الدوحة - قنا: أكد سعادة الدكتور محمد بن عبد الواحد الحمادي وزير التعليم والتعليم العالي أن احتفال دولة قطر السنوي باليوم العالمي للمعلمين تحت شعار «المعلمون الشباب مستقبل مهنة التدريس»، هو تقدير لدور المعلمين، وفق التوصية المشتركة بين منظمتي العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» بشأن أوضاع المعلمين، والتي تعتبر إطاراً مرجعياً على المستوى الدولي فيما يتعلق بمسؤوليات المعلمين وحقوقهم وواجباتهم، ومعايير إعدادهم. ونوّه سعادته، في الكلمة التي ألقاها في الاحتفال بمركز قطر الوطني للمؤتمرات أمس، بأن رؤية قطر الوطنية تهدف إلى تحويلها بحلول العام 2030 إلى دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة، وقال إن ذلك لا يتأتى، إلا عبر بناء نظام تعليمي يواكب المعايير العالمية العصرية يقوم فيه المعلمون بدورٍ محوريٍ في إعداد الطلبة للمستقبل، وتوجيه رأس مال قطر البشري والمعرفي في مساراته الصحيحة، تمهيداً لتحقيق الدولة وغاياتها الوطنية. ومضى سعادته إلى القول في هذا السياق «لذلك تتمحور سياساتنا الوطنية حول النهوض بالعنصر البشري، باعتباره ثروتنا الحقيقية، ويأتي المعلم في صدارة هذه السياسة، وما احتفالنا إلا دلالة حيّة على مدى اهتمامنا بالمعلمين، بعد أن حققت دولة قطر بفضل التوجيهات السامية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى ، كافة المعايير والمبادئ التوجيهية العالمية الخاصة بأوضاع المعلمين، بما في ذلك أمنهم ورضاهم الوظيفي، حتى غدت قطر قِبلة ومنطقة جذب وظيفي، يعمل بها معلمون في القطاع الحكومي ينتمون لـ (56) جنسية، ومعلمون في القطاع التعليمي الخاص ينتمون لـ (105) جنسيات، مما يدل على انفتاح قطر على العالم رغم الحصار الجائر المفروض عليها». وأضاف «ولما كنّا نتطلع لدورٍ أكثر فاعلية للمعلمين في تحقيق رؤية قطر الوطنية، اشترطنا تحقيق أعلى مؤشرات النزاهة والشفافية في الوظيفة العامة بالنظام التعليمي، من خلال تنفيذ معايير وأساليب اختيار وفق مؤهلات عالية، لأن تحقيق التقدم في التعليم يتوقف على مؤهلات القائمين بالتدريس وخبراتهم، وعلى صفاتهم الإنسانية والقيادية والتربوية والمهنية على حد سواء». ولفت إلى أن شعار اليوم العالمي للمعلمين «المعلمون الشباب مستقبل مهنة التدريس» يتسق ورؤية الوزارة لاستقطاب المعلمين الشباب لمهنة التدريس باعتبارهم الجيل الأكثر استجابةً لمتطلبات القرن الحادي والعشرين، مشيراً في هذا الصدد إلى أنه قد تم التوسع في برنامج استقطاب المعلمين القطريين لمهنة التدريس المعروف ببرنامج «طموح» بتوجيهات من معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بإضافة فئات جديدة، شملت حاملي الوثائق القطرية، وأبناء القطريات، ومواليد الدوحة، إضافةً للقطريين، وزيادة مخصصات البرنامج المالية. وتابع قائلاً، إنه في ضوء توجهاتنا المستقبلية سنستمر في بلورة رؤانا التربوية، لتذليل كافة الصعاب والتحديات التي تواجهنا، خاصة التحدي الديموغرافي، وما ينجم عنه من زيادة الطلب على التعليم، وفتح مدارس جديدة بصورة سنوية، مما يتطلب توظيف مزيد من المعلمين في ظل ندرة المعلمين الأكفاء بالمنطقة لذلك، نجدد التزامنا بدعم ورعاية المعلمين، وصون كافة حقوقهم وفق سياساتنا الوطنية والمواثيق الدولية. وأكد أهمية أن يطلع المعلمون والمعلمات في مدارس قطر، بتجديد رؤية الوزارة لمهنة التدريس وطرائقه وأساليبه، وفق مقاربة تراعي التنوع والفروق الفردية للأبناء، واحترام كرامتهم وخصوصياتهم الثقافية، وتوسيع مداركهم، ليتمكنوا من منافسة أقرانهم على المستوى العالمي. كما دعا الطلبة وكافة شركاء العملية التعليمية إلى مشاركة المعلمين في قطر فرحة هذا الاحتفال، والإعراب لهم بشتى السبل، عن العرفان والاحترام والتقدير، ومنحهم الاعتبار والمكانة الاجتماعية التي يستحقونها، لأنهم مصدر الإلهام ومفاتيح المستقبل الذي نصبو إليه. وعبّر سعادة الدكتور الحمادي في كلمته عن خالص الامتنان والتقدير لمعالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، لما تلقاه وزارة التعليم والتعليم العالي والمسيرة التربوية والتعليمية من دعم وتوجيه مستمر من معاليه، وحرص متواصل منه كذلك على رعاية وحضور هذا الحفل السنوي. كما رحب بالمعلمين الجدد الذين انضموا لمهنة التدريس هذا العام، متمنياً أن يكونوا إضافة نوعية لمنظومة التعليم في دولة قطر. وكرّم سعادة وزير التعليم والتعليم العالي خلال الاحتفال مائة من قدامى المعلمين والمعلمات، تقديراً لجهودهم في المجال التعليمي والتربوي بدولة قطر. كما جرى عرض فيلم توثيقي يعبّر عن تواصل أجيال المعلمين، في أداء رسالتهم السامية جيلاً بعد جيل. نيابة عن المعلمين المكرّمين.. سعيد المالكي: على المعلم التحلي بالصبر في ظل تحديات المهنة ألقى المعلم سعيد صلاح المالكي من مدرسة سميسمة الابتدائية للبنين، كلمة نيابة عن المعلمين المكرمين، أشاد فيها بحرص وزارة التعليم على تنظيم هذا الاحتفال سنوياً وتكريم المعلمين الذين أمضوا سنوات في هذه المهنة بالدولة وهم يعلمون أجيال المستقبل، ويضطلعون بدور فعّال في العملية التعليمية بكل مصداقية نحو وطنهم مع السعي المستمر لتطوير أنفسهم مهنياً. ودعا زملاءه المعلمين إلى العمل يداً بيد لتحقيق الأهداف المنشودة في تنمية الإنسان والمجتمع، وتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 في التنمية البشرية، كما دعاهم إلى التحلي بالصبر في ظل تحديات المهنة، وأن يتذكروا أن هدفهم السامي هو التعليم، وأن يكون تركيزهم الأكبر على الطلاب من حيث الارتقاء بقدراتهم ومواهبهم، وتحبيبهم بالمادة الدراسية والصبر عليهم، وإشراكهم في العملية التعليمية، ومساعدتهم على تطوير ذواتهم وتحقيق أهدافهم، وتوجيههم نحو الموارد والاستراتيجيات وتحمل المسؤولية، بجانب مراعاة الفروق الفردية أثناء التدريس وتفعيل الأنشطة المناسبة لهم وتشجيعهم على مزاولتها. يُذكر أن احتفال دولة قطر بيوم المعلم سنوياً يتم تحت شعار «رسول العلم.. شكراً»، ويتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمعلمين الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» في الخامس من أكتوبر كل عام، وبشعار مختلف من عام لآخر، اعترافاً بدور المعلمين الأساسي كركيزة للعملية التعليمية.
مشاركة :