عقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، جلسة مباحثات رسمية مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، ورئيس مجلس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك اللذين وصلا إلى الرياض في وقت سابق أمس. وقد أبدى خادم الحرمين الشريفين، في مستهل المباحثات تمنياته لجمهورية السودان الشقيق بدوام الاستقرار والازدهار. ومن جهته أبدى البرهان اعتزاز بلاده بمواقف المملكة مع السودان، وحرصها على أمنه واستقراره. عقب ذلك، جرى استعراض العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين، وسبل تعزيز وتطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات. وأكدت الخارجية السعودية أن المملكة تعمل على رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب. وأضافت أن الرياض ستعمل على إقامة عدد من المشاريع الاستثمارية الطموحة وتحسين المشاريع القائمة. وقد لاقت الزيارة التي يقوم بها البرهان وحمدوك للرياض ترحيباً كبيراً في السودان. ووصف صلاح جلال، القيادي بحزب الأمة، لـ«الاتحاد» الزيارة بـ«الكبيرة والمهمة»، كما اعتبر محمد سيد أحمد سر الختم القيادي بقوى الحرية والتغيير الجولة بأنها مهمة في دعم التغيير والمرحلة الانتقالية في السودان، وأضاف في تصريحات لـ«الاتحاد» أن السعودية والإمارات دعامتان أساسيتان لتحقيق استقرار السودان. وقال الكاتب السوداني عبد المنعم سليمان لـ«الاتحاد» إن هذه الزيارة من أفضل ما تم منذ تشكيل الحكومة، فداخلياً هذه الزيارة التي تضم كلاً من رئيس مجلس السيادة ورئيس مجلس الوزراء تؤكد التناغم التام والتنسيق بين السلطتين، وقوة العلاقة بينهما، وعلى الصعيد الخارجي الزيارة مهمة جداً، حيث إن السودان يسعى للحصول على الدعم السياسي للحكومة الجديدة، خاصة في قضية إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وأضاف سليمان أن السعودية والإمارات تعدان من أكبر الداعمين لهذه الحكومة، خاصة أنهما وفرا للسودان القمح والوقود في فترة ما بعد سقوط نظام الرئيس المعزول البشير. وأكد سليمان أنها زيارة تؤكد عمق العلاقات التاريخية وتقوية علاقات السودان بمحيطه العربي وهو أمر مهم للغاية، وتوقع أن تسفر الزيارة عن دعم سياسي واقتصادي كبير للسودان تحتاجه الحكومة الحالية. وقال الخبير الأمني السوداني الفريق حنفي عبدالله لـ«الاتحاد» إن هذه الجولة لرئيسي مجلس السيادة ومجلس الوزراء مهمة ومفيدة، وتبعث برسائل طمأنة بشأن الأوضاع في السودان، وأنها تسير في الاتجاه الصحيح، وكذلك بشأن ضمانات الاستثمارات الخليجية، وفتح المجال لاستثمارات أخرى، خاصة في مجال التعدين والنفط والزراعة، وكذلك التباحث بشأن قضية السلام مع الحركات المسلحة، وغيرها من القضايا المشتركة. ويرى المحلل السياسي السوداني عمار عوض في تصريحات لـ«الاتحاد» أن الزيارة ضرورية ومهمة، ويغلب عليها الطابع الاقتصادي، مشيراً إلى أن صندوق النقد والبنك الدولي تعلّلا بأن السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب، وأنهما لذلك لن يقدما دعماً مادياً مباشراً، وسيقدمان دعماً فنياً للميزانية وإصلاح الاقتصاد إلى حين رفع العقوبات عن السودان، في حين يحتاج السودان بشكل عاجل لمبلغ يتراوح ما بين 2 إلى 4 مليارات دولار لمواجهة الأزمة الحالية، ولإعداد ميزانية العام الجديد، لذا كان التوجه عربياً وخليجياً لضمان هذا الدعم. وأشار عوض إلى أن مشكلات السودان الاقتصادية تحتاج إلى معالجة قريبة جداً، خاصة بعد الإحباط الذي تسرب إلى الشارع السوداني بسبب عدم رفع العقوبات، واستغلال فلول النظام المعزول لهذا الأمر بالترويج بأن النظام الجديد فشل في رفع العقوبات وإسقاط الديون وأن مشكلات السودان الاقتصادية لن تحل، كما أن المنح الأوروبية جاءت ضعيفة جداً. وعلى صعيد آخر، شدد حمدوك على أهمية مكافحة خطاب الكراهية والتطرف، حيث كتب في تغريدة له على حسابه في «تويتر» أمس: «يجب أن نحتفي بالتنوع الذي تتميز به بلادنا، وأن نضع نهاية لخطاب الكراهية والتطرف الديني، وأن نعمل معاً لإعادة بناء مستقبل بلادنا».
مشاركة :