«من المحتمل أن يكون هناك تباطؤ اقتصادي، ولكن ليس هناك أي ركود» وذلك وفقًا لاستقراء HSBC للخدمات المصرفية الخاصة في تقريره حول التوقعات الاستثمارية للربع الرابع من عام 2019، بعنوان «حقائق جديدة وفرص جديدة». كما من المرجح أن يبقى الإنفاق على التصنيع والاستثمار ضعيفًا، ولكن الاستهلاك كان مرنًا نسبيًا ويمثل حصة أكبر بكثير من التصنيع في معظم الاقتصادات. ومع اقترابنا من الربع الأخير من العام، يقول HSBC للخدمات المصرفية الخاصة إنه من المهم مواصلة الاستثمار وإيجاد التوازن الصحيح من حيث المخاطر وتخصيص المحافظ المالية والاستثمارية. استراتيجية الاستثمار في مجال الأسهم، يعتمد HSBC للخدمات المصرفية الخاصة موقفًا معتدلاً تجاه المخاطر مع تفضيل الاستثمار في الاسهم في القطاعات أو الشركات غير المرتبط أداؤها بالاداء الاقتصادي. ويفضل HSBC للخدمات المصرفية الخاصة الاقتصادات المغلقة نسبيًا، مثل الولايات المتحدة، على الاقتصادات القائمة على التصنيع. ومن الناحية الهيكلية فإنه يميل بقوة تجاه أسواق آسيا، ولكن بالنظر إلى حالات الضبابية التي تسود الأسواق على المدى القصير، فإننا نعتمد حاليًا موقفًا محايدًا تجاه الأسواق الناشئة في آسيا، مع تفضيل الاقتصادات ذات التركيز المحلي، مثل إندونيسيا والهند. أما في الصين فإن البنوك الصينية ذات الجودة وبعض قطاعات البنية التحتية وشركات مواد البناء سوف تستفيد من إجراءات التحفيز المحلية. إدارة الضبابية المتزايدة في الأسواق وسط تقلبات السوق وعدم وضوح السياسات بشأن النمو الاقتصادي والإقبال على مخاطر السوق، فإن الحاجة إلى برامج التحفيز المالي باتت أكثر إلحاحًا، ولكن وفقًا لـ HSBC للخدمات المصرفية الخاصة، فإن هذا الاحتمال لا يزال غير مؤكد، حيث يقول ويليم سيلز، كبير استراتيجي السوق لدى HSBC للخدمات المصرفية الخاصة: «في ظل هذه البيئة فإن التنويع عبر فئات الأصول والمناطق أصبح أمرا منطقيا، ومن المهم جدًا اختيار الأسهم والسندات المناسبة مع التركيز على الجودة والمرونة». حقائق جديدة وفرص جديدة ويقول ويليم سيلز: «التركيز على التوجهات الاستثمارية على المدى الطويل قد يقود نحو الادارة الاستراتيجية للمحافظ الاستثمارية، مما يتيح للمستثمرين استكشاف المزيد من الخيارات واختبار بعض المخاطر، والاستمرار في الاستثمار. وهذا أفضل بشكل عام من الاكتفاء بخيارات الاستثمار ذات العائد المنخفض». إن تراكم أعباء الديون المرتفعة خلال العقد الماضي، وتزايد عدد السكان، وفائض المدخرات الصينية وآثار الانكماش في سوق العمل العالمي والتجارة الإلكترونية، يعني أنه من المرجح لأسعار الفائدة أن تبقى منخفضة لفترة طويلة، ولذلك يركز HSBC للخدمات المصرفية الخاصة في مجال سندات الدخل الثابت في الأسواق الناشئة على انتهاج استراتيجيات تصنيف الاستثمار والسندات الناشئة والعملات الصعبة. التحديات والفرص في التكنولوجيا يعتبر التغيير والتطور التكنولوجي من ضمن التوجهات الأخرى المهمة، حيث يقول ويليم سيلز: «الشركات الرابحة، في كل قطاع تقريبًا، ستكون تلك القادرة على استخدام التكنولوجيا بطريقة فعالة». ويرى HSBC للخدمات المصرفية الخاصة أن هناك فرصًا كبيرة للمستثمرين في قطاع تصنيع السيارات الكهربائية، والابتكار في صناعة البطاريات وشبكات الطاقة الكهربائية، وكذلك في تكنولوجيا الطب والرعاية الصحية، ولا سيما تمكين الأشخاص المتقدمين في السن والأسر الأكثر ثراءً في الأسواق الناشئة من الحصول على الرعاية الصحية بشكل أسهل أو أفضل أو أقل كلفة. وبالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإن مجموعة برامج الإصلاح، بما في ذلك خطط التطوير المرتبطة بالمناخ والتنمية المستدامة وخطط التنويع الاقتصادي والاستثماري بشكل عام، قادرة على تعزيز النمو حتى في ظل ظروف التباطؤ الاقتصادي العالمية. وإن توقعاتنا للنمو لعام 2020 إيجابية بالنسبة لمعظم دول المنطقة. ومع ذلك فإن عدم الاستقرار السياسي وتباطؤ التقدم في تنفيذ برامج الإصلاح الاقتصادي ستمثل تحديًا للنمو.
مشاركة :