صدرت مؤخرًا (الأعمال الشعرية الكاملة)، للأديب الراحل «محمد الفهد العيسى»، . وقالت «للثقافية» ابنته الدكتورة إيمان محمد العيسى. التي وثقت قبل ذلك سيرة والدها بكتاب عنونته «محمد الفهد العيسى: سفير الكلمة والدبلوماسية» إن الإرث الأدبي الكبير الذي خلّده الراحل ضم أحد عشر ديواناً، كانت من بين أهم الأعمال الشعرية في المكتبة السعودية والعربية، في رأي كثير من الأدباء والنقاد والكتاب، ما جعل العديد من قصائده ودواوينه تخضع لأراء العديد من النقاد والدارسين والباحثين والمهتمين بالحركة الشعرية والإبداعية في البلاد، وحتى على مستوى التجارب النقدية والبحثية الإبداعية في الوطن العربي. فقررت جمع أعماله ليسهل الوصول إليها، في ديوان واحد يضم الأعمال الشعرية في دواوينه السابقة وضمنتها عدداً جديداً من القصائد الغير منشورة. وبينت «العيسى» أن الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر (محمد الفهد العيسى)، في هذا الديوان يحتوي على ثلاثمئة واثنتين وعشرين قصيدة دونت في مراحل مختلفة من حياة الشاعر والتي كانت قد طبعت في أحد عشر ديوانًا، أضفت لها قصائد لم تنشر، كما ضمت المجموعة الجديدة قصائد من «في ديوان»، أطلقت عليه (الشمس في أزقة الضباب)، وهي قصيدة تعبر عن معاناة الشاعر بسبب الحملة الشرسة التي تعرض لها في الستينيات. وهذه الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر، قدم لها بمداد من الذهب مخزن الفكر وذاكرة الإعلام السعودي الأديب الكبير أستاذنا الراحل الدكتور عبدالرحمن الشبيلي، الذي لم يأل جهداً في متابعته لنا نحن أسرة أبي عبدالوهاب في إنجاز هذا العمل، وقال الشبيلي في مقدمته: اليوم، يتحقّق عمل وفائيّ آخر، حين حرصت عائلة أبي عبدالوهّاب على حفظ تراث طيّب الذكر والدها، الذي علّمها البرّ وحفظ الجميل، لكن العمل يضع كاتب هذا التقديم في موقف صعب، أمام الثقة الغالية التي خصّته به العائلة، فلست بشاعر ولا بناقد، وكل ما أمتلكه من ذخيرة للتجاوب مع رغبة الأسرة هو أنني شاركتها في بنوّته، وفي الوقوف منذ بداية هذا المشروع موقف المتحمّس لإنجازه. وأضاف: المؤمَّل بإذن الله، أن يلحق بهذا الكتاب مشروع ثالث، يوثّق شعره الغنائي الذي لم تتضمّنه دواوينه، فالمعروف أن لشاعرنا الراحل مئات القصائد المغنّاة التي صدح بها فنّانو جيله، ومنهم الموسيقار طارق عبدالحكيم الذي احتكر أداء أكثر قصائد الأستاذ العيسى الغنائية، ومن أقدمها وأشهرها: أسمر عبرلك عرش وسط العين، حبيبي في روابي شهار، حبيبي ضمّني ضمّـة، ثمَّ تبارى بقيّة الفنّانين، ومنهم طلال مداح ومحمد عبده وسميرة توفيق وهيام يونس لأداء كلماته الغنائيّة، وفي هذا الصدد، أشير إلى تلك الدراسة المعمّقة التي كتبها أحمد الواصل بعنوان: أبو الأغنية السعوديَّة الحافية، وقرر فيها أن الأغنية الحديثة قد تطوّرت مع منتصف القرن الماضي بواسطة ثلاثة مجدّدين هم: ابن الطائف طارق عبدالحكيم، وابن مكة المكرمة إبراهيم خفاجي، وابن عنيزة محمد الفهد العيسى.
مشاركة :