المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي لـ «الاتحاد»: الإمارات مثال للتعاون الإنساني

  • 10/4/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قالت إيريكا جورغنسن، المديرة الإقليمية لمكتب برنامج الأغذية العالمي لشرق ووسط إفريقيا: إن «دولة الإمارات العربية المتحدة مثال على الانفتاح والتعاون في القضايا الإنسانية العالمية، وهي بوابة وحلقة وصل بين قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا». وأشارت جورغنسن، في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» على هامش زيارتها لدولة الإمارات، إلى أن الإمارات تشارك وتتعاون بقوة وفاعلية أكبر، مع حالات الطوارئ الإنسانية وأكثرها تعقيدًا في العالم، وتشكل حلقة حيوية في جهود الاستجابة والدعم الإغاثي، وتوفير المساعدات اللازمة. وذكرت أنها التقت خلال زيارتها للدولة عدداً من المسؤولين، وناقشت معهم تعزيز علاقات التعاون والشراكة وبحث المزيد من سبل الدعم، حيث التقت خلال زيارتها عدداً من المسؤولين الإماراتيين وممثلي البعثات الدبلوماسية في البلاد، وتناولت وضع الأمن الغذائي في منطقة شرق أفريقيا والقرن الإفريقي، في ظل تفاقم آثار التغير المناخي، ومناقشة سبل التعاون وإيجاد حول للازمة. وأكدت جورغنسن، أن برنامج الأغذية العالمي يعتمد بشكل كبير على شراكته مع دول المنطقة وعلى الدعم الذي تقدمه لعملياته وجهود الاستجابة الإنسانية التي يقوم بها في العديد من المناطق بالعالم، لافتة إلى أنه في العام الجاري، يستهدف برنامج الأغذية العالمي تقديم المساعدات الغذائية لـ24 مليون شخص في شرق إفريقيا. الزيارة للإمارات أقام مكتب برنامج الأغذية العالمي في الإمارات على هامش زيارة المديرة الإقليمية لمكتب برنامج الأغذية العالمي لشرق ووسط إفريقيا، مائدة مستديرة للنقاش تحت عنوان «الابتكار والحلول المبتكرة لمواجهة انعدام الأمن الغذائي في ظل هيمنة التغيرات المناخية»، بمشاركة وحضور عدد من المهتمين والمتخصصين رفيعي المستوى. وناقشت المائدة المستديرة، العلاقة بين تغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي، وكيف يمكن للمجتمع الدولي العمل بشكل تشاركي من أجل الاستجابة لآثار تغير المناخ بطرق جديدة تعتمد على الابتكار والتجديد، واستند النقاش على أمثلة من القرن الأفريقي، الذي يشكل منطقة معرضة بشكل كبير لآثار تغير المناخ. وناقش المشاركون العديد من الموضوعات، أبرزها تأثير التغيرات المناخية على إنتاج الغذاء والحصول عليه، والإجراءات المبتكرة المطلوبة لتحسين مرونة النظم الغذائية، وكيف يمكن لمختلف الأطراف المعنية العمل معاً لتنفيذ حلول دائمة. كما تم بعد ذلك، عقد لقاء رفيع المستوى، حضره ممثلون عن عدد من البعثات الدبلوماسية لأهم الدول المانحة للبرنامج بالإضافة إلى بعض ممثلين عن عدد من الدول المستفيدة من العمليات الإنسانية للبرنامج. ويعتبر اللقاء الأول من نوعه في سلسلة من اللقاءات التي يعتزم البرنامج تنظيمها في المستقبل تحت عنوان «إنقاذ الأرواح وتغيير الحياة- تحديثات من الخطوط الأمامية للعمليات الإنسانية». وقالت إيريكا جورغنسن، المديرة الإقليمية لمكتب برنامج الأغذية العالمي لشرق ووسط إفريقيا: «تهدف هذه اللقاءات رفيعة المستوى إلى نقل المعلومات الميدانية حول الأوضاع والتحديات الإنسانية التي يواجهها البرنامج في الخطوط الأمامية لعمله وتوصيلها مباشرة إلى شركائه في دول مجلس التعاون الخليجي، وممثلي الشركاء العالميين الكبار الآخرين». وأضافت: «نحاول من خلال هذه اللقاءات تسليط الضوء على حالة انعدام الأمن الغذائي في مناطق الأزمات والصراعات وتغير المناخ، وتقديم نظرة عامة على الاستجابة والاحتياجات والحلول الممكنة». وأشارت إلى أنها خلال لقاءاتها مع المسؤولين بدولة الإمارات، عملت على تقديم إحاطة شاملة عن الوضع في اليمن والأزمة المرتبطة بالجفاف في القرن الأفريقي، وقد ظهر التفاعل ومدى الاهتمام والرغبة في إجراء مناقشات من هذا النوع في المنطقة. ولفتت إلى أنه بشكل عام انضمت أزمة المناخ إلى الصراع كأحد الدوافع الرئيسة للجوع في العالم وخاصة في إفريقيا، وتتسبب الصدمات المناخية، مثل الجفاف والعواصف والفيضانات في إلحاق أضرار متزايدة بالأساليب والنظم المستعملة لإنتاج الغذاء وتخزينه ونقله وتوصيله إلى المستفيدين. وأشارت جورغنسن، إلى أن العديد من الضغوط المناخية -مثل زيادة خطر موجات الحرارة، وتفشي الآفات وزيادة ملوحة التربة بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر- تلحق أضراراً متفاوتة بالزراعة والماشية. «مساعدات أفريقيا» وأكدت المديرة الإقليمية لمكتب برنامج الأغذية العالمي لشرق ووسط إفريقيا، أن تقلبات المناخ والأحداث المناخية القاسية تعد من بين العوامل الرئيسة وراء الزيادة الأخيرة في الجوع العالمي وأحد الأسباب الرئيسة لأزمة الغذاء الحادة، موضحة أن البلدان الأكثر اعتماداً على الأمطار في الزراعة هي الأكثر تضرراً، مع وجود أكبر الآثار الناجمة عن الأحداث المتعلقة بالمناخ في أفريقيا، ما يؤثر على ما مجموعه 23 مليون شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد في 20 دولة أفريقية في عام 2018. ويعمل برنامج الأغذية العالمي في تسع دول في شرق إفريقيا، ويساعد نحو 20 مليوناً من النساء والفتيات والفتيان والرجال كل عام، وتشمل هذه البلدان بوروندي وجيبوتي وإريتريا وإثيوبيا وكينيا ورواندا والصومال وجنوب السودان وأوغندا. وقالت جورغنسن: «ينفذ البرنامج بمنطقة شرق إفريقيا بعض أكبر عملياته وأكثرها تعقيدًا، ويقوم البرنامج بمساعدة المتضررين من خلال الاستجابة لحالات الطوارئ وتقديم المساعدات الغذائية للاجئين وتقديم الوجبات المدرسية»، مشددة على أن التغيرات المناخية والصراعات الدوافع الرئيسة لانعدام الأمن الغذائي والاحتياجات الإنسانية الأخرى في المنطقة. وأشارت إلى ضخ البرنامج في عام 2018، نحو 231.8 مليون دولار أميركي في الاقتصادات المحلية في المنطقة من خلال التحويلات النقدية، بما في ذلك 116 مليون دولار أميركي في الصومال. وعن حجم التمويل اللازم لاستجابة البرنامج وما هو النقص، أجابت جورغنسن: «يتلقى البرنامج في المتوسط نحو 1.4 مليار دولار أميركي سنوياً من مجمل الجهات المانحة لعملياته في شرق إفريقيا، وفي عام 2018، لم يتلق البرنامج سوى 60 في المائة من إجمالي التمويل اللازم لبلدان شرق أفريقيا، وتوجد أكبر العمليات القطرية لبرنامج الأغذية العالمي في شرق إفريقيا من حيث التمويل في جنوب السودان، تليها إثيوبيا والصومال. دور البرنامج حول دور برنامج الأغذية العالمي وعمله في شرق إفريقيا، قالت إيريكا جورغنسن المديرة الإقليمية لمكتب برنامج الأغذية العالمي لشرق ووسط إفريقيا: «بعد سنوات من التراجع يعود عدد الجياع في العالم إلى التزايد مرة أخرى، ويتفاقم الوضع أكثر في تلك المناطق من العالم التي يجتمع فيها تغير المناخ مع عوامل أخرى، مثل النزاع والتهميش الاقتصادي، ما يتسبب في زيادة نسبة الجوع». وأضافت: «تشمل البلدان الإفريقية التي تعاني هذه الصدمات المتعددة دولاً مثل تشاد والكونغو الديمقراطية وجنوب السودان والصومال».

مشاركة :