حسين الجسمي: فخور بانتمائي للإمارات والوطن العربي بيتي

  • 5/5/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عند الحديث عن حسين الجسمي، أو معه، لا يمكن الاكتفاء بتوصيفه بالفنان الإماراتي البارز، فهو منذ سنوات تجاوز الإطار الفني المعتاد إلى ما هو أكبر من ذلك . على ضفاف حنجرته يحمل الجسمي، كما تثبت التجارب، مسؤوليات عدة، فهو يعرف قيمة أنه ابن الإمارات ويغني باسمها . وكذلك يدرك قيمة انتماء الدولة إلى محيطها العربي وصورتها في العالم، ويترجم ذلك بعذوبة صوته إلى دعم لكل بلد عربي ربما أكثر من أبنائه، وتجربته في مصر خير مثال، حتى صار كل بلد يعتبر الجسمي ابنه . اللافت في تجربة الجسمي أيضاً، وهذا ينسجم تماماً مع نهج الدولة، أنه يعتبر الإنسان، أي إنسان، همه وشاغله، ولابد أن يقدم له في كل عمل فني ما يناسب إنسانيته . مع الجسمي العائد مكرماً من أكاديمية الفنون في مصر بالدكتوراه الفخرية، يدور هذا الحوار جامعاً بين الوطني والعربي والإنساني . كيف تنظر لارتباط اسمك بمعظم المناسبات الوطنية والمهرجانات بمختلف الدول العربية، حتى أصبحت واجهة الإمارات الغنائية لدى الكثيرين؟ أرى ذلك مسؤولية كبيرة جداً، وأحمد الله لأنه لم يأت من فراغ، فالحب والتوفيق من رب العباد، وأعمالي لاقت استحسان الجمهور ولاقت إعجاب الجميع، ووجودي في المحافل الخليجية والعربية شرف كبير ووسام على صدري . وأنا في النهاية إماراتي أحمل ثقافتي الإماراتية التي جاءت بدايتي من خلالها وكانت سبباً في انطلاقي إلى الجمهور العربي، خاصة المصري . ومصر أعتبرها مهد الفن وساهمت في انتشاري عربياً بشكل كبير جداً . أخيراً، حصلت على الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون المصرية، أحد أهم مراكز الفنون العربية، كيف استقبلت ذلك؟ التكريم جاء من خلال وزارة الثقافة ممثلة بالأكاديمية تحت عنوان "مصر تفتخر بعروبتها"، ويعتبر تكريماً للإمارات وبقية الدول التي ساندت مصر في الفترة الماضية، ولأنني قدمت لمصر العديد من الأعمال الناجحة، وبالتالي رأت الأكاديمية أنني أستحق هذه الدكتوراه التي أعتز بها كثيراً، وهذا التكريم زاد من مسؤولياتي وجميل مصر تجاهي الذي أراه كبيراً للغاية . ولمن تهدي هذا التكريم؟ أهديه لكل شخص في الإمارات وكل عاشق لها ولترابها وأهلها، وكنت أود فعلاً كما ذكرت خلال التكريم أن يشاركني 92 مليون "جدع مصري" وأن أصافحهم جميعاً، وخرجت هذه الكلمة عن مشاعر وأحاسيس صادقة لأنهم قدموا لي أكثر مما قدمت لهم ولهم معزة ومكانة خاصة في قلبي . وما سر اجتماعك بالثلاثي أيمن بهجت قمر، وليد سعد، وتوما أثناء وجودك في مصر؟ تربطني بهم علاقة صداقة قوية، ومن هنا جاء الاجتماع، إلى جانب الرغبة في مناقشة بعض الأغنيات لطرحها بالألبوم المقبل أيضاً . وأنا بشكل عام على تواصل بعدد كبير من الملحنين والشعراء المصريين، وأستمع لكل الأفكار الجديدة والمتميزة، خاصة أنني أحضر هذه الفترة لطرح ألبومي، ويعتبر شبه جاهز لكني لم أستقر بشكل كبير على أغنياته . بجانب المصرية، غنيت باللهجات العراقية والمغاربية، هل هذا للتقرب من جمهورها؟ أية أغنية أقدمها لها ظروفها وقصتها الخاصة ، ولم أقبل على أي عمل بغير لهجتي الإماراتية إلا وأنا متقن للهجته ربما أكثر من أهلها . وأعتبر أي عمل أقدمه عربياً ولا أميز بين دولة وأخرى، فكلنا واحد ووطننا واحد، والوطن العربي هو بيتي . على الرغم من اعتماد كل الفنانين على الفيديو كليب، لم نر لك سوى ثلاث أغنيات مصورة طوال مشوارك الفني الحافل بالنجاحات، لماذا؟ بطبعي لا أحب الفيديو كليب ولا التصوير ولا الكاميرا بشكل عام، وأرى أنني ناجح من دونه ولست بحاجة له، وسأستمر على هذا النهج على الأقل خلال الفترة المقبلة، إلا إذا ظهر أمامي مشروع يصلح لتصويره ويكون له هدف إنساني ورسالة هادفة أكثر من كونه عملاً فنياً عادياً أو تقليدياً، فيجب أن تتوافر فيه الفكرة الإنسانية ويحاكي شرائح معينة، فأنا أغني للإنسان وهو همي وليس همي التصوير وإنتاج فيديوهات . لكنك قدمت فيديو ظهرت فيه بشكل مختلف استغربه الناس، ولم يكن أحد متقبلاً لفكرة المطرب السمين؟ كان له هدف ورسالة أوصلها لشرائح معينة، أما فكرة المطرب السمين فأنا أحد خريجي برنامج "ليالي دبي"، ورشحني للغناء فيه أصدقائي وإخواني وجيراني الذين دعموني كثيراً لاحتراف الغناء، وهناك شعراء وملحنون إماراتيون اقتنعوا بموهبتي أيضاً وأعطوني الثقة، ثم وجدت القبول من الجماهير المحلية والخليجية في بداية مشواري . وأرى أن السمنة لم تكن عائقاً في بداياتي، خصوصاً أن الوطن العربي بالكامل عرفني بهذا الشكل وتقبله . على ذكر برامج المواهب وأنك أحد خريجيها، ماذا عن تجربتك في "إكس فاكتور" وسر انفصالك عنه؟ لا يوجد سر، وكل ما ينشر مجرد اجتهادات خاطئة بالمرة، فسبب تركي للبرنامج هو التزاماتي الكثيرة، وأن الوقت الذي يأخذه البرنامج مني كبير ومدته لا أستطيع أن أوفق فيها بين ارتباطاتي . وفي النهاية تبقى تجربة "إكس فاكتور" من أنجح التجارب في حياتي ومحطة مهمة في مشواري الفني بشكل عام وكنت أود الاستمرار فيها لكن الظروف منعتني . لماذا يعتبر الكثير أن تلك البرامج هدفها المادة وليس صنع نجم؟ هذا الكلام غير صحيح بالمرة، وأعتقد أن العديد منها، بل من الممكن أن نقول جميعها أخرجت مواهب وأصواتاً رائعة، وفي نفس الوقت كل برنامج تلفزيوني له هدف مادي في النهاية أيضاً . أما بخصوص المواهب المتخرجة في تلك البرامج وعدم استمرارها، فهذا ليس من اختصاص البرامج فهي دعمت المشارك ووقفت إلى جواره فترة كبيرة وقدمت له ما يساعده على الاستمرار، ويتوقف بعدها الأمر على الموهبة نفسها واختياراتها والمتابعة الصحيحة، فالاختبار الحقيقي أمام الموهبة يكون بعد انتهاء البرنامج . ما الأغنية التي تعتبرها نقلة في حياتك الغنائية؟ كل أغنية قدمتها هي نقلة في مشواري ولها نجاح خاص . تردد أن سيناريوهات عرضت عليك لخوض تجربة التمثيل، فما حقيقة الأمر؟ أنا متمسك بغنائي، فهو هدفي ومشروعي، بل ومهنتي، فأنا من الفنانين محبي التخصص، ولن أمثل لأني كما أوضحت لا أحب الكاميرا، ومشاركتي في هذا الجانب قاصرة على غناء مقدمات ونهايات الأعمال الفنية . على ذكر المقدمات والنهايات، هل ساهمت في وصولك إلى شريحة أكبر من الجمهور؟ بكل تأكيد، والدليل أن انطلاقتي الحقيقية كما أوضحت كانت من خلال أغنية "بحبك وحشتيني" لفيلم "الرهينة"، ومن بعدها الكثير الذي لايزال في أذهان الجمهور ك"أهل كايرو"، و"أجدع ناس"، و"ماحدش مرتاح"، وأخرى . حتى على المستوى الخليجي قدمت العديد من التجارب في هذا الجانب . و"تتر" المسلسل أحد أنواع فنون الغناء ومهم للمطرب خصوصاً وأنه يتواجد مع الجمهور طيلة فترة العرض ويستمع له باستمرار قبل وبعد كل حلقة، ويلخص حال المسلسل أيضاً ويصل لفئات عدة . بخيال الفنان، ما تصورك لمستقبل الإمارات في ظل التطورات التي تحدث فيها باستمرار؟ أفخر في أي مكان أتواجد فيه بكوني إماراتياً، فتطورنا ملحوظ أمام أعين العالم، وأصبحت أوروبا تقلدنا في أشياء وليس العكس، وفي النهاية هي راية نحملها جيلاً بعد جيل لنكمل مسيرة الآباء والأجداد ووالدنا المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان،طيب الله ثراه . وفخر لأي شخص أن يكون منتمياً لبلد مثل الإمارات، وأرى أن هناك المزيد من الأشياء التي ستبهر العالم مستقبلاً فنحن في تطور مستمر . خورفكان أرض النشأة والأهل حسين الجسمي ابن مدينة خورفكان في الشارقة، ورغم شهرته الواسعة لا يزال مرتبطاً بها وبأهلها ويمكث فيها كثيراً كلما أتيحت له الفرصة، خاصة بعد عودته مكرماً خارج الدولة . عن ذلك يقول: خورفكان هي أرض النشأة والأب والأم والأصدقاء والأهل والأحباب، هذه هي المدينة في جملة . ولا أجد الراحة النفسية والاستقرار إلا في خورفكان من خلال ذكرياتي فيها مع أهلي وأصحاب الطفولة، ولكونها مدينة ساحلية أيضاً فلها مكانة خاصة أيضاً، وتخرج فيها الكثير من الشخصيات البارزة على مستوى الدولة ودول الخليج منهم إعلاميون، وفنانون، واقتصاديون، ورجال أعمال ناجحون، إلى جانب أنها أرض البواسل والمقاومة والفرسان الذين قاوموا الغزو البرتغالي . أكاديمية للمواهب الإماراتية يتمنى حسين الجسمي إنشاء أكاديمية لإظهار المواهب الإماراتية ودعمها، وأن تكون مؤسسة ثقافية موسيقية لها مناهج وأسس لتخريج مواهب قادرة على الغناء باسم الإمارات . يقول: جاءتني تلك الفكرة خصوصاً أثناء تواجدي باستوديوهات الصوت داخل الدولة، ومقابلتي للعديد من الشباب والتحدث إليهم في شتى الأشياء من موسيقى وغناء وأخبار وكل شيء، وحتى لو لم تكن تلك الأكاديمية لي فسأشارك فيها وأدعم المواهب داخل دولتي بكل الطرق، وأتمنى أن يحدث هذا في المستقبل القريب . وفي النهاية نحن فنانون إماراتيون جميعنا واحد وأي نجاح لأي منا يحسب للدولة ، فمساهمتي في أي دعم للمواهب الشابة فرض علي وعلى أي فنان إماراتي عاشق لبلده ويريد رايتها عالية في كل شيء وبالمحافل العربية والدولية .

مشاركة :