سيرة ومسيرة ثقافية

  • 10/6/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عبد اللطيف الزبيدي استعن بآلة حاسبة: مدينة فيها ستة آلاف شركة تُعنى بالثقافة والفن، فكم من يوم يحتاج الإعلاميّ إذا هو أراد أن يزور كل تلك الشركات، في كل يوم واحدة؟ تلك هي دبي. الرقم ورد في تغريدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله. لكن الرقم لا يشمل اثنتي عشرة مكتبة، المجمّعات الإبداعية، عشرين متحفاً، المؤسسات والمراكز الثقافية غير الحكومية، 135 بيتاً تراثياً وغيرها. سيكمل الإعلامي المهمّة في ست عشرة سنة. في العقدين المقبلين يأتي الابتكار بما لا تعلمون. فماذا عن سيرة الثقافة في الشارقة، عاصمة الثقافة العربية، وعاصمة الكتاب العالمية في العام المقبل؟ المعرض الدولي للكتاب في الشارقة وحده مسيرة كبرى، إضافة إلى أكثر من ألفي فعالية في السنة. أبوظبي، عاصمة الإمارات، تزخر بالنشاط الثقافي على مدار العام، وللإمارات الأخرى مئات الفعاليات. ما هو أعظم تكريم للثقافة؟ دولة الإمارات أدخلتها قمرة قيادة التنمية الشاملة. لا روح لتنمية تظل الثقافة فيها خارج محاور الفعل والتفاعل. غياب روح الثقافة هو غياب القيم، عندئذ تقوم المدنيّة وتستطيع بلوغ أعلى الذرى المادّية، لكنها لا تصير إشعاعاً حضاريّاً. حين تتجلى الثقافة في قمرة القيادة التنموية، تضيف إلى روافد النموّ، ينابيع الجمال والإلهام المستمدّ من الإحساس بالجمال، أي منابع الإبداع التي تتجاوز ما يتعلّمه الناس في المدارس والمعاهد. العقل الإداريّ الفائق التخطيط في الاقتصاد، يدرك أن الثقافة منجم كنوز وثروات، أيّ سحر ماليّ، تجاريّ، استثماريّ، بورصويّ، ذلك الذي يجعل لوحة تشكيليّة سعرها يعادل عشرة آلاف وزنها ذهباً وأحياناً أكثر؟ بكم يقدّر ثمن روائع الفنون التشكيليّة في العالم؟ تريليونات وأكثر. الثقافة تعطي المادّة روحاً ومعنى، مهابة نورانيّة. هيبة لا تشترى ولا تباع بأرقام الأسعار والأثمان، القيمة أحياناً فوق الأسعار والأثمان: كم يساوي أبو الهول وهرم خوفو ومتحف اللوفر وآثار تدمر وبعلبك وقرطاج؟ صدق القائل: «الحضارة هي الطبيعة يضاف إليها الإنسان». أروع منه: «الثقافة هي ما يبقى عندما يذهب كل شيء». الثقافة مثل الأشجار العملاقة المعمّرة، تنمو بوقار زمنيّ. بهذه المسيرة الثقافية الإماراتية اللامحدودة التوسّع، سيرى الجيل الصاعد قيم اندماج الثقافة في التنمية. لزوم ما يلزم: النتيجة الفكرية: لا معنى للتنمية الشاملة، إلاّ إذا كانت الثقافة روحها. abuzzabaed@gmail.com

مشاركة :