لقي أربعة شرطيين، مصرعهم طعناً بالسكين، أمس الخميس في اعتداء وقع داخل مقر شرطة باريس، ونفذه موظف في إحدى مديرياتها، عمدت قوات الأمن إلى قتله لاحقاً، في هجوم غير مسبوق داخل هذه المؤسسة.ووقع الاعتداء بعد الظهر، داخل المركز الرئيسي للشرطة الواقع قرب كاتدرائية نوتردام. ويبحث المحققون حول احتمال وجود خلاف شخصي، يقف خلف الجريمة. لكن جون مارك باييل، أحد كوادر نقابة الشرطة وصف الهجوم بأنه «جنائي» وليس إرهابياً، وقال لتلفزيون «بي.إف.إم» «كانت لحظة جنون».وقتل المنفذ الذي يعمل في مديرية الاستخبارات بالمقر الذي خضع لحراسة مشددة فور الاعتداء؛ إذ جرى إغلاق المحيط فيما حضرت إلى المكان نحو عشر شاحنات إطفاء وطوافة إسعاف.وقال ايمري سياماندي وهو مترجم كان حاضراً داخل المقر أثناء الاعتداء،: «كانوا يركضون في كل مكان، ويبكون». وتابع: «سمعت طلقة نارية ففهمت أن الأمر في الداخل»، مضيفاً أنه «بعد وقت قصير، رأيت شرطيات يبكين. كن في حالة هلع».وقبيل الساعة 12,00 ت.غ، جرى بث رسالة إنذار عبر مكبرات الصوت في قصر العدل في باريس الواقع قبالة مقر الشرطة، وقالت الرسالة: «وقع اعتداء في مقر الشرطة، والوضع تحت السيطرة»، لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أن المنطقة «لا تزال تحت المراقبة».وتوجه وزير الداخلية كريستوف كاستانير إلى مكان الحادث، وتبعه رئيس الوزراء ادوارد فيليب، ورئيسة بلدية باريس آن هيدالجو، ومن المقرر أن يزور الرئيس إيمانويل ماكرون مقر الشرطة المستهدف في وقت لاحق.وأوضحت الداخلية، أن المهاجم يبلغ من العمر 45 عاماً ويعمل كمسؤول إداري في قسم الاستخبارات منذ عام 2003.وأكد المدعي العام ريمي هيتز، فتح تحقيق في الحادث، مشيراً إلى أن 3 رجال وسيدة قتلوا، إضافة إلى المهاجم.وغردت عمدة باريس، عن الحادث كاتبة على «تويتر»: «باريس تبكي على حالها اليوم بعد الهجوم المروع على مقر الشرطة»، وأضاف: «الخسارة كبيرة: عدد من رجال الشرطة فقدوا أرواحهم».وجاء الاعتداء الدموي، غداة مشاركة آلاف من عناصر الشرطة في باريس ب«مسيرة غضب»، في تحرك غير مسبوق منذ نحو 20 عاماً. وبخلاف دوافع التحركات السابقة، فإن التحرك الأخير غير مرتبط بوقوع حادث دموي، وإنما يتعلق بارتفاع أعباء الخدمة والتوترات المتصلة بحراك «السترات الصفر» ضد السياسة الاجتماعية والاقتصادية للرئيس إيمانويل ماكرون، إضافة إلى ارتفاع نسب الانتحار داخل الشرطة 52 منذ يناير/كانون الثاني. وشارك 26 ألف شخص في التحرك، ويوجد في فرنسا نحو 150 ألف عنصر شرطة.وقال جاك مايار الذي يشارك في رئاسة مركز بحثي حول القانون والمؤسسات العقابية،: «ثمة اليوم عوامل تتراكم: بعد موجة الاعتداءات الإرهابية، واجه رجال الشرطة حراك السترات الصفراء، وسط ظروف صعبة جداً للتدخل. وثمة أيضاً مسألة الانتحار التي تنبعث من جديد، إضافة إلى ذلك العلاقات المتدهورة مع الشعب». (وكالات)
مشاركة :