دبي:«الخليج» بالعزم الأكيد والإرادة الحرة، وبالمنهج الصائب الذي تنهض به الخطط والاستراتيجيات الهادفة إلى صنع النهضة تبنى الأوطان، وهو الأساس السليم المتين الذي يقوم عليه البناء الشامخ، وقد وضع المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الأسس والرؤى التي تؤدي إلى صنع دولة قائدة ورائدة في كل المجالات، تزاحم ركب الأمم التي تفوقت في العلوم والآداب والفنون، وذهبت بأعلامها وفيالقها إلى الفضاء لتستكشف عوالم أخرى، فكانت إرادة زايد الخير وعزمه بمنزلة المنهج الذي تتكئ عليه الإمارات في بناء مجدها، فها هي الرؤى تتحقق، والأحلام تصبح واقعاً، فقد باتت الإمارات اليوم واحدة من الدول التي تحلق بأجنحة العلوم والمعرفة، وتحقق التطور بوتائر عالية، وها هي البلاد تحتفل بحلم ادخره زايد الخير، واستودعه أمانة في عنق أبنائه قادة الدولة من بعده، وهو إنجاز الإمارات بإرسال هزاع المنصوري ليكون أول رائد فضاء إماراتي وعربي إلى محطة الفضاء الدولية، وذلك ما كان يرجوه زايد العطاء في وصول أبناء الإمارات إلى الفضاء، خصوصاً أنه آمن بقدراتهم واهتم بدخول الإمارات إلى هذا القطاع الحيوي.لقد تفتقت قريحة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فصاغ الحدث شعراً عبر القصيدة التي حملت عنوان «طموح زايد». وأشاد فيها بذلك الإنجاز العظيم، وهي القصيدة التي ترنمت بالقيم التي أسس لها الوالد، حيث كان يؤمن بأن الأجيال القادمة ستستكمل المسيرة، وكان يرى أن ذلك اليوم لا بد آتٍ، وكان المشهد الذي أكمل جمال تلك اللوحة الرائعة، هو هذه القصيدة التي ستحفظ هذا التاريخ وجلال الحدث، كما هو شأن الشعر في تاريخ العرب في حفظ أيامهم وبطولاتهم وأمجادهم، حتى لقبوه ب«ديوان العرب»، ولا عجب، فهذا الحدث العظيم هو بلا شك يوم من أيام العرب ستتناقله الأجيال، ويخلد في الذاكرة، فكل بيت من أبيات القصيدة، فضلاً عن جمال لفظه وبديع مفرداته، هو حالة كاملة من فيوض المعاني التي تتنزل على عقل وقلب القارئ حاملة بشائر النهضة والسير في الطريق الصحيح للتطور.ومن جماليات القصيدة، هذا الاستهلال الخبري الذي وظفه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بنجاح ليجذب انتباه القارئ، ويعلن فيه عن عودة هزاع المنصوري إلى الديار بعد أن ظل ثمانية أيام أجرى خلالها العديد من التجارب العلمية الناجحة، لتكون العودة مكللة بالنصر والتفوق، فهي فخر للإمارات وكل العرب الذين سيعلو هذا الفعل في أعينهم، وهو النصر الذي لا شك سيكبر وتتناسل منه انتصارات أخرى في هذا المجال المهم، فالنجاح فيه يعني أن الدولة تشق طريقها نحو ارتياد فضاءات العلوم الحديثة، وهو ما يبشر بالازدهار ونهضة البلاد على أسس علمية تستوعب معارف العصر الحديث، ثم إن القصيدة تتوهج وهي ترد الفضل لأصحابه، عندما ذكرت أن حلم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يتحقق على يد هذا الجيل من الحكام والعلماء من المتفوقين في مجال الفضاء، فذلك كان حلم زايد الخير، ويكفي أنه كذلك ليتحقق على يد أبنائه من حكام الدولة، وكأن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يستدعي في هذا الموقف بيت أبي الطيب المتنبي الشهير الذي يقول فيه: وَما الدَهرُ إِلّا مِن رُواةِ قَلائِدي إِذا قُلتُ شِعراً أَصبَحَ الدَهرُ مُنشِداً.فالرؤى السديدة التي وضعها زايد الخير تجد تحققها الآن في هذه المهمة التي تحمل اسمه، فهو بلا شك فخر للعرب، ويستحق أن تحمل المهمة ذلك الاسم الذي وضع صاحبه أسس بناء الدولة، وها هو الاسم تحمله المهمة ليرفرف في الأكوان البعيدة والفضاء الخارجي، تقول القصيدة في مستهلها: راجع بعون الله إلى الدار هزاع والرده حميدهبعين العرب سويت مقدار لأجل الوطن فعلك يزيدهوأحلام زايد دايم إكبار وع عيال زايد مب جديدهتلبس أكاليل من الغار من الفضا ورحله سعيدهفخر العرب واسمك بهم طار ف أكوان وأجرام بعيدهتكتب القصيدة ملحمة الإمارات عندما تصل بين خير خلف لخير سلف، وذلك عندما تشيد بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وحسن اختياره، فهو القائد صاحب النظر الذي يرنو إلى البعيد، فيحيط به حكمة ومعرفة، وهو الفارس الشجاع الذي لا يهاب الوغى ومواجهة الأعداء، وتدعو له أبيات القصيدة بطول العمر، فهو صاحب رؤية ونظرة مختلفة في تقييم الأمور، ويرى ما لا يراه غيره، وهو الأمر الذي يعود بالفائدة على البلاد علماً ومعرفة، ولقد حباه الله بمحبة شعبه له، فهو يجد التقدير من الجميع صغاراً وكباراً، كما أنه قدوة في حكمه لكل العرب الذين يعجبهم منهج «أبو خالد»، وأسلوبه في الحكم الرشيد، فهو ذخر لنا جميعاً من خلال قدرته على مواجهة الصعاب واجتيازها.عرف بوخالد كيف يختار قايد ونظراته سديدهفارس على العادين كرار عساه أيامه مديده له نظرة تبعد ع الأنظار والعلم منه نستفيدهشعبه يحبه كبار وصغار وكل العرب حكمه تريدهوخوانه لي زاكين وخيار ذخري للأوقات الشديدهوبذات الإبداع والجماليات التي حملتها القصيدة في استهلالها وموضوعها؛ جاءت خاتمتها، وهي تضع خريطة طريق المستقبل، عندما أكدت أن طموح أبناء الإمارات وقادته يرتفع سقفه كل حين بما يخدم مصالح البلاد والعباد، وهو الطموح الذي لن يتوقف على هذا الإنجاز بل سيمضي قدماً حتى تصل رايات أبناء الإمارات إلى كوكب المريخ مباشرة، فالدولة لها رصيد من الشباب الذي يتحلى بقيم الشجاعة والفروسية الموروثة من الآباء والموصولة بتراث العرب وأمجادهم، فلن يحيدون عن هذا الهدف الذي يسعون إليه بالعزم الأكيد.طموحنا عالي ونختار نمضي إلى المريخ سيدهوشبابنا باسل ومغوار عن الهدف ماشي يحيدهشباب الوطن.. طموح يتحلى بقيم الشجاعة الموروثة من الآباء
مشاركة :