تورينو - أ ف ب - يعوّل يوفنتوس على دفاعه الثلاثي «الحديدي» عندما يواجه ضيفه الهجوم «الناري» لريال مدريد اليوم. ويعود يوفنتوس للعب دوره بين كبار «القارة العجوز» بعدما بلغ الدور نصف النهائي للمرة الاولى منذ 12 عاما، وذلك بأسلوب لعب حديدي صلب يختلف تماما عن العمالقة برشلونة وريال مدريد وبايرن ميونيخ الالماني. «كان اداء سيئا لكننا تأهلنا»، هذا كان لسان حال مدافع «السيدة العجوز» الفرنسي باتريس ايفرا عقب التأهل الى نصف النهائي. وتابع: «لم يقدم الفريق اداءً جيداً بمجمل المباراتين (امام موناكو) لكن في نهاية المطاف قمنا بما هو مطلوب على الطريقة الايطالية»، فيما رأى المدرب ماسيميليانو اليغري بان «النتيجة اهم من الاداء». وقد قام اليغري بالفعل بما هو مطلوب اذ بلغ فريق «السيدة العجوز» دور الاربعة للمرة الاولى منذ 2003. «لم اعتقد باننا سننتظر طيلة هذه الفترة!»، هذا ما قاله القائد الحارس جانلويجي بوفون عن انتظار فريقه 12 عاما لكي يصل مجددا الى نصف النهائي، لكنه خسر مكانته بين الكبار منذ انزاله الى الدرجة الثانية عام 2006 بسبب فضيحة التلاعب بالنتائج. واحتاج يوفنتوس الذي هجره حينها الكثير من النجوم مثل السويدي زلاتان ابراهيموفيتش وفابيو كانافارو، الى الوقت لكي يستعيد عافيته والمستوى الذي يخوله مقارعة فرق كبيرة مثل بوروسيا دورتموند الذي تخلص منه في الدور الثاني قبل ان يزيح موناكو في ربع النهائي. «من اجل الوصول الى هذا المستوى انت بحاجة الى اسس فريق صلب، والى لاعبين جيدين ايضا... ومدرب جيد ايضا»، هذا ما اضافه اليغري الذي خلف انطونيو كونتي في نهاية الموسم الماضي بعد انتقال الأخير للاشراف على المنتخب الايطالي. من المؤكد ان اسلوب يوفنتوس محدود بعض الشيء اذا ما تمت مقارنته بريال مدريد الذي يعول على ترسانة هجومية يقودها رونالدو وبايل ورودريغيز وهرنانديز. لكن بامكان فريق «السيدة العجوز» الاعتماد على خط دفاعه الثلاثي المكون من اندريا بارزالي وليوناردو بونوتشي وجورجيو كييليني ومن خلفهم بوفون، ثم انتظار تمريرة سحرية من بيرلو وتوغل صاروخي من الارجنتيني كارلوس تيفيز. وباستطاعة اليغري الاعتماد في خط الدفاع الثلاثي على المستوى المميز هذا الموسم لبونوتشي الذي تطور اداؤه بشكل لافت من ناحية المساهمة الهجومية اذ لعب في اكثر من مناسبة صلة الوصل المباشر بين الخطين الخلفي والامامي بفضل تمريراته الطويلة المتقنة الى تيفيز او الفارو موراتا، ووصل به الامر حتى الى تسجيل الاهداف الحاسمة كما حصل في المباراتين المهمتين جدا في الدوري المحلي ضد روما ولاتسيو، كما انه اللاعب الاكثر مشاركة هذا الموسم بعد ان خاض 44 مباراة في جميع المسابقات. في الجهة اليمنى من الدفاع، استعاد بارزالي مستواه بعد عودته الصعبة الى الملاعب في فبراير الماضي اثر غياب دام 9 اشهر نتيجة اصابته في مونديال البرازيل الصيف الماضي. لكن الدفاع الثلاثي لفريق اليغري ليس مثاليا لان هناك نقطة ضعف على الجهة اليسرى متمثلة بكييليني الذي كان خلف خسارة فريقه امام الملكي (1-2) في ذهاب دور المجموعات الموسم الماضي بعد ان تسبب بركلة جزاء ثم طرد في بداية الشوط الثاني. والاربعاء الماضي، تسبب كييليني بركلة جزاء لا يرتكبها مدافع مبتدئ لكن الحظ اسعفه بعدما اهدرها فيورنتينا في مباراة حسمها يوفنتوس 3-2 بفضل ثنائية لتيفيز، ما فتح الطريق امامه لكي يحسم اللقب المحلي.