ذكرت وكالة الأنباء العراقية الرسمية، الخميس، أن رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي دعا ممثلي المحتجين للقدوم إلى البرلمان ومناقشة مطالبهم. ولم تدل الوكالة بمزيد من التفاصيل لكن الخطوة تبدو محاولة لتهدئة الاحتجاجات التي اجتاحت بغداد وانتشرت منذ الثلاثاء إلى محافظات عراقية جنوبية. جاء تصريح الحلبوسي، الخميس، فيما أطلقت قوات الأمن العراقية الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع على محتجين في بغداد رغم حظر التجول الذي أعلن في العاصمة العراقية قبلها بساعات. وارتفعت حصيلة قتلى يومين من الاحتجاجات إلى 19 قتيلاً، ووقع معظمها في جنوب العراق، لكن مصادر حكومية تعلن عدداً أقل من ذلك. وهذه التظاهرات غير مسبوقة، إذ إنها لم تنطلق بدعوة من حزب أو زعيم ديني كما تجري العادة في بغداد، بل جمعت الغاضبين المحتجين على غياب الخدمات العامة والبطالة وكذلك الرافضين لنفوذ إيران، أو ضد عزل قائد عسكري شعبي مؤخراً هو عبدالوهاب الساعدي، قائد جهاز مكافحة الإرهاب، الذي كان له دور رئيسي في هزيمة تنظيم داعش في العراق. ويعاني العراق، الذي أنهكته الحروب، انقطاعاً مزمناً للتيار الكهربائي ومياه الشرب منذ سنوات، ويحتل المرتبة الـ12 على لائحة الدول الأكثر فساداً في العالم، بحسب منظمة الشفافية الدولية. وبحسب تقارير رسمية، فمنذ سقوط نظام صدام حسين في العام 2003، اختفى نحو 450 مليار دولار من الأموال العامة، أي أربعة أضعاف ميزانية الدولة، وأكثر من ضعف الناتج المحلي الإجمالي للعراق.
مشاركة :