د. عبدالمجيد الجلاَّل: تداعيات أوكرانيا غيت!

  • 10/3/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

العالم كله ، يتابع مُجريات ما بات يُعرف بفضيحة أوكرانيا ، وهي أسوأ أزمة يواجهها الرئيس الأمريكي ترامب أثناء ولايته الرئاسية. الديمقراطيون ، ومن خلفهم مؤسسات الدولة العميقة ، يشحذون سكاكينهم بغية الإسراع في إجراءات عزل الرئيس الأمريكي. بدأت الحكاية ، حين وشَى عميل الاستخبارات في البيت الأبيض بالرئيس ترامب ، بشأن مُخالفات قانونية ارتكبها الأخير أثناء اتصاله بالرئيس الأوكراني ، إذ في اتصاله هذا ، طلب الرئيس ترامب من الرئيس الأوكراني فتح تحقيق عن فساد مالي لمنافسه في انتخابات 2020 جو بايدن ، وابنه ، وهذا الأمر أُعتبر خرقاً واضحاً للقانون الأمريكي ، ما يُعد تدخلاً مباشراً في التأثير على الانتخابات الأمريكية ، وكذلك الإساءة لمنافس ، والتغطية والتستر على فحوى المكالمة . على الفور ، وجد الديمقراطيون الفرصة سانحة ، لمواجهة خصمهم الشرس ، وتمَّ تشكيل 6 لجان في مجلس النواب للقيام بمهام التحقيق ، واستُدعي مسؤولون في إدارة ترامب ، ومنهم وزير الخارجية ووزير العدل! من جهته ، بدا الرئيس ترامب أكثر تخبطاً وتوتراً ، وصدرت منه عدة تغريدات استفزت المُشرِّعين الأمريكيين ، ومنها مطالبته باعتقال أدم شف رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الذي يقود لجنة التحقيق ، وكذلك قيامه بإعادة تغريدة لقس على شبكة فوكس نيوز محذرا من أنَّ عزل ترامب ستقود لحرب أهلية لن تتعافى منها أمريكا، ما فجّر موجة غضب وانتقادات واسعة لخطورة ما صدر منه ، على الأمن القومي الأمريكي. قبل فضيحة أوكرانيا ، سعى الديمقراطيون إلى جمع الأدلة والوثائق ، لإدانة الرئيس ترامب، بما يتصل باتهام فريقه الانتخابي بالتعاون مع روسيا للتأثير على نتائج انتخابات 2016 ، إلا إنَّهم فشلوا في مسعاهم ، وجاء تحقيق مولر في نهاية الأمر ، متضمناً براءة الرئيس تماماً. أما في هذه المرة ، فإنَّ الرئيس ترامب، هو من ورط نفسه ، ومنح فرصة العمر للديمقراطيين في النيل منه ، والإسراع في إجراءات عزله، وجاءت استقالة المبعوث الأميركي لأوكرانيا كيرت فولكر إثر نشر ملخص مكالمة الرئيس ترامب مع رئيس أوكرانيا، لتزيد من حرج موقف الرئيس! لكن ، ورغم ما يجري على الساحة الأمريكية المُنقسمة بشكلٍ غير مسبوق ، والأزمة الصعبة التي يواجهها ترامب ، إلا أنَّ الأمر لن يصل في نهاية الأمر إلى عزله ! صحيحٌ أنَّ الديمقراطيين في مجلس النواب يمتلكون الأصوات الكافية لتوجيه تهم مُحددة ، لعزل ترامب ، تمهيدا لمحاكمته في مجلس الشيوخ ، لكن الجمهوريين يمتلكون الأغلبية في مجلس الشيوخ المسؤول الوحيد عن محاكمة الرئيس ، وبالتأكيد سيقفون مع رئيسهم الجمهوري ، لمنع إقالته! ولكن تأثيرات كل ذلك ، قد تضعفه ، وربما يترتب على ذلك ، صعوبة فوزه في انتخابات 2020 ! خلاصة القول ، الرئيس ترامب في أضعف حالاته ، ومحبط ، ويغرق أكثر في مستنقع تجاوزاته وتذاكيه ، بسبب سوء تقديره وخطأ حساباته، وكما علَّقت رئيسة مجلس النواب ” لا أحد فوق القانون حتى الرئيس “! والله من وراء القصد.

مشاركة :