استضاف المعهد الدولي للسلام، الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ ندوة بعنوان «عمليات حفظ السلام والتحديات المستقبلية»، شارك فيها كل من المقدم راتيه بوسباريني، الوكالة الإندونيسية للدفاع الوطني والأمن، واللواء إمام إيدي موليونو، القائد السابق لقوات بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية، والسيد كمال ديرميرجيلر، السفير التركي لدى البحرين، والدكتور دونجسوك كيم، الأستاذ المساعد الأكاديمية الدبلوماسية الوطنية الكورية، وتطرق المتحدثون إلى الإسهامات التي قدمتها دولهم إلى عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، باعتبارها أحد الموضوعات ذات الأولوية لإحياء مبادرات حفظ السلام. وكواحدة من أوائل النساء الضباط في حفظ السلام في إندونيسيا، شددت المقدم راتيه بوسباريني على أهمية وجود العناصر النسائية في قوات حفظ السلام للمجتمع المحلي والدولي، مؤكدة أن «النساء في عمليات حفظ السلام يتعاملن مع الأطفال والنساء في مناطق الصراع بسهولة أكبر، ولا سيما ضحايا العنف القائم على أساس نوع الجنس»، مع إبراز ضرورة تحسين فرص وصول المرأة ودعمها في المناطق المحلية وتمكين المرأة في المجالات التنفيذية واللوجستية. ودعت إلى مزيد من الالتزام من جانب كبار القادة والمسؤولين، وشددت على ضرورة تطبيق المزيد من المشاركة من خلال السياسات العامة، وخطط الشركات، والإصلاح الثقافي، وتوفير الموارد. وأوصت بإنشاء شبكة استشارية جنسانية عالمية لضمان فهم المنظورات الجنسانية على نطاق الشعب وعلى نطاق خطوط العمليات. وشددت على أنه «يجب توفير المزيد من التدريب الخاص للمرأة فيما وراء المجلات التي ينظر إليها على أنها «واجبات أنثوية» مثل المهام الطبية أو اللوجستية أو الإدارية. وشدد اللواء إمام إيدي موليونو على بعض التحديات التي واجهها بوصفه قائدا سابقا لقوة البعثة، مثل المسائل اللوجستية مثل الفيضانات المفاجئة عام 2014 التي زادت من خطورة التهديد الذي تشكله الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب. وشدد في هذه الحالات على أهمية إقامة علاقة بين البلد المضيف والمنسقين لتعزيز التواصل الفعال في جهود حفظ السلام. «إن الدبلوماسية فن يجمع بين الفرصة والإدارة». «إن الأمر يتطلب التبصر لدمج الأعمال مع الفرص المتاحة، وإقامة علاقات طيبة على أساس مبدأ الاحترام المتبادل». وألقى السيد نجيب فريجي، مدير المعهد، كلمة افتتاحية سلط الضوء فيها على هدف مجموعة ميكتا المتمثل في تعزيز تعددية الأطراف وهياكل الحوكمة العالمية في الظروف الصعبة، مضيفا أن أهداف المجموعة تتماشى مع الهدف الاستراتيجي للمعهد، وهو إدارة المخاطر وبناء القدرة على الصمود من أجل عالم أكثر سلما. وأشار إلى مبادرة الأمم المتحدة للعمل من أجل حفظ السلام قائلا: «إن المعهد ملتزم بمساعدة الأمم المتحدة والدول الأعضاء في النهوض بجدول أعمال مبادرة الأمم المتحدة للعمل من أجل حفظ السلام. وهذا هو الوقت المناسب للتفكير في المساهمة التي يمكن أن تقدمها مجموعة ميكتا في حفظ السلام جماعيا وفرديا على السواء». واختتم السيد فريجي العرض بدعوة الجهات الدولية إلى مواصلة الإسهام في حفظ السلام بوصفه شكلا من أشكال الدبلوماسية الوقائية، وذلك هو أحد الأهداف التي تأسس من أجل تحقيقها المعهد الدولي للسلام: «تجنيب البشرية ويلات الصراعات والمزيد من الدمار» وأعقب العرض جلسة تفاعلية مع الجمهور. وخلال هذه الجلسة، علق منسق الأمم المتحدة المقيم أمين الشرقاوي على أن نسبة النساء في قوات حفظ السالم التابعة للأمم المتحدة إذ بلغت 93 في المائة في الجيش، و10 في المائة في بعثات السياسات، و28 في المائة من الموظفين المدنيين الدوليين».
مشاركة :