد جونسون، في كلمته الختامية أمام المؤتمر السنوي لحزب المحافظين الحاكم قبل قليل، بأن بريطانيا ستخرج من الاتحاد الأوروبي بنهاية هذا الشهر مهما حصل ولكنه لم يكشف تفاصيل الصفقة أو العرض بما أسماه "تسوية عادلة". توضح مراسلة العربية كارينا كامل بأن كلمة جونسون أمام المؤتمر السنوي لحزب المحافظين أعطت تطمينات وبعض العناوين الرئيسية لخصتها في 4 نقاط: أولا- الخطة لن تشمل أي نقاط تفتيش عند الحدود الإيرلندية أو بالقرب من الحدود، على عكس تسريبات ليلة أمس التي تحدثت عن تأسيس بعض نقاط التفتيش على بعد بعض الكيلومترات من الحدود أو حتى خلق منطقة رقابية تكون الحدود في بحر إيرلندا ما بين المملكة المتحدة وإيرلندا الشمالية، وأن تكون هناك حدود جمركية بين إيرلندا الشمالية ودولة إيرلندا. ثانيا- أكد أن المملكة المتحدة سوف تحترم معاهدة السلام الإيرلندية، التي تم التوقيع عليها في أواخر التسعينيات وأنهت الحرب الأهلية التي دامت أكثر من 30 عاما. ثالثا - قال جونسون إن تأجيل موعد الخروج ستكون له تداعيات وآثار سلبية وخطيرة جدا في ثقة المستثمرين بالعملية الديمقراطية. رابعا- هذا الاتفاق يمثل نوعا من التنازل من الجانب البريطاني، وأنه حان الوقت الآن ليقوم الاتحاد الأوروبي بدوره بتقديم التنازلات في هذا الملف. ومع تبقي أقل من شهر على الموعد المقرر لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يكتنف الغموض مستقبل العملية التي تمثل أكبر تحول في التجارة والسياسة الخارجية لبريطانيا منذ أكثر من 40 عاما. وجاء في مقتطفات أصدرها مكتب جونسون، من الخطاب الذي ألقاه: "أصدقائي أخشى أنه بعد 3 أعوام ونصف العام أن يشعر الناس بأنه يجري التلاعب بهم مثل الحمقى. بدأوا يشكون في أن هناك قوى في هذا البلد لا تريد تنفيذ الخروج من الاتحاد الأوروبي مطلقاً". وسيضيف جونسون: "دعونا ننفذ عملية الخروج في 31 أكتوبر ومن ثم يمكن لبلادنا أن تمضي قدماً في 2020". وصوتت بريطانيا قبل أكثر من 3 سنوات لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء أجري عام 2016، غير أن محادثات الخروج تواجه مأزقاً.
مشاركة :