أكد أمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم، أن الابتزاز عمل عدواني تقوده أنانية مفرطة للحصول على رغبات شخصية غير مشروعة من شخص مسلوب الإرادة أمام تهديدات بكشف أمور تدعوه إلى الانصياع كرهًا لما يطلبه المبتز منه، فيضطر مكرها إلى الاستسلام لنفسه من كشف المستور أمام الملأ وإظهار ما لا يود ظهوره، من قبل نفس خبيثة علمت من أين تؤكل كتف فريستها وهذه لعمر الله الغلبة البغيضة، التي استعاذ منها رسولنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم. وقال فى خطبة الجمعة، أمس، إن الابتزاز ميدان واسع تلجه نفوس شتى قد اشترك أصحابها في الدناءة والغلظة، والعدوانية وحب الذات والصعود على أكتاف الآخرين، وهو لا يختص بذوي العداوة والخصومة وحسب، بل قد يلتاث به زوج مع زوجه، وأخ مع أخيه، وصديق مع صديقه ؛لأن النفس إذا خبثت لم يكن لها زمام ولاخطام ويستوي أمامها الخصم والصديق إلا من رحم الله ممن استمع إلى مقالة المصطفى صلى الله عليه وسلم فوعاها وأحسن بانتهائه إلى ما سمع. وقال الشيخ الشريم: «إن أكثر ما يكون الابتزاز في عصرنا الحاضر في الأخلاق والأعراض فهي الباب الخطير الذي يمكن أن يلج منه المبتز فيستسلم له الضحية، سيما في زمن فورة وسائل التواصل الحديثة، التي يكثر فيها التصيد والتحرش والمخادعة ويصول من خلالها ويجول ذئاب مسعورة وسراق متسلقون على أسوار الآخرين ولا ريب أن العرض يعد إحدى الضرورات الخمس التي أجمعت الملل قاطبة على حمايتها؛ لذا ينبغي أن يعلم أن المبتز خارق تلك الضرورة، مقوض أمن المجتمع الأخلاقي، فهو لص سارق، وصائل فاجر، قد وصفه وأمثاله ابن القيم حين قال: «فالهوى إمامه و الشهوات قائده، والجهل سائقه، والغفلة مركبه، فهو بالفكر في تحصيل أغراضه الدنيوية مغمور، وبسكرة الهوى وحب العاجلة مخمور، ويتبع كل شيطان مريد». القاسم: بالكلمة الطيبة يدرك المرء رضا خالقه بين إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم، أن اللسان مفتاح للخير والشر وبالكلمة الطيبة يدرك المرء رضا خالقه. وأكد فى خطبة الجمعة، أمس، أن الفوز كله في التمسك بالدين وهو الجالب لرضا الله ومن لزم ما يرضي الله رضي عنه وأرضاه، وإذا التمس العبد رضا ربه وآثره على كل ما سواه فإن الله يرضى عنه ويُرضي عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس. وأشار إلى أن من رضي الله عنه أكرمه بنعيم في الجنة، قال تعالى (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ)، والزيادة هي النظر إلى وجهه الكريم كما فسر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
مشاركة :