«المحبة والترابط» شعار طبقة بعض شباب الصعيد، من خلال تنفيذ مبادرة سموها «التعايش السلمى» هدفوا من خلالها إلى تغيير صورة الواقع، وبث روح الحب بين أطفال الصعيد من المسلمين والأقباط من الصغر، لتنشئة جيل مختلف في صعيد مصر، يؤمن بالتسامح والتعايش مع الجميع مهما اختلفت العقائد والأديان. المبادرة بدأت في قرية «حجازة» بمحافظة قنا، وشملت أنشطة متعددة غير تقليدية «جندر، تربية مدنية، مسرح بأنواعه، تغيير بالفن «التعبير الحر»»، وكلها تستهدف التواصل وقبول الآخر ومحاربة الطائفية- كما يقول بعض مؤسسيها وهم سامح ثابت من محافظة الأقصر، وهناء كمال من قنا. ويلفت سامح إلى أن هدفهم كان تغيير سلوك الأطفال إلى سلوكيات إيجابية، من قبول الآخر وتضمينه داخل المجتمع، موضحا أنه بدأ حياته المهنية كمرشد سياحى، وأنه لاحظ أن الأطفال «مسيحيين ومسلمين» لا يتعاملون مع بعضهم، مما دعاه للتفكير في المبادرة وتفعيلها في قرى ونجوع الصعيد، خاصة الأكثر كثافة سكانية والأقل وعيًا ومنها قريتا «الشغب، حجازة».ويشير سامح إلى أنه اتجه للعمل المجتمعى في عام ٢٠١٢، من خلال انضمامه لجمعية الهلال الأحمر، وبعدها صندوق مكافحة الإدمان والتعاطي، ثم مدرب معتمد بمعهد جوتة للمبادرات الاجتماعية، وأنه تعرف على زميلته في المبادرة هناء في إحدى الورش الخاصة بالتعلم الإبداعى للأطفال، فوجد لديها الاستعداد للعمل مع الأطفال وتعليمهم القيم الإيجابية.ويضيف سامح قائلا: «تشاركنا في احترامنا وحبنا للآخر، كونى مسيحيا يتعامل بشكل طبيعى مع المسلمين، وكونها مسلمة تربطها علاقات محبة وصداقة مع المسيحيين»، لافتا إلى أن ذلك كان هدف المبادرة، مضيفا أن زميلته في المبادرة لاحظت أن بعض الخلافات التى تحدث بين الأطفال يكون سببها الرئيسى أنهم من أديان مختلفة، وهو ما جعل الأمر صعبًا ويتطلب صبرا، لأن الأطفال بعضهم كان يرفض الحديث مع أطفال الديانة الأخرى أو حتى يرفضوا التعاون أو تناول الطعام معًا، مضيفًا أنه قرر البحث عن أنشطة تقرب المسافات بينهم دون تدخل مباشر، وكانت هناك صعوبات في البداية، إلا أنها تلاشت مع الوقت وأصبح الأمر أكثر مرونة.وعن المبادرة يقول سامح: «هى قائمة على تنفيذ ورش مبسطة للأطفال بالجهود الذاتية، فكان هناك ما يسمى «نظام الشلة الواحدة»، وهى أن كل مجموعة من الأطفال مشتركون في بعض الصفات أو في نفس السنة الدراسية يبقون سويًا، وهو ما جعل الأمر صعبًا في البداية، لكن مع استعمال أسلوب التحفيز والثناء بدأت المسافات تتلاشى بينهم، وبدأت صداقات جديدة تتكون، وأصبح تناولهم الطعام أمرا مهما وجيدا، لافتا إلى القيام بمبادرات مجتمعية مصغرة، «فرق نظافة، كشافة، رسم حر، أنشطة رياضية وترفيهية، مسرح عرائس، بانتومايم، تشكيل بالصلصال»، إلا أنهم يواجهون مشكلة قلة الموارد المالية، مضيفا أن الأنشطة يتم الإنفاق عليها بالجهود الذاتية، وهناك أنشطة في كثير من الأحيان يتم تأجيلها لحين توفر المال مثل الرحلات الثقافية والترفيهية، متمنيًا تقديم الدعم للمبادرة التى سبق وحصلت على المركز الأول للمبادرات المجتمعية بمسابقة وزارة الشباب والرياضة في أبريل ٢٠١٨، وأن تنتشر في كل المحافظات.
مشاركة :