أكد السفير محمد صالح الذويخ سفير دولة الكويت بالقاهرة أن الذكرى السادسة والأربعين لنصر أكتوبر المجيد، تأتى هذا العام كشعاع ضوء خافت يشق طريقة بصعوبة بالغة وسط الظلمات التى اشتدت وتكاثرت وتناثرت نذرها لتلف معظم أرجاء وطننا العربى الكبير، وكأنها تذكرنا بحالنا قبل النصر الخالد وكيف كاد اليأس وعار الانكسار يقتل عزيمتنا لولا بصيص من أمل وبقية من تفاؤل وإيمان لا يداخله الشك بالقدرة على الإنجاز من جديد ان اتفقت كلمتنا وتوحدت أهدافنا.وقال السفير الذويخ: "إن مرور هذه السنوات على نصرنا المجيد لا يمكن أن يؤدى بنا إلى نسيان أهمية وقيمة تلك الانتصارات التاريخية، التى حققت لنا العزة والكرامة وأعادت إلى أمة العرب المجد والسكينة وحققت لأبنائها الكبرياء والكلمة المسموعة بين الأمم، فقد حقق لنا النصر الكثير والكثير مما تحفل به مئات المؤلفات وآلاف المقالات بما أصبح يشكل مادة خصبة لمراكز الأبحاث السياسية والعسكرية المتخصصة حول العالم، يتدارسها الباحثون بكل الإعجاب والتقدير وتتناقلها الأجيال الناشئة بمزيج من الفخر والإعجاب".وأوضح السفير الذويخ أن دولة الكويت كانت حاضرة فى ملحمة النصر، جنبًا إلى جنب مع الشقيقة مصر ومع شركاء الهوية والدين والتاريخ فى الشقيقة سوريا، ولم يكن حضورًا شرفيًا أو عابرًا على كلتا الجبهتين، بل كان فاعلًا وشاملًا ومتعدد الصور، مدفوعا بيقين راسخ بأن "المعركة معركتنا"، وأنها ليست قوة دعم ومساندة للمقاتل المصرى والسورى، بل قوة أصلية، ولم تفكر كثيرًا فى تداعيات هذا الحضور القوى، ولم تلتفت لحسابات الساسة والاستراتيجيين فى مثل هذه المواقف الصعبة، بل اندفعت بكل قواها ملبية نداء الواجب، فزادت من حجم تواجدها على جبهة سيناء - التى ظلت مقرًا لكتيبة كويتية عسكرت فى منطقة كبريت غرب القناة طوال معركة الاستنزاف الباسلة - متمثلة فى لواء اليرموك الذى استشهد من رجاله البواسل ٤٢ شهيدًا امتزجت دماؤهم الشريفة بدماء أشقائهم المصريين لتروى رمال سيناء وتمتزج بمياه قناة السويس.وأشار إلى أن الكويت بادرت أيضًا بإرسال قوة حربية إلى الجبهة السورية باسم قوة الجهراء، والتى يسجل التاريخ أنها رسمت ببسالتها وعزيمة رجالها علامات من الشرف والبطولة على مدار ٨٤ يومًا أمضتها فى منطقة جبل الشيخ، إلى أن عادت لأرض الوطن فى سبتمبر عام ١٩٧٤، رافعة راية العزة والنصر يسودها شعور الفخر بأداء الواجب الدينى والتاريخى بالأرواح والدماء.كما أشار السفير الكويتى بالقاهرة إلى أنه لم يقتصر دور الكويت على الجانب العسكرى وحده، بل بادرت دولة الكويت بتزعم الدعوة فى ١٠ أكتوبر ١٩٧٣ لاجتماع عاجل لبحث استخدام سلاح النفط وإظهار الدعم الشامل لأشقائها فى مصر وسوريا، غير عابئة بضغوط الخارج، وأسفر الاجتماع الذى عقد يوم ١٧ أكتوبر عن قرار حاسم بتخفيض إمدادات النفط من الدول العربية بنسبة ٥٪ شهريًا، وكان لهذا القرار وقعًا كبيرًا تسبب فى اهتزاز الأسواق العالمية، وأكد إصرار العرب على استرداد حقوقهم المسلوبة وإظهار تضامنهم واجتماعهم على كلمة واحدة لجميع دول العالم.وأضاف السفير الذويخ: "لقد كانت المشاركة الكويتية فى ملحمة أكتوبر المجيدة قرارًا إجماعيًا لدولة الكويت قيادة وحكومة وشعبًا، ساهم فيها الجميع بحماس كبير وجاءت كحلقة فى سلسلة طويلة من المواقف المشرفة سبقت ملحمة النصر بسنوات، فقد كان عار النكسة فى ١٩٦٧ يقض مضاجع أبناء الأمة العربية ويدفع بقوة نحو الاستعداد لمحو آثارها واستعادة أمجاد العروبة".كما قال: "وإننا ونحن نستذكر معا دلالات النصر العظيم الذى أعاد العزة والكرامة وروح النصر إلى الشقيقة مصر والأمة العربية سواء بسواء، إنما نسعى إلى استعادة أجواء هذه الملحمة الكبرى، لعلها تكون دافعًا إلى التضامن من أجل تجاوز المحن الراهنة التى يعانى منها أشقاء لنا فى ربوع وطننا الكبير، وإحياء روح العمل المشترك".
مشاركة :