وزير الطاقة: المصالح المتبادلة تحتم التعاون بين منتجي النفط والمستهلكين

  • 10/3/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

قال وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، إن تحالف دول أوبك والمنتجين من خارجها سيحقق الاستقرار الدائم لأسواق النفط، والنفع لكل المنتجين والمستهلكين والصناعة النفطية. وأضاف الأمير عبدالعزيز، الذي يترأس وفد المملكة المشارك في أسبوع الطاقة الروسي، الذي يعقد خلال الفترة من 2 إلى 5 أكتوبر، في العاصمة الروسية موسكو: من المهم إدراك أن الأساس، الذي يقوم عليه تحالفنا "أوبك+" لا يتمثل في تحقيق النفع للمنتجين فقط، إنما تحقيق مصالحنا واستقرار أسواقنا واستقرار الاقتصاد العالمي، مع مراعاة مسؤولياتنا تجاه المستهلكين. وأوضح وزير الطاقة في تصريحات خلال مشاركته في جلسة "الطاقة العالمية: تحالفات جديدة.. بالشراكة مع الصندوق الروسي للاستثمار المباشر" بمشاركة نظيره الروسي ألكساندر نوفاك أن المصالح المتبادلة حتمت البحث عن طرق ووسائل للتعاون بين المنتجين والمستهلكين، لتحقيق الاستقرار، ما جعل المملكة تقترح إنشاء منتدى الطاقة الدولي، الذي تعد روسيا أحد أعضائه البارزين. ونقلت "واس" عن الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن "المملكة تسعى إلى تأسيس علاقات داخل "أوبك"، ومع الدول الراغبة في الشراكة من خارجه، وقد تجاوزنا الآن مرحلة الإعداد المؤقت إلى ترتيب ذي مدى أبعد للتعاون بين دول أوبك والدول من خارج المنظمة، مؤكدا أن هذا التحالف سيحقق الاستقرار الدائم لأسواق النفط، والنفع لكل المنتجين والمستهلكين والصناعة النفطية، وسيجذب هذا التحالف الاستثمارات، وسيحقق الاستقرار للنظام المالي، لتمكين الاقتصاد العالمي من الازدهار والنمو". وأكد وزير الطاقة أن التحالف لم يأت من عاطفة، وجاء من تفكير عميق وعملي بالنظر إلى ما يمكن القيام به معا، مبينا أن القاعدة الأولى هي توفير الطاقة، مشيرا إلى أن التحالف يمكن أن يحدث في مجالات عديدة مثل البحث والاستثمار في جميع المستويات، سواء في مجال الطاقة أو البتروكيماويات. وأضاف أن "أرامكو" السعودية لديها مركز أبحاث في موسكو، وذلك سيؤدي إلى شراكة قوية بين المملكة وروسيا، مشيرا إلى أن "التعاون بين المملكة وروسيا يعود إلى أمد طويل، ومن المصلحة بين البلدين إرساء أسـس الاستقرار في سوق النفط، وحقق البلدان نجاحا في تعزيز العلاقة في داخل دول أوبك وخارجها". من جهة أخرى، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس "إن بلاده تتوقع التزام أعضاء اتفاق عالمي بين "أوبك" ومصدري النفط من خارجها باتفاقاتهم بشكل متسق لا تفاوت فيه، للمساعدة على تحقيق الاستقرار لأسعار النفط". بحسب "رويترز"، ذكر بوتين "أن أسعار النفط عادت إلى المستويات الحالية عقب الهجوم على المنشآت النفطية في السعودية، لأنه لا توجد عوامل أساسية تبرر حدوث تقلب حاد في السوق، وإن ذلك يرجع إلى أسباب من بينها المساعي المشتركة لروسيا وأوبك". من ناحيته، ذكر محمد باركيندو، أمين عام "أوبك"، أن السعوديين أظهروا للعالم بأنهم مصدر يمكن الاعتماد عليه في إمدادات النفط، في إشارة إلى سرعة تعافي الإنتاج السعودي عقب الهجمات الإرهابية الأخيرة. إلى ذلك، أوضح بوتين أن الدنمارك "الصغيرة" تتعرض "لضغوط" لمنع عبور خط أنابيب نورد ستريم 2 المثير للجدل، لكن الخط سيبنى متجاوزا المياه الدنماركية إذا لزم الأمر. وأضاف "الدنمارك بلد صغير ويتعرض لضغوط كبيرة، يعتمد عليه الأمر إذا أمكنه أن يبرهن استقلاله ويمارس سيادته أم لا، وإلا فهناك طرق أخرى". وأشار الرئيس الروسي خلال منتدى للطاقة في موسكو، متحدثا عن خط أنابيب الغاز، الذي يربط بين روسيا وألمانيا عبر بحر البلطيق "سيكلفنا هذا أكثر وسيؤخرنا قليلا، لكن سينفذ المشروع بأي حال". ويرى الأوروبيون الرافضون للمشروع، وكذلك الولايات المتحدة، أن استكمال بناء خط الأنابيب هذا سيزيد من اعتماد الأوروبيين على الغاز الروسي، وسيؤدي إلى تعزيز نفوذ موسكو، مع إضعاف أوكرانيا حليفة الغرب، التي يمر عبر أراضيها جزء كبير من الغاز الروسي. أما مؤيدو المشروع وعلى رأسهم ألمانيا، فيرون أنه يتعلق بقرار اقتصادي للحفاظ على وصول شحنات الغاز إلى أوروبا بتكلفة مقبولة. وتابع الرئيس الروسي "الولايات المتحدة للأسف تعارض دائما تعاوننا في مجال الطاقة مع أوروبا"، مصرا على الطبيعة "الاقتصادية" وغير السياسية للمشروع. وذكر فيكتور زوبكوف، رئيس مجلس إدارة شركة غازبروم الروسية، أنه بني 83 في المائة من خط نورد ستريم ومد أكثر من ألفي كيلو متر من الأنابيب، وإن خط أنابيب الغاز "بات عمليا على عتبة المياه الإقليمية الدنماركية". وأضاف زوبكوف "يحتاج استكماله من أربعة إلى خمسة أسابيع في حال الحصول على ضوء أخضر من الدنمارك". من جهته، يقول ألكسندر نوفاك، وزير الطاقة الروسي "إنه لا يزال ينتظر الحصول على موافقة الدنمارك"، مضيفا "لا نرى أي سبب لعدم إصدار التصريح"، بينما تخطط الشركة لبدء الضخ عبر "نورد ستريم 2" بحلول نهاية العام.

مشاركة :