ردود أفعال عنيفة عمت الساحة السياسية اللبنانية بعد ما أعلن أول من أمس عن تعرض السفير السعودي للمملكة علي عواض عسيري إلى محاولة اغتيال، وفق ما أكدت مصادر أمنية لبنانية. وأشارت شخصيات سياسية إلى أن مثل هذه التصرفات ستكون لها تأثيرات سلبية على لبنان، ودعوا الدولة إلى أخذ الأمر على محمل الجد، وتقديم كل المسؤولين عن هذا المخطط الإجرامي إلى العدالة. وربط النائب زياد القادري في تصريحات إلى "الوطن" ما أثير من معلومات بمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن، عادل الجبير حيث تم الكشف عن هذا المخطط الذي أثبتت التحقيقات أن إيران تقف وراء هذه المحاولة، وقال "انطلاقا من هذا المعطى وخصوصا في هذا التوقيت والظروف التي تمر بها المنطقة لا أستبعد ضلوع إيران في محاولة لاغتيال شخصيات أساسية تمثل المملكة العربية السعودية وتحديدا سفيرها في لبنان علي عواض عسيري، الذي يقوم بدور جبار لتطوير كل ما يخص العلاقات اللبنانية السعودية". وأشار القادري إلى أنه لا يستبعد تورط نظام طهران في الأمر، مؤكدا أن طهران تريد في هذا التوقيت أن يكون هناك حدث مهم يشغل الجميع، ويوجد حالة ارتباك تسمح لها باستغلالها لمصلحتها، كما أنها تريد صرف الأنظار عن خسائرها الأخيرة في اليمن. وأضاف "بسبب محاولات إيران تهديد أمن واستقرار الدول العربية وضلوعها في محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن لا نستبعد تورطها في محاولة اغتيال السفير السعودي في لبنان كنتيجة طبيعية للارتباك والتراجع الذي تعاني منه طهران، وهذا الأمر يجب أن تتم متابعته من خلال عمل الأجهزة الأمنية بهدف تفاديه لأن الغرض المرجو من ورائه هو زعزعة الاستقرار والأمن وخلق حالة ارتباك". ودان القادري "كل محاولات الهروب إلى الأمام واللجوء إلى خلق انفلات أمني وارتكاب أعمال إرهابية بحق المملكة العربية السعودية"، طالبا من السلطات "أن تأخذ التهديد على محمل الجد". واستطرد القادري بالقول "لا أعتقد أننا بحاجة إلى تأكيد وقوفنا المبدئي والأساسي القوي إلى جانب المملكة العربية السعودية، وتأييدنا لحقها في مسألة الحفاظ على أمنها واستقرارها في مواجهة التهديد الإيراني الذي نراه في اليمن وسورية ولبنان". وذهب القادري بالقول إن تصريحات نصرالله المتشنجة في الفترة الأخيرة تدل على حالة اليأس التي اعترت السياسة الإيرانية من الإخفاقات الكثيرة التي منيت بها، وقال "كلام نصرالله الأخير الذي يدل على حالة الارتباك في السياسة الإيرانية وسياسة حزب الله المتبعة، تصيب العلاقات اللبنانية السعودية بتشوهات، وتلقي بتبعات كثيرة على مصالح اللبنانيين العاملين في دول الخليج". واستطرد القادري بالإشارة إلى أن هناك شخصيات واعية وسط المسؤولين الرسميين الذين يؤكدون دوما على الموقف الرسمي للدولة، القائم على تأكيد عروبة لبنان واستراتيجية العلاقة مع المملكة العربية السعودية، وأضاف "هذا الدعم تجلى من خلال الدعم التلقائي من المواطنين وحركة الدعم الكبيرة من خلال اللقاءات التضامنية والوفود التي توافدت إلى مبنى السفارة السعودية وأعربت عن تضامنها الخالص مع المملكة، وهي وفود تمثل المجتمع اللبناني بكل أطيافه وهذه المشاعر تؤكد أن ما يحدث في الوقت الحالي هو غيمة عابرة وسيبقى الأساس وهو انتماء البلد العربي وهويته، واعترافنا بالدعم المستمر والمتجدد للمملكة للبنان واللبنانيين". في غضون ذلك، رفض النائب جان أوغاسبيان تهجم نصرالله على المملكة، وقال "هذا التهجم مرفوض ونصرالله هو وكيل إيران وما قاله يخدم مصالحها ويضر بمصالح اللبنانيين فالمملكة وقفت مع لبنان في جميع الأزمات". وكان مصدر قضائي لبناني قد أعلن أن القضاء لم يتبلغ رسميا بأي معلومات عن مخطط لاغتيال السفير السعودي علي عواض عسيري.
مشاركة :