أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اليوناني نيكوس ديندياس في أثينا، أن الولايات المتحدة تسعى إلى ضمان تماشي عمليات الحفر الخاصة بالتنقيب عن مصادر الطاقة في منطقة البحر المتوسط مع مبادئ القانون الدولي، مضيفا أنّ بلاده أبلغت تركيا بأن عمليات الحفر غير المشروعة أمر غير مقبول. وأشار بومبيو إلى ضرورة التأكد من القواعد التي تحكم عمليات التنقيب الدولي عن موارد الطاقة في البحر المتوسط وأنه لا يمكن لأيّ دولة أن تحتجز أوروبا كرهينة. وقال بومبيو: "أبلغنا الأتراك بأن التنقيب غير القانوني أمر غير مقبول وسوف نستمر في اتخاذ إجراءات دبلوماسية للتأكد من الأمور". وكان رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس قد دعا الولايات المتحدة على استخدام نفوذها لنزع فتيل التوترات في شرق البحر المتوسط، حيث تخوض قبرص وتركيا نزاعا حول حقوق التنقيب في المناطق البحرية. وأبلغ ميتسوتاكيس وزير الخارجية الأمريكي أن التحركات التركية الأخيرة جنوب قبرص، تعد "انتهاكا صارخا" لحقوق نيقوسيا السيادية، وذلك على خلفية إرسال أنقرة لسفينة "يافوز" إلى منطقة قبالة جزيرة قبرص كانت السلطات القبرصية قد منحت فيها ترخيصا لشركات للقيام بأعمال تنقيب بحري عن موارد الطاقة. للمزيد: تركيا ترسل سفينة تنقيب ثالثة إلى شرق المتوسط اليونان تقول إن التنقيب التركي بشرق المتوسط يهدد أمن المنطقة ومصر تطالب باحترام القانون الدولي وأكّد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أنّ اليونان يمكن أن تكون ركيزة للاستقرار في المنطقة. وقال بومبيو: "هذه منطقة ديناميكية يجرى فيها الكثير، الكثير من التغيير. ونحن واثقون أننا سويا يمكن أن نعمل لضمان أن تكون اليونان ركيزة للاستقرار في هذه المنطقة".تنديد فرنسي من جهتها نددت فرنسا السبت بإرسال تركيا سفينة تنقيب جديدة إلى المياه الإقليمية القبرصية وحذرت من "إشارة غير ودية" من شأنها أن تؤدي إلى "تصعيد التوتر" في المنطقة. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن "وصول سفينة تنقيب تركية جديدة إلى المنطقة الاقتصادية الخالصة القبرصية يشكل انتهاكا لسيادة جمهورية قبرص وللقانون الدولي". وأضاف "إنها إشارة غير ودية من شأنها أن تقود إلى تصعيد للتوتر في شرق المتوسط". وأعلنت نيقوسيا أن تركيا أرسلت سفينة التنقيب يافوز الى الرقعة الرقم 7 من منطقتها الاقتصادية الحصرية، علما بان تراخيص تنقيب في هذه المنطقة منحت في ايلول/سبتمبر لمجموعتي توتال الفرنسية وايني الايطالية. وأوضح المتحدث أن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان "تطرق إلى هذا الوضع مع نظيره القبرصي" و"أبلغه بتضامن فرنسا التام والكامل". وأشار إلى أن "مجلس الشؤون الخارجية (في الاتحاد الأوروبي) الذي سيلتئم في 14 تشرين الأول/أكتوبر، سيُدعى للنظر في هذه التطورات وفي الاستخلاصات المتأتية منها، في استمرار لاستخلاصاته في 15 تموز/يوليو الماضي". ورغم عضوية تركيا واليونان في منظمة حلف شمال الأطلسي، إلاّ أنّ لديهما العديد من الخلافات بخصوص قبرص، والتي انقسمت في العام 1974 بين جمهورية قبرص العضو في الاتحاد الاوروبي و"جمهورية شمال قبرص التركية" غير المعترف بها دوليا والتي اعلنت في الشطر الشمالي بعد الاجتياح التركي للجزيرة ردا على انقلاب قام به قوميون قبارصة يونانيون بهدف الحاق الجزيرة باليونان.
مشاركة :