يثير تستر شرطة الاسكوتلاند يارد على هوية العربي الذي تم العثور على جثته في أحد أجنحة فندق «الدورشستر» وسط لندن تساؤلات في أوساط الجالية العربية في بريطانيا والأوساط الإعلامية البريطانية والعربية على حدٍ سواء، رغم مرور أربعة أيام على اكتشاف الجثة، ما يُلهب الخيال ويزيد من الإشاعات التي يتحدث بعضها عن احتمال وجود خلفية سياسية وراء الحادث. وكانت صحيفة «الصن» واسعة الانتشار التابعة لإمبراطورية روبرت ميردوخ الإعلامية قالت في تقرير لها حول الحدث إن «الفندق كان يعجُّ برجال المباحث. وكان المشهد شبيهاً بمشاهد أحد أفلام أغاثا كريستي، ما يعني بأن جريمة ما حصلت في الفندق». وأبلغ الناطق باسم شرطة الاسكوتلاند يارد في لندن «الراي» أمس أن التأخير في الكشف عن هوية العربي الذي عُثر على جثته في الدورشستر ناتج عن أن المحققين لم ينتهوا من تشخيص الجثة وتحديد هوية صاحبها، لكن الناطق أكد أن الشرطة أبلغت عائلة صاحب الجثة بالأمر، وأوضح أن الشرطة تتبع نظاماً محدداً في تشخيص هوية الجثث التي يُعثر عليها في ظروف غامضة. ووفقاً لمصادر قانونية بريطانية من المحتمل أن الشرطة تنتظر قدوم أفراد العائلة من إحدى دول الشرق الأوسط إلى لندن لكي يؤكدوا بعد معاينة الجثة أنها جثة ابنهم. وأكد الناطق أنه من المنتظر أن يستغرق تشخيص الشرطة للجثة بضعة أيام سيتم الإعلان بعدها عن اسم الرجل بعد اقتناع الطبيب الشرعي بهويته. وكانت الشرطة أعلنت سابقاً أنها لم تقتنع بأن الرجل مات موتاً طبيعياً، ما استدعى إجراء تحقيقات إضافية في ظروف الوفاة، خصوصاً بعد إجراء تحليلات مخبرية لعينات من الدم لمعرفة ما إذا الرجل مات مُسمماً، ما يعني أن التحقيقات الإضافية قد تستغرق نحو ثمانية أسابيع قبل الإعلان عن السبب الحقيقي للوفاة. كما أكدت الشرطة أن «سبب الوفاة غير واضح» وأنها أوقفت رجلين أحدهما يبلغ من العمر 31 عاماً والثاني 50 عاماً كانا على علاقة بصاحب الجثة، لكنها أطلقت سراحهما بالكفالة، ريثما ينتهي التحقيق في ظروف وفاة الرجل. ورفض الناطق باسم الشرطة إعطاء أي تفاصيل عن هوية الرجلين وعلاقتهما بصاحب الجثة وما إذا كانا بريطانيين أم أنهما من أصول عربية، سوى القول أنهما من سكان أحد أحياء غرب لندن. ووفقاً لتقارير إعلامية استندت على تسريبات من الشرطة وموظفين من فندق الدورشستر فإن صاحب الجثة سائح عربي ثري لا يزيد عمره على 50 عاماً. وعثرت إدارة الفندق على الجثة بعدما فشل موظفو الفندق في الاتصال بالرجل في جناحه. وذكرت ناطقة باسم الفندق العثور على جثة الضيف في أحد أجنحة الفندق، وقالت إنها «لا تستطيع الإدلاء بأي معلومات لأن الشرطة تقوم بالتحقيق في القضية». يُشار إلى أن العثور على جثة العربي في «الدورشستر» جاء في الوقت الذي تصارع فيه إدارة الفندق من أجل الحفاظ على سمعته كأحد أرقى فنادق الـ 5 نجوم في بريطانيا والعالم أجمع وذلك في وجه الحملة العالمية التي تشنها تنظيمات مثليي الجنس التي تدعو لمقاطعة الفندق الذي تملكه «سلطنة بروناي للاستثمارات» وبقية الفنادق التابعة لهذه المؤسسة في العالم احتجاجاً على القوانين المعادية لمثليي الجنس في سلطنة بروناي. واشتهر «الدورشستر» على مرّ السنين باستضافة عدد كبير من ملوك ورؤساء الدول والسياسيين في العالم إلى جانب كبار نجوم الفن والسينما وهو أحد الفنادق الذي يحظى بشعبية واسعة لدى الأثرياء العرب الذين يرتادونه صيفاً وشتاءً على مدار العام، رغم أسعاره الباهظة. وذكرت تقارير أن أجرة الجناح الذي عثر فيه على جثة الرجل تبلغ 2000 جنيه إسترليني لليلة الواحدة. وبلغ الدخل السنوي لـ «سلطنة بروناي للاستثمارات» من فندقين فقط هما «الدورشستر» وواحد من أفخم فنادق باريس وهو «لو موريس» 290 مليون جنيه استرليني في العام الماضي، وتملك المؤسسة عشرة فنادق في أماكن مختلفة من العالم. وكان «الدورشستر» تعرّض في العام الماضي لعمليتي سطو مسلح حمل اللصوص معهم فيهما كمية كبيرة من الساعات والمجوهرات الثمينة التي يُقدر ثمنها بمئات آلاف الجنيهات.
مشاركة :