قتل أربعة عناصر شرطة فرنسيين، بينهم امرأة، طعناً بالسكين أمس الخميس في اعتداء ارتكبه داخل مقر شرطة باريس موظف في إحدى مديرياته، وعمدت قوات الأمن الى قتله لاحقا، وهو هجوم غير مسبوق لا تزال دوافعه مجهولة.وقع الاعتداء بعد الظهر داخل هذا المركز الرئيسي للشرطة الواقع في الوسط التاريخي للعاصمة الفرنسية قرب كاتدرائية نوتردام.وقال مدعي عام باريس ريمي هايتز للصحافيين «نأسف لمقتل 4 اشخاص، 3 رجال وامرأة، وهم 3 افراد شرطة وإداري»، مشيراً إلى أنّ «المتهم يبلغ من العمر 45 عامًا».بدوره، قال وزير الداخلية كريستوف كاستانير الذي أرجأ زيارتيه إلى تركيا واليونان، أنّه «لم تظهر على (المعتدي) أبداً مشاكل سلوكية».ولفت مصدر مطلع إلى وجود ضحية جرى نقلها إلى المستشفى حيث تلقت العلاج قبل وضعها في «العناية المركزة».ويستطلع المحققون احتمال وجود خلاف شخصي، وفق مصادر متطابقة. ولم تتم بعد إحالة الملف إلى النيابة العامة المكلفة مكافحة الإرهاب.وكان المنفذ يعمل في مديرية الاستخبارات في المقر، في قسم المعلوماتية ويعاني من إعاقة.وقال لوييك ترافر من نقابة الشرطة «آليانس» إنّ المعتدي كان «موظفاً مثالياً، بلا سوابق». وأضاف أنّه ينتمي إلى النقابة منذ «أكثر من 20 عاماً».وحضر الرئيس ايمانويل ماكرون إلى المكان «لإظهار دعمه وتضامنه مع جميع الموظفين».وقال دنيس جاكوب، المسؤول في نقابة «س.اف.د.ت» لقناة بي اف ام تي في «لم أشاهد من قبل مهاجمة زميل لزملاء آخرين في مؤسسة الشرطة»، مشيراً إلى «تقطع الأواصر بيننا» وإلى «تجريد المؤسسة من إنسانيتها».ويأتي هذا الاعتداء الدامي غداة مشاركة آلاف من عناصر الشرطة في باريس بـ«مسيرة غضب»، في تحرّك غير مسبوق منذ نحو 20 عاماً.وبحسب المنظمات النقابية، شارك 26 ألف شخص في التحرّك. ويوجد في فرنسا نحو 150 ألف عنصر شرطة.ولا يرتبط التحرك بوقوع حادث دام، وإنّما يأتي عقب ارتفاع أعباء الخدمة والتوترات المتصلة بحراك «السترات الصفر» ضدّ السياسة الاجتماعية والاقتصادية للرئيس اكرون، بالإضافة إلى ارتفاع نسب الانتحار داخل الشرطة إلى 52 منذ يناير.
مشاركة :