بغداد - وكالات: أطلقت الشرطة العراقية الذخيرة الحية لتفريق حشود من المحتجين تحدّوا حظرًا للتجوّل فجر أمس. وجابت قوات الطرق الرئيسية والأماكن العامة في بغداد، لكن بحلول النهار كانت مظاهرات صغيرة ومتفرقة قد بدأت تتجمّع مرة أخرى في تحد للحظر المفتوح الذي فُرض في العاصمة من الساعة الخامسة صباحًا. وقالت مصادر أمنية وطبية عراقية إنّ 27 شخصًا قتلوا في مظاهرات اجتاحت المدن والمناطق العراقية، واشتدت وتيرتها أمس بدءًا من العاصمة وحتى الناصرية والعمارة، حيث شهدت الناصرية مقتل 11 شخصًا خلال ثلاثة أيام، وقد أغلقت إيران معبرين حدوديين مع العراق بسبب الاضطرابات الحالية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر أمنية أن أربعة أشخاص قُتلوا في مدينة العمارة (كُبرى محافظة ميسان)، في حين سقط قتيل آخر في محافظة ذي قار، وَفق مصدر طبي. وفي العاصمة بغداد، أطلقت قوات مكافحة الشغب الرصاص الحي في الهواء صباح أمس لتفريق عشرات المتظاهرين الذين أشعلوا إطارات في ساحة التحرير، رغم حظر التجوّل الذي دخل حيز التنفيذ فجرًا. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن علي البياني عضو مجلس المفوضية العُليا لحقوق الإنسان في العراق أن قتيلَين سقطا في بغداد، وسبعة في الناصرية، وأعلن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي حظرًا كاملًا للتجوّل في بغداد حتى إشعار آخر، في حين ترك المسؤول العراقي سلطة اتخاذ قرار مماثل في محافظات البلاد وَفق تقدير كل محافظ. وذكر مرصد «نت بلوكس» المتخصص في مُراقبة أنشطة الإنترنت أن خدمة الإنترنت انقطعت أمس عن معظم أنحاء العراق. وعلى المُستوى السياسي، قال الرئيس العراقي برهم صالح إنّ الرئاسات الثلاث (رئاسة الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان) والقيادات السياسية في البلاد اجتمعوا، واتفقوا على ضرورة التعجيل باتخاذ إجراء تحقيقات دقيقة بشأن ما حصل في مظاهرات اليومَين الماضيَين. وأضاف صالح -في بيان- إنّ المجتمعين أكّدوا ضرورة ضبط النفس واحترام القانون، ومنع استخدام القوة المفرطة في التعامل مع الأحداث. من جهة أخرى، قالت جينين هينيس باسخارت المُمثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالعراق بعد لقاء مع مجموعة من المُتظاهرين؛ إنّ المطالب التي يُنادي بها المُتظاهرون مشروعة. ودعت المُمثلة الأممية السلطات العراقية إلى مُمارسة أقصى درجات ضبط النفس في التعامل مع الاحتجاجات، وإتاحة المجال للمُتظاهرين المُسالمين للتعبير عن آرائهم بحرية، في إطار القانون.
مشاركة :