يعيش كل منّا معاناة من نوع خاص به، ولكن تلك الفتاة تمر بتجربة أليمة منذ ولادتها، وحتى إدراكها انها تعاني من قصر القامة، فكانت تتعرض للتنمر في كل مكان تذهب إليه، ولكنها تعيش ببسمة رضا وتواجه من يعاملها بأسى بنظرات ثاقبة، تعلمت القوة والدفاع عن نفسها من والدها، انها وعد الفتاة التي تبحث عن العمل والامل في آن واحد.تخرجت وعد من كلية التجارة بجامعة عين شمس منذ عامين، وبعد تخرجها بدا عليها ملامح الروتين التي تبدو على كل الخريجين ولكنها لم تستلم قط، وبعد شهور بدأت في تطوير شخصيتها وتعليم الكورسات، ثم ابتدت رحلة البحث عن العمل ولكنها اتصدمت بالواقع المرير.«بيتقالي الناس العادية مش لاقيه شغل، انتي هتلاقي ازاي» وبعد لحظات من الصمت بدأت تروي وعد مشوارها منذ فتره البحث عن العمل، وان كل الشركات وضعت لها العوائق «بحجة عاوزين خبرة»، وبعد استسلامها من البحث طالبت بحقها في العمل التي يكون بنسبة ٥٪.«انا دايمًا بحس بالغربة في الشارع»، قالت وعد تلك العباره ويبدو على وجهها الاشمئزاز عن أفعال المارة بالشارع على قُصر قامتها، وانها تشعر بالاطمئنان عند وجود مثيلها في الشوارع، وتروي أنها تتعرض لمضايقات من الصعايدة والأطفال مثل تصويرها والتنمر عليها، والضحك والاستهزاء بها، كما طالبت أن لابد من تعليق لافتات في الشوارع لتعليم المواطنين مراعاة مشاعر الآخرين، وأن المدرسة والمنزل لهم دور أساسي في تقويم سلوك الأطفال.وفي نهاية حديثها أرادت وعد أن تعبر عن أحلامها من خلال «صدى البلد»، وكانت تفعيل القوانين التي تثبت حقوقها في مصر من "عمل، شقة، وعربية" هي ابرز أحلامها، واستكملت حديثها «احنا لينا حق على المسئولين والكل عارف بس مبناخدش حاجة».
مشاركة :