فادي غندور.. مؤسس أرامكس

  • 10/3/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الاسم: فادي غندور السن: 60 عامًا الجنسية: لبناني-أردني اسم الشركة: أرامكس، ورواد التنمية ترتبط مقدرة روّاد الأعمال على الابتكار بسماتهم الفطرية، وهو ما ينطبق على “فادي غندور”؛ مؤسس شركة أرامكس للشحن، والذي اقترن اسمه بعالم الريادة، بعد أن سخّر وقته لدعم، وتمكين الشباب حول العالم، فكيف كانت رحلته؟النشأة وُلد غندور بالعاصمة اللبنانية “بيروت” في الأول من يناير عام 1959، ثم ترعرع في أحياء العاصمة الأردنية “عمّان”، عندما انتقلت عائلته إليها؛ حيث كان والده أحد مؤسسي شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية. عاش حياة السفر منذ الصغر؛ حيث تنقلّت العائلة بين عدة دول أوروبية، والولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن ملامح النجابة ظهرت عليه مبكرًا؛ ما جعله ينصت جيدًا للمعلومات، والقصص، والروايات. تخرّج فادي في جامعة جورج واشنطن الأمريكية، ثم وجد في شخصية “فريد سميث”؛ الرئيس التنفيذي لشركة البريد الأمريكية (Fedex)، قدوةً له؛ إذ أُعجب بأسلوبه القيادي، فحرص على تلمس خطاه. عقب عودته إلى الأردن، بدأ فادي التفكير في تأسيس مشروع يرضي طموحاته، ففكر في تأسيس شركة لنقل وتوزيع البريد.تأسيس أرامكس أسس شركته باسم “أرامكس” في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، مع بيل كينجسون، ونظّم أعمالها، معتمدًا على نماذج الأعمال التجارية الأمريكية المتطوّرة، فلم تمتلك الشركة أية هيكلة مركزية؛ بهدف توجيه المدراء، للحفاظ على المرونة بين العاملين. كان غندور يتولّى مجموعة متنوّعة من الأدوار في الوقت ذاته في الشركة، من كبير مندوبي المبيعات، إلى تسليم الطرود البريدية بنفسه؛ إذ كانت السيولة النقدية شحيحة. واجه فادي الواقع، عندما رأى أنه لم يكن بمنطقة الشرق الأوسط في ذلك الوقت، شركات للشحن سوى “DHL”؛ ما جعله يتخلى عن فكرة التعاون مع عمالقة شركة البريد السريع في العالم؛ مثل: “فيديكس”، “وإيربورن إكسبرس”، إلا أنه التقى مسؤول العمليات بالشركة الأخيرة، التي لم تكن على استعداد للتوسٌع داخل الشرق الأوسط؛ ما شكّل خيبة أمل لغندور ورفيقه.التعاون مع “إيربورن” أخذ غندور وكينجسون وعدًا ببعض الأعمال المشتركة مع “إيربورن”؛ وهو ما تحقق عندما لجأت إليهما الشركة؛ لنقل طرود إلى دول عربية مختلفة بين الحين والآخر، ونص عقد العمل بينهما على أن تكون “أرامكس” الشريك الحيادي الذي يعمل بالنيابة عنها، فكان ذلك العرض بمثابة الالتحاق ببرنامج تدريبي متقدّم، علّمهما كيفية تنمية شركتهما، والاستفادة من التقنيات المتطوّرة التي تستخدمها، عوضًا عن الحصول على شريك يمتلك أكثر من 50% منها. منحت هذه الفرصة لأرامكس اكتساب مصداقية، وثقة العملاء في خدماتهم بمجال الشحن؛ الأمر الذي تطوّر لاحقًا؛ لتقوم “إيربورن” ببناء تحالف دولي من شركات البريد السريع الإقليمية؛ مثل أرامكس؛ بغرض تقديم الخدمات إلى زبائنها في كلّ بقعة من العالم، دون الاضطرار إلى إدارة جميع هذه العمليات بنفسها، أو الاستحواذ عليها. بحلول عام 1994، كانت علامة أرامكس قد ترسخت، وأصبح لديها قاعدة من العملاء في الشرق الأوسط، وبلغ حجم إيراداتها 38 مليون دولار، لكن لسوء الحظ، افتتحت شركة فيديكس مكاتب لها في عموم المنطقة للقيام بعملياتها، فلم يستسلم غندور وشريكه، بل توخيا الحذر وعملا في صمت، مع التركيز على الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي اهتمت بقيمة تكاليف الخدمة. سعى الثنائي للحصول على مزيد من رأس المال بهدف التوسّع، لكنهما فشلا في ذلك؛ إذ لم يفهم المستثمرون، النموذج التجاري لأرامكس غير المستند إلى أصول وموجودات، أو استيعاب فكرة أن شركة صغيرة من المنطقة، يمكنها بالفعل أن تنافس عمالقة هذا القطاع!نجاح أرامكس في يوليو من العام 1996، حث كينجسون صديقه غندور على إدراج أسهم شركتهما للتداول في سوق ناسداك المالية (NASDAQ)، وبعد شهور قاسية من التحضيرات والاستعدادات لتلبية شروط ومتطلبات هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC)، أصبحت أرامكس في عام 1997، أوّل شركة من العالم العربي تُدرج للتداول العام في سوق ناسداك؛ لتصبح واحدة من أقوى الشركات المنضمة إلى سوق دبي المالي. استطاعت الشركة تحقيق نسب نمو مرتفعة، كما حافظت على مستويات الخدمة الجيدة التي قدّمتها؛ حتى صارت من أكبر شركات الشحن في الشرق الأوسط، خلال التسعينيات من القرن الماضي. في نهاية عام 2015، كانت إيرادات أرامكس العالمية تزيد على مليار دولار، بأرباح صافية بلغت نحو 85 مليون دولار؛ ما دعا غندور للقول: “لقد تبيّن أنّ خيبة الأمل الكبيرة التي شعرنا بها عام 1984، لم تكن ضد مصلحتنا في نهاية المطاف”.موقع “مكتوب” استحوذ الفكر الريادي على فادي غندور؛ ما جعله يشارك في تدشين موقع “مكتوب”، برفقة سميح طوقان، وحسام خوري؛ ذلك الموقع الذي كان بمثابة أول مزود لخدمات البريد الإلكتروني بالمنطقة، فضلًا عن كونه منصة متكاملة عربيًا. شغل غندور عضوية المجلس الاستشاري لمدرسة سليمان العليان للأعمال بالجامعة الأمريكية ببيروت، بين عامي 2003، و 2005، كما كان رئيسًا لمنظمة الرؤساء الشباب في منطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا. تضم أرامكس أكثر من 17 ألف موظف، يعملون في 600 مكتب بـ70 دولة مختلفة، كما يمتلك واحد من بين كل 6 موظفين أسهمًا في الشركة.روّاد التنمية في عام 2005، أسس غندور مؤسسة “روّاد التنمية” غير الربحية، بدعم من أرامكس، وبالتحالف مع مجموعة من رجال الأعمال؛ بهدف توظيف أدوات الريادة لتعزيز الموارد، ومساندة الكفاءات الشبابية، والقضاء على حالة عدم التكافؤ الاجتماعي التي يشهدها العالم العربي، وتعزيز روح المبادرة، وحل المشكلات المجتمعية، علمًا بأن نموذج رواد يشمل 3 برامج أساسية وهي: “تنمية الطفل”، “تمكين الشباب”، و”تمكين المجتمع”. تتطلع مؤسسة روّاد التنمية إلى تحقيق انتشار أوسع في الأردنية، ومصر، ولبنان، وفلسطين؛ حيث تعمل من خلال شبكة قوية من الشراكات مع المجتمع المدني، والمؤسسات الحكومية. ويُعد المموّل الرئيس للمؤسسة هم روّاد الأعمال، ممن وظفوا وقتهم، وخبراتهم لتحقيق أهداف المؤسسة، وإتاحة المزيد من الفرص للشباب، مع تعزيز إشراك 360 مجتمع مدني.ومضة أسس فادي غندور شركة ومضة كابيتال للاستثمار المخاطر في المشاريع الناشئة، ومنصة ومضة متعدّدة البرامج، في دبي؛ بهدف تسريع وتعزيز البيئات الحاضنة لريادة الأعمال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ وذلك من خلال ذراعها الإعلامية، وبناء المجتمعات المتخصّصة، وإجراء الأبحاث، وتقديم الخدمات الاستشارية للشركات الكبرى والحكومات. في عام 2012، قرر فادي غندور التنحي عن منصبه في “أرامكس” في أوج ازدهارها؛ من أجل العمل على تعزيز بيئة ريادة الاعمال عبر منصة ومضة وصندوق ومضة كابيتال، أو من خلال مشاريع أخرى تساعد الرواد الشباب على الانطلاق.الدروس المستفادة: العمل بصمت: إن الإنسان الناجح يدع عمله هو من يتحدّث عنه، فلسان الاجتهاد دائمًا ما يقول الصواب، بل ويعطي أفضل نتيجة. توخي الحذر: يجب الاحتراس دومًا، ودراسة السوق جيدًا، مع مراعاة المنافسة الشرسة التي قد يواجهها رائد الأعمال، من قبل عمالقة الشركات. عدم الاستسلام: لم يقف غندور وشريكه عند الحظ السيء الذي أصابهما في بداية رحلتهما، بل حرصا على توجيه فكرهما الريادي لتعزيز موقفهما في السوق، بمزيد من الإصرار. اقرأ أيضًا: ليوناردو فيكيو.. أشهر صانع نظارات في العالم

مشاركة :