عادت القبطانة الألمانية الشابة والباحثة البيئية، كارولا راكيت، لصدارة وسائل الإعلام الأوروبية والفرنسية، بعد أن كرمها البرلمان الكتالوني - منطقة حكم ذاتي في إسبانيا- ومنظمة «أوبين أرميس» غير حكومية، بمنحها جائزة «أوسكار كامبس»، لجهودها الخيرية في إنقاذ عشرات المهاجرين الأفارقة في البحر المتوسط، وتحدي السلطات الألمانية وقوانين الهجرة الأوروبية دعماً لحق هؤلاء المهاجرين في الحياة، ونجاحها بعد حصار استمر لمدة أسبوعين في البحر في توصيل المهاجرين الأفارقة إلى السواحل الإيطالية بسلام، ما جعل كارولا «بطلة شعبية» يتداول غالبية الأوروبيين صورها وأخبارها واصفين إياها بـ «قبطانة الحياة»، ومطالبين بمزيد من العمل لحل أزمة اللاجئين ومواجهة كوارث البيئة المستقبلية، تفادياً لكوارث سوف تقلب موازين العالم. زيادة الوعي البيئي وقالت كارولا راكيت، - 31 عاما- باحثة بيئية وقبطان السفينة «سي ووتش» لـ«البيان»، سعدت بتكريم البرلمان الكتالوني، ومنظمة «أوبين أرميس»، ودعم أصحاب المبادئ في جميع دول أوروبا وحول العالم، لأن هذا يعني تزايد الوعي بأزمات البيئة وكوارثها التي تحيط بنا وتتزايد يوماً بعد يوم، والتي تعد أزمة توافد المهاجرين إلى أوروبا أحد روافدها، هذا ليس حديثاً حماسياً، هذا صميم تخصصي ودراستي وأبحاثي، أنا حاصلة على درجة الماجستير في الإدارة البيئية في جامعة «إيدج هيل» الإنجليزية، وشاركت في مئات البعثات العلمية البيئية حتى أول عام 2016، وخلال هذه الفترة هالني الخطر المُقبل بالبشر نتيجة التغيرات البيئية التي لا يستمع إليها أحد، لذلك قررت دخول العمل الإنساني لأنه مرتبط بشكل رئيس بكوارث البيئة ونتائج الخلل البيئي الذي نعاني منه، فشاركت لأول مرة في مهمة إنقاذ مجموعة من المهاجرين في البحر المتوسط كمساعد قبطان للسفينة «سي ووتش» في يونيو 2016، واستمر عملي رغم الهجوم العنيف من حكومات أغلب دول أوروبا، وفي يوم 12 يونيو الماضي عندما كنت أقود السفينة «سي ووتش» في مهمة استكشافية في البحر المتوسط، وجدت 53 شخصاً على متن قارب مطاطي صغير انطلق من السواحل الليبية قصد السواحل الإيطالية، فأنقذتهم ووصلت بهم إلى السواحل الإيطالية القريبة.. أرسلت طلباً بالدخول إلى المياه الإقليمية الإيطالية لكنهم رفضوا، وكررت المحاولة لمدة 14 يوماً، كانت المؤن الغذائية قد أوشكت على النفاد، فقررت يوم 26 يونيو بالرسو إلى جزيرة «لامبيدوسا الإيطالية» بالمخالفة للتعليمات، استجابة لنداء الإنسانية وللواجب الأخلاقي، فتم اعتقالنا جميعاً «10 طاقم السفينة و53 مهاجراً» وإحالتي للقضاء بتهمة «القرصنة وانتهاك المياه الإقليمية، والاتجار في البشر»، لكن القاضي أطلق سراحي بعد يومين من التحقيقات نافياً عني تهم «القرصنة والاتجار في البشر» لأن إنقاذ الإنسان واجب ولا يخالف القانون، ومازلت ملاحقة بتهمة «خرق السيادة الإيطالية والمياه الإقليمية دون إذن». أزمة المناخ واختتمت كارولا، أزمة المناخ والكوارث الناجمة عنها في العديد من الدول دفعت الناس للهجرة الداخلية، وقلة قليلة هاجرت نحو دول أخرى بينها أوروبا.. الأزمة في الدول الفقيرة التي تعاني من التصحر والأزمات المناخية، خلال أقل من عشر سنوات ستكون المشكلة أخطر ما لم تُحل، سيكون البحر مليئاً بالبشر ولن تستطيع السلطات الأوروبية ولا القوانين الصارمة منع حشود المهاجرين التي ستقذفها الأمواج على أوروبا، هرباً من الجوع والعطش والكوارث البيئية.كلمات دالة: كوارث، البحر المتوسط، كارولا راكيت ، إسبانيا طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :