مسؤولون وأكاديميون يقرأون حديث ولي العهد لـCBS

  • 10/4/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في كل مرة يتحدث فيها ولي العهد عن شأن من شؤون الساعة يلتفت العالم إلينا، ليستقرئ من كلمات سموه ما يمكن أن ينير الطريق ويستشرف المستقبل، ويتبارى المحللون لقراءة ما بين السطور واستكناه ما يمكن أن يحدث في علاقتنا بالعالم. اليمامة استطلعت هنا آراء عدد من الوزراء والأكاديمين.. ثقة بالنفس وسلامة بالنهج يقول معالي الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريف، وزير الصناعة والثروة المعدنية، فيقول: كان الحوار مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء، والذي تم إجراؤه بمدينة جدة مع مذيعة برنامج «60 دقيقة» بقناة CBS الأمريكية، حواراً شيقاً جداً، حيث ظهر سموه الكريم مدافعاً عن المملكة ومصالحها وأهدافها وتوجهاتها، وأظهر عدم حرجه من أي سؤال وجه إليه، وفي هذا ما يؤكد على مدى الثقة بالنفس، وما يؤكد أيضاً على سلامة التوجه والنهج الذي تسير بمقتضاه المملكة العربية السعودية، سواء على صعيد خياراتها الاستراتيجية ودفاعها عن مصالحها، أو ما يتعلق بالإصلاحات الداخلية، أو الأحداث التي كان العالم ينتقد المملكة فيها بشكل أو بآخر. ويأتي ذلك انطلاقاً، من كون المملكة العربية السعودية محط أنظار العالم، ودول العالم تحاول أن تفهم مجريات الأحداث والتغيرات الكبيرة التي تحدث في الشأن السعودي، وفي بعض الأحيان قد لا تستوعب بعض هذه الدول، قدرة المملكة بحجمها وعدد سكانها وثقافتها وإرثها الحضاري والتاريخي، على إحداث هذا التغيير. إلا أن قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله -، أثبتت للعالم أجمع، قدرة المملكة على التحول والتغير فيما يخدم مصالحها وأهدافها الاستراتيجية. بشكل عام، الإعلام الغربي دائماً له نظرته الخاصة، وللأسف في بعض الأحيان، تطغى الانطباعات لديه على الحقائق، وقد أثار إعجابي سمو الأمير محمد بن سلمان، حينما التقط ملاحظة أو ملاحظتين حيال هذا التوجه، ولم ينساق خلفه؛ إيماناً منه أن هذا التوجه قائم على انطباعات ليس إلا، مبدياً مطالبته بحقائق ومصادر معلومات وإثباتات. ثبات الموقف السعودي أما معالي الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري، نائب وزير الشؤون الإسلامية سابقاً، فيرى أن حديث سمو ولي العهد لقناة CBS الأمريكية، رسخ بكل شفافية وواقعية نهج المملكة العربية السعودية الثابت القائم على الاعتدال والوسطية والوضوح في مواجهة كل القضايا المحلية والاقليمية والدولية، موضحاً ذلك بقوله: لقد أوضح سموه بكل شفافية الموقف السعودي في العديد من هذه القضايا والمتغيرات الساخنة التي نمر بها وتمر بها المنطقة والعالم. هذا الموقف الذي يؤكد دور المملكة ومكانتها عربياً وإسلامياً ودولياً ويؤكد سيادتها وريادتها؛ فالمملكة لها دور فاعل في ترسيخ السلم العالمي، رغم الجحود والهجوم الذي تتعرض له من أطراف عدة، وما ذاك إلا لما حققته من نجاحات على كافة المستويات محلياً وإقليمياً ودولياً، وفق سياسات ورؤى تنموية في مقدمتها رؤية المملكة ٢٠٣٠ التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين، ويقودها سمو ولي عهده الأمين حفظهما الله. ذكاء وفطنة وحصافة رأي من جهته، يقول صاحب السمو الأمير الأستاذ الدكتور نايف بن ثنيان بن محمد آل سعود، عميد كلية الآداب بجامعة الملك سعود: كما عهدنا سمو ولي العهد – يحفظه الله - حاضر الذهن، واسع الإطلاع، ملم بكافة الأحداث السياسية المحيطة، ولديه القدرة الثاقبة على الإجابة على كافة التساؤلات من أي مصدر إعلامي، سواء من الداخل أو الخارج. وحصافة وذكاء سموه اتضحت من إجابته الوافية والمتميزة على الأسئلة المقدمة لسموه، فهو من واقع مسؤوليته ولياً للعهد، أجاب وأوفى الشرح في إجابات تتناول هذا الجانب. كذلك في إجاباته المتعلقة بالجوانب العسكرية؛ كونه وزيراً للدفاع. وقد اتضح مدى ذكاء سموه خلال المقابلة مع قناة CBS، وما يملكه من فكر ورؤى سياسية وعسكرية. أضف لذلك نظرته المستقبلية الإيجابية المحفزة لشباب الوطن، والباعثة لطمأنتهم على مستقبل حافل بالإنجازات العظيمة في ظل رؤية وطنية واضحة المعالم. وقد اتضح من حديث سموه، منحه للصلاحيات والثقة لمن يعملون تحت إدارته، في ظل المراقبة والمحاسبة والمتابعة، ومعاقبة كل مقصر على تقصيره. هذه المقابلة، أكدت شجاعة سموه في تحمل المسؤوليات، ومهما تحدثنا لا نستطيع الإلمام بكل المنجزات التي قدمها وأفرح بها الشعب السعودي الكريم؛ فالمستقبل مبشر، وسيفتخر كل سعودي بإنجازات وطنه في ظل قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، رعاهما الله وأعانهما وحفظهما للإسلام والمسلمين، وأمد في أعمارهما. ذكاء فطري تجلى في لغة الجسد أما علي القاسم، رئيس قسم البرامج السياسية بإذاعة جدة، فيرى أن لقاء الأمير محمد بن سلمان مع قناة CBS جاء باللغة التي يفهمها جمهور القناة من النخبة الأمريكية، التي لا شك أنها ستعيد حساباتها مع هذا الأمير الشاب الذي ظهر في اللقاء، وأظهر هذه الهالة من الحكمة، موضحاً ذلك بقوله: بدون مبالغة، فإن الأمير لديه ذكاء فطري في التعاطي مع وسائل الإعلام، وقد تجلى هذا في لغة الجسد، وفي الرسائل الموجزة والمكتملة الأركان التي بعث بها سموه عبر اللقاء، وهي على النحو التالي: 1 - المملكة قوة سياسية واقتصادية على الساحة الدولية لا يمكن تجاوزها، وهنا إشارة إلى علاقة الندية بين الرياض وواشنطن، باعتبار العلاقات الاستراتيجية التي تربط البلدين، وهي صمام الأمان في منطقة الشرق الأوسط. 2- الهجوم الإرهابي على أرامكو، أكد قوة المملكة، وأنها مصدر استقرار الاقتصاد العالمي، وهذا تجلى في الحكمة السعودية في التعاطي مع أخطر أزمة تشهدها الساحة الدولية منذ عقود، حيث حالت دون الإضرار بالاقتصاد العالمي، وأفشلت الخطة الإيرانية الحمقاء التي كانت تهدف إلى جر المنطقة لمربع الحرب، ومن المعروف أن نظام طهران، يرى في الحرب طوق نجاة له، فبها سيقوي جبهته الداخلية التي توشك على التصدع؛ جراء الضغوط الأمريكية غير المسبوقة. 3- من الرسائل التي حملها لقاء ولي العهد مع برنامج 60 دقيقة، أن كل المحاولات الرامية إلى إخراج قضية جمال خاشقجي من المسار الجنائي إلى السياسي ستبوء بالفشل، وهنا جاء اللقاء استباقياً، فالإجابات المنطقية والذكية لولي العهد سحبت البساط من تحت أقدام المتاجرين بدم خاشقجي. الحل ‏السياسي لا العسكري في حين، رأى الدكتور عبدالله بن حسين الشريف، أستاذ كرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة بجامعة أم القرى، أنه من الجميل أن يبدأ سمو ولي العهد حديثه بتحمل المسؤولية كقائد مسؤول عن تصرفات حكومته، والأجمل أن يختم حديثه بالاعتراف أنه غير منزه من الخطأ، وأن على الإنسان التعلم من أخطائه، وأخذ العبر من قصص الأنبياء، موضحاً ذلك بقوله: ما بين بداية تعبر عن واجب المسؤول، وختام يعبر عن حقيقة الإنسان، كان ‏حوار سمو الأمير محمد بن سلمان معبراً في ثقة عن مواجهة الحقيقة، وتجلية الحقائق، والحديث ‏عن الأحوال الداخلية، والأوضاع الدولية وقضايا المنطقة، بلسان الحاذق، وحكمة البصير، وتدبير الحكيم، وحنكة السياسي، وفطنة الدبلوماسي، ورؤية القائد ‏المدرك لمجريات الحوادث وعواقب الأمور، في لين الحليم، وحزم الشجاع، وإرادة القوي. لذلك جاء اعتراف سموه بمسؤوليته عن مقتل خاشقجي، من باب واجب المسؤول عن أخطاء حكومته، العازم على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بعدم تكرارها، واصفاً مقتله في ألم بالجريمة البشعة . ‏وقد أكد سموه سيادة القانون، ومرجعية الشريعة في حق المتهمين والسجناء، مع مبادرة كريمة من سموه بمتابعة تلك القضايا، ‏معبراً عن عدم الرضا عن بعض القوانين، والعمل على إصلاحها. ‏وقد أبدى امتعاضه من الرؤية المغلوطة لحقوق الإنسان في المملكة وموقفه منها، مبيناً أنها صورة مغايرة للواقع، داعياً إلى زيارة السعودية والاطلاع على حقيقتها؛ لمعرفة ‏ما يتمتع به مواطنوها من الحقوق، ‏مبيناً أن من رأى ليس كمن سمع، وقد أوضح أن التهم الموجهة إلى السعودية لا يسندها الدليل، ولا تثبتها الحجة، داعياً لإبراز ما يملكه الإعلام الغربي من معلومات إن وجدت. إجابات واضحة لأسئلة مفخخة أما الدكتورة سونيا أحمد مالكي، طبيبة وكاتبة مهتمة بقضايا الرأي العام، فترى من جهتها، أن إجابات سمو ولي العهد محمد بن سلمان لمذيعة محطة CBS الأمريكية في البرنامج المعروف 60 دقيقة، اتسمت بالصراحة والصدقية والشفافية والوضوح، وعكست ما يتمتع به سموه من ذكاء وفطنة وحسم وسرعة بديهة وبعد نظر، مضيفة لذلك بقولها: تلك المقومات التي ذكرتها سابقاً، تعد بلا شك، المقومات الرئيسة التي ينبغي على أي قائد ناجح وقادر على إدارة دفة الحكم في بلاده التمتع بها. ونستطيع أن نلمس بسهولة أبعاد الشخصية القيادية لسموه من خلال سمات اتضحت بجلاء في إجاباته على الأسئلة المفخخة التي طرحتها المذيعة، كالثقة بالنفس، والشعور بالمسؤولية وتحمل تبعاتها، وتقبل النقد، وعدم التهرب من المسؤولية، والتفاؤل والأفق المعلوماتي الواسع، والحنكة السياسية، والقدرة على مواجهة التحدي في الرد على تلك الأسئلة المستفزة في محاورها المختلفة (قضية خاشقجي - جرائم إيران - الأوضاع في اليمن - القضايا الداخلية)، لكن إجابات الأمير الشاب محمد بن سلمان جاءت هادئة، وواضحة، ومقنعة، ومنطقية، وموثقة بالأرقام والحقائق والبديهيات. وقد دعا سموه الجميع للقدوم للمملكة العربية السعودية، ورؤية الواقع الذي يعيشه المواطنون، ومقابلة النساء؛ ليكون الحكم. دور المملكة الحيوي والمحوري من جهته، يرى الأستاذ الدكتور يوسف بن أحمد الرميح، أستاذ مكافحة الجريمة والإرهاب بجامعة القصيم، ومستشار إمارة منطقة القصيم، أن الحديث الذي أجراه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع مع برنامج 60 minutes الأمريكي الشهير على قناة CBS، يعد لقاء حيوياً مهماً وجوهرياً في مادته ومحتواه ومضمونه، موضحاً ذلك بقوله: جاء اللقاء مع رجل الحكمة والعقل والنضج السعودي الأمير محمد بن سلمان؛ ليوضح مكانة المملكة العربية السعودية وثقلها السياسي والاقتصادي والديني ووزنها بين دول العالم، وأن هزة بها أو انفجار - لا قدر الله - يصيب العالم كله بالفزع وترتفع له أسعار الطاقة العالمية، حيث إن السعودية تمتلك فيما تمتلكه مفاتيح الطاقة للعالم بأسره. فضلاً عن دور المملكة المحوري والحيوي والمهم في السلام والأمن والاستقرار العالمي. لذلك برهن هذا البرنامج الشهير على قوة ووضوح موقف المملكة العربية السعودية الواضح والصريح والمعلن من الأحداث العالمية والإقليمية الجارية، وهذا بلا شك مدعاة فخر واعتزاز لكل مواطن سعودي وعربي ومسلم وكل محب للسلام العالمي. شخصية متمكنة واعية أما الدكتورة ميسون الدخيل، الأكاديمية وكاتبة الرأي، فوصفت اللقاء بقولها: أجري اللقاء مع شخصية متمكنة من قدراتها، واعية لأهمية دورها، وثقل مسؤولياتها؛ لذا لم يتفاجئ أو ترمش له عين، وبكل هدوء رد كرات الأسئلة فارتدت إلى الزاوية الخلفية في ملعب المحاورة تماماً كلاعب تنس محترف، وحرفيته ظهرت أيضاً بإجابات تحمل رسائل للداخل وللخارج للصديق وللعدو وللذي لا يعرف جعله يستقم في جلسته وينتبه وهو يتابع الحوار. فلسفة الأمن والسلام وحماية الحقوق ويرى سليمان العقيلي، المحلل والخبير السياسي، أن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قد عبر عن سياسة المملكة بطريقة واضحة وجلية، من خلال هذا الحديث التلفزيوني، معتمداً على فلسفة الأمن والسلام وحماية الحقوق، موضحاً ذلك بقوله: لقد خاطب سموه الكريم الجمهور المستهدف من الأمريكيين باللغة التي يفهمونها، فالبرنامج 60 دقيقة، وهو مشاهد بشكل واسع من فئات الشعب الأمريكي. وفي تقديري أن سموه نجح في الوصول إلى عقول المشاهدين، وكسر بعض الأنماط التقليدية التي صورتها وسائل إعلام أمريكية عن المملكة وعن سموه حفظه الله.

مشاركة :