محمد بن سلمان يضع النقاط على الحروف

  • 10/4/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في حديثه لقناة (Cbs) أظهر سمو الأمير محمد بن سلمان شفافية مطلقة في إجاباته تستوجب الإقناع، كان هناك الكثير من الوضوح والصراحة عندما تحدَّث في الشأن الداخلي، وكذلك ما يتعلق بالأحداث التي تجري من حولنا، ووضع النقاط على الحروف بمسؤولية القائد الذي يعي رسالته جيدًا، ويتحمل المسؤولية كاملة باتجاه النهوض بالبلاد إلى المكانة اللائقة بها، والسعي للسلام وتجنّب الحروب لإدراكه ببشاعتها وتأثيرها على العالم بأكمله. لقد استطاع سموه أن يجتاز الأسئلة الاستفزازية بنجاح من خلال شفافيته المعهودة، وكذا للحنكة السياسية التي يتمتع بها، وأثارت حنق الخصوم التاريخيين الذين يكنّون العداء لبلادنا، والذين آلمتهم الإنجازات التي تحققت والتطورات الاقتصادية السريعة في هذا العهد الزاهر، وهذا أعادني إلى ما سبق أن تنبَّأت به صحيفة (وول ستريت جورنال) عندما علَّقت على تعيين سموه ولياً للعهد، حيثُ قالت: «إن تعيينه وليًّا للعهد يعد نجاحًا، سيُدخل المملكة إلى العصر الحديث، ورهان على قدرته في إجراء تحوُّل مالي واقتصادي جذري في المملكة التي تصارع للحفاظ على القوة السياسية والاقتصادية من خلال ثروتها النفطية»، وقد رأينا كيف تحقَّقت تلك التنبؤات، وأصبحت واقعًا من خلال (رؤية 2030). لقد بعث سموّه في حديثه الأخير إلى العالم كله رسالة فحواها بأنه رغم ما تتعرَّض له المملكة من استفزازات وخروقات من قِبَل إيران، إلا أن بلاده لا تنشد إلا السلام، ولا تسعى للحرب. قال هذا من مركز قوة لا ضعف، وأنه يُرحِّب بكل المبادرات التي تهدف إلى إفشاء السلام في اليمن، ويُبارك أي مساعي تقود إلى إنهاء هذه الحرب التي قضت على البنية التحتية، وروَّعت وجوّعت الشعب اليمني الشقيق، شريطة أن تعود اليمن إلى قيادته الشرعية التي اختطفتها ميليشيات الحوثي بدعم من إيران. كان سمو ولي العهد يُدرك بحسّه وحِنكته السياسية بأن الهجوم على المنشآت النفطية السعودية، واستهداف ناقلات النفط يُعدُّ عملا إجراميًّا (عمل أحمق) كما وصفه سموه، يستهدف 50% من إمدادات العالم، ينم عن قلة إدراك من قِبَل القيادة الإيرانية التي لا تُدرك خطورة ردود الأفعال عليهم من قِبَل المجتمع الدولي، المتضرر الأساسي من هذا الفعل الإجرامي الأحمق، وأنه قد يُقابَل بردٍّ صارم من قِبَل الدول الكبرى، إضافةً لإدراك سموه بأن تلك الخروقات الإيرانية تتطلع إلى إشعال حرب في المنطقة بأسرها بعدما أصبحت تعاني من العقوبات الاقتصادية التي فرضتها عليها الولايات المتحدة، وهذا ما لم يتحقق لها من خلال الصبر والإناة والتعقل، رغم القوة العسكرية الضاربة التي تتمتَّع بها قواتنا المسلحة، وفي التصريح والتلويح فصل الخطاب.

مشاركة :