احتفال روسيا بالذكرى السبعين لهزيمة ألمانيا يجسد الهوة بين موسكو والغرب

  • 5/5/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

بمشاركة أكثر من 16 ألف جندي وأعداد كبيرة من الدبابات والطائرات في عرض عسكري غير مسبوق في الساحة الحمراء، تحتفل روسيا السبت المقبل، بزخم، بالذكرى السبعين لهزيمة ألمانيا النازية، في استعراض قوة للرئيس فلاديمير بوتين وسط تجاهل الغرب. وسيكون هذا العام في الساحة الحمراء محاطا بالطبع بمسؤولين كبار من كوبا أو الهند أو الصين، لكن من دون أي مسؤول أوروبي من الصف الأول. وبينما ترتفع شعبية بوتين إلى مستوى أعلى من أي وقت مضى في روسيا التي قويت فيها النزعة الوطنية، بات معزولا من الدول الغربية بعد عام من اندلاع النزاع في أوكرانيا. وأكد الباحث في مركز كارنيغي في موسكو، أليكساندر باونوف، أن الرسالة التي سيوجهها العرض هذا العام مفادها «نحن أقوياء، لا تجربونا». وأكد إيغور كوروتشينكو، العضو في المجلس الاستشاري لدى وزارة الدفاع الروسية، أن «روسيا تريد أن تقول للغرب: لدينا اكتفاء ذاتي». وبعد عام على اندلاع الأزمة الأوكرانية تعكس لائحة المدعوين الذين أكدوا حضور العرض عزلة موسكو. وأشار باونوف لوكالة الصحافة الفرنسية «في 9 مايو سنرى تجسيدا للهوة بين روسيا وأوروبا». ورفضت الأغلبية الكبرى من قادة الغرب الذي تحالف مع روسيا لإنزال الهزيمة بألمانيا النازية، حضور احتفال 9 مايو في موسكو، متهمين بوتين بدعم وتسليح الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، الأمر الذي تنفيه روسيا قطعا. وسيحضر الاحتفال الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس والصيني شي جينبينغ ورئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي والرئيس الكوبي راؤول كاسترو، إلى جانب قادة المنطقتين الانفصاليتين الجورجيتين أي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. كما قرر البعض الحضور إلى موسكو من دون المشاركة في الاحتفالات، على غرار الرئيس التشيكي ميلوس زمان أو رئيس الوزراء السلوفاكي روبيرت فيكو اللذين لن يحضرا العرض، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي تزور العاصمة الروسية في 10 مايو. بالإجمال، من المرتقب يحضر 22 قائدا من أصل 68 تلقوا الدعوة، يضاف إليهم أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، والمديرة العامة لليونيسكو، إيرينا بوكوفا. كل عام تحتفل روسيا بعرض عسكري كبير في الساحة الحمراء بانتصار التحالف في الحرب العالمية الثانية في 9 مايو، نظرا إلى توقيع وثيقة الاستسلام في وقت متأخر في 8 منه في برلين أي في 9 مايو بتوقيت موسكو. وصرح بوتين: «إنه يوم مجد وعزة لشعبنا، يوم يعكس إجلالنا الأرفع لجيل من المنتصرين». ويعتبر 42 في المائة من الروس ذكرى النصر الذي قتل لأجله 27 مليون مواطن سوفياتي على الأقل أهم عيد سنوي، قبل عيد الميلاد أو عيد المولد الفردي، بحسب استطلاع لمركز ليفادا المستقل. وستشهد جادات موسكو المزينة بنجوم حمراء وشارات القديس غاورغيوس، عرضا يشارك فيه أكثر من 16 ألف جندي روسي و194 آلية مصفحة و143 طائرة ومروحية ونحو 1300 عسكري أجنبي، على الأخص من صربيا والهند والصين. كما من المرتقب أن يكشف في العرض عن دبابات «أرماتا تي - 14» الجديدة ونظام حديث للدفاع الجوي. ووعدت موسكو التي اعتادت الاحتفال بهذا النصر بزخم كبير أن المراسم هذا العام ستكون أضخم من المعهود. ولن يؤدي غياب الأوروبيين إلى إفساد الاحتفال، بحسب باونوف. وأوضح الباحث «مقارنة بالعروض بين عامي 1995 و2005، حضر القادة الأوروبيون إلى موسكو، لكن كانت سيادتنا أقل». وتابع: «هذا العام، لن يشاركوا، لكن سيادتنا تعززت». ويتزامن ذلك مع بدء حلف شمال الأطلسي (الناتو) واحدا من أكبر تدريباته على الإطلاق بشأن التصدي للغواصات في بحر الشمال، الذي بدأ أمس. ودعا «الناتو» السويد، الدولة غير العضو في الحلف، للمشاركة للمرة الأولى وسط تزايد التوتر بين روسيا وجيرانها الشماليين. وتشارك أكثر من عشر حاويات من 11 دولة في مناورة «ديناميك مونجوز»، التي تتضمن المناورات محاكاة لاكتشاف غواصات ومهاجمتها في واحد من أكثر البحار صعوبة حيث يتميز بالأخاديد الوعرة لكنها ضحلة تحت المياه والتيارات السريعة واندفاع مياه عذبة ذات هدير عال بصورة غير معتادة من المضايق النرويجية. واكتشفت فنلندا غواصة غير معرفة في مواجهة ساحلها، الأسبوع الماضي، في حين قالت لاتفيا، عضو حلف الأطلسي وهي جمهورية سوفياتية سابقا، الشهر الماضي، إنها اكتشفت غواصة روسية قرب مياهها. وقال الأميرال براد ويليامسون قائد المناورة إن «روسيا لها حق في أن تكون في البحر.. تماما مثلما لنا الحق»، مضيفا: «لكن الحوادث التي شهدناها لا تتفق مع اللوائح الدولية.. وهذا سبب للقلق». وأضاف في تصريحات نقلتها «رويترز» من على متن الحاوية الأميركية فيكسبرج، وهي السفينة الرئيسية في المناورة أمس: «هذا ليس ردا على ذلك.. لكن له صلة بالمناورة».

مشاركة :