عززت قوات سوريا الديمقراطية، «قسد»، من إجراءاتها العسكرية شمال شرقي سوريا، صباح أمس الأحد، استعداداً للتصدي لأي عملية عسكرية تركية في المنطقة، ودعت إدارة الحكم الذاتي للأكراد المجتمع الدولي للتدخل لمنع العدوان التركي، وأكد التحالف الدولي لمكافحة تنظيم «داعش» أنه لا مبرر لعمليات عسكرية تركية في المنطقة الآمنة لأنها أكثر المناطق أماناً في سوريا، بينما رأت إيران أن الإجراءات التركية ضد سيادة سوريا ستبوء بالفشل.وقالت شبكة «فرات بوست»، أمس، أنه «تم رصد استنفار كبير لوحدات الشعب الكردية، الذراع السورية لحزب العمال الكردستاني «بي كي كي»، ووحدات «قسد» على طول الحدود السورية التركية.ووصلت تعزيزات عسكرية ضخمة للقوات التركية المتمركزة في ولاية أورفا التركية قرب مدينة تل أبيض السورية، وتم رفع حالة التأهب القصوى، بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، أن بلاده باتت جاهزة لتنفيذ العملية العسكرية شرق الفرات في سوريا، وأن موعد العملية بات قريباً.وقالت مصادر مطلعة من المعارضة السورية، إن «القوات المشاركة في العملية العسكرية أغلبها من الجيش التركي، مع مشاركة محدودة لفصائل المعارضة، خاصة التي تلقت تدريبات عسكرية من القوات التركية، وترافق الجيش التركي وتحركاته داخل مناطق شرق الفرات».كما عقد مسؤولون أمنيون أتراك اجتماعات سرية مكثفة مع وجهاء وقادة فصائل عسكرية من مدن تل أبيض، ورأس العين، ودير الزور، من مناطق شرق الفرات يقيمون في أورفا التركية بهدف التنسيق للعملية العسكرية. وأكد مصدر عسكري تركي أن العملية العسكرية التي أطلق عليها اسم «نبع السلام» سوف تنطلق خلال اليومين القادمين، بعد مهلة أعطيت للولايات المتحدة خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الأخيرة للعاصمة التركية، والتي اشترطت فيها أنقرة على واشنطن إما أن تبدأ القوات التركية دخول مناطق شرق الفرات مع الانسحاب الكامل للتنظيمات الكردية بكل أشكالها، وتفاصيلها، وأسلحتها، وبتنسيق أمريكي- تركي، وإما أن تدخل تركيا منفردة لتنفذ الاتفاق حول المنطقة الآمنة.وطالبت الإدارة الذاتية الكردية في بيان أصدرته أمس، «المجتمع الدولي بكل مؤسساته بالضغط على تركيا لمنعها من القيام بأي عدوان».كما حثت «الاتحاد الأوروبي والقوى الفاعلة في سوريا، بما فيها التحالف الدولي» الداعم لها «باتخاذ مواقف تحد من التهديد والخطر التركي». وأكدت أن تهديدات أردوغان المستمرة «خطيرة، وتهدد أمن المنطقة، واستقرارها».ورد التحالف الدولي لمحاربة «داعش» بقيادة واشنطن، على التهديدات التركية من خلال تغريدات عدة، أكدت فيها أن الدوريات المشتركة ضمن خطة اتفاق الآلية الآمنة على الحدود التركية السورية، تؤكد التزام التحالف المستمر بمعالجة المخاوف الأمنية لتركيا، مشدداً على أن هذه المنطقة هي الأكثر أماناً في سوريا.وأشار التحالف إلى أن الولايات المتحدة وتركيا، أكملتا بنجاح الدورية المشتركة الثالثة داخل المنطقة الآمنة الجمعة الماضي، حيث تمت جولة استطلاعية على مشارف تل أبيض في ريف الرقة، وعلى نقاط حدودية عدة بين سوريا وتركيا بالتزامن مع تحليق مكثف لطيران التحالف الدولي، مؤكداً أن «نجاح الدورية من دون وقوع أي حادث هو دليل على أن المنطقة هي واحدة من أكثر المناطق أماناً في سوريا».من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إن الإجراءات التركية «ضد أمن الحدود والسيادة السورية لن تحقق أياً من أهدافها»، مؤكداً استعداد بلاده للتعاون مع البلدين لحل المشاكل بينهما. وأكد ظريف أن بلاده أبلغت الجانب التركي أن «السبيل الوحيد للحفاظ على أمن تركيا هو نشر القوات العسكرية في المناطق الحدودية مع سوريا، ونشر القوات السورية في المناطق السورية التي يقطنها الأكراد»، لافتاً إلى أن طهران أبلغت سوريا وتركيا بأن «أمن دول المنطقة يكون عبر احترام سيادة أراضيها».
مشاركة :