منتدى الإسكان العربي يستشرف مستقبل التنمية الحضرية

  • 10/8/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

دبي:«الخليج» برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، انطلقت صباح أمس في دبي فعاليات المنتدى الوزاري العربي الثالث للإسكان والتنمية الحضرية تحت شعار «استشراف المستقبل في الإسكان والتنمية الحضرية»، بمشاركة أكثر من 20 وزيراً عربياً، ووفود عربية رفيعة المستوى وعدد من المسؤولين والقطاع الخاص، كما افتتح الدكتور المهندس عبدالله بن محمد بلحيف النعيمي وزير تطوير البنية التحتية رئيس مجلس إدارة برنامج الشيخ زايد للإسكان، يرافقه وزراء الإسكان والتعمير العرب، المعرض المصاحب للمنتدى.وناقش المنتدى الذي تنظمه وزارة تطوير البنية التحتية وبرنامج الشيخ زايد للإسكان، بالتعاون مع مجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب والمكتب الإقليمي للدول العربية التابع لمنظمة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، آلية العمل على تطوير الممارسات الحكومية وتبادل التجارب والخبرات واستشراف التحديات المستقبلية وضمان مستقبل أفضل للشعوب العربية، وطرح حلول عربية مبتكرة وجديدة لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية.وافتتحت أعمال المنتدى الذي يستمر على مدار يومين ويتخلله أجندة عمل حافلة، بكلمة للدكتور المهندس عبدالله بن محمد بلحيف النعيمي، رحب خلالها بالمشاركين بالمنتدى قائلاً: «أرحب بكم في بلدكم الثاني دولة الإمارات العربية المتحدة بمناسبة انعقاد المنتدى، الذي يعد مكوناً أساسياً لإعداد أجندة عربية متكاملة لدعم اتجاه المنطقة في تطوير رؤية مشتركة وتعزيز الشراكات وسبل التعاون لتحقيق تنمية مستدامة لمستقبل عربي أفضل، حيث يمثل الإسكان والتنمية الحضرية الموضوعين الرئيسيين اللذين سيركز عليهما المنتدى باعتبارهما من المجالات المهمة التي تخدم تطلعات المواطن العربي الحريص على المستقبل، وتحقق نمو وتطور شامل في مختلف مجالات الحياة، وكذلك دورهما في تحقيق السعادة ورفع مستوى المعيشة لمجتمعاتنا».وأضاف: «يعد قطاع التشييد والبناء واحداً من أهم القطاعات التي تواجه التحديات، ما يتطلب تضافر الجهود بين مختلف الأطراف المعنية بالقطاع لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، وطرح رؤى عربية جديدة والتوصل إلى حلول مبتكرة وآليات فعالة لمستقبل مزدهر، لمختلف القضايا الحضرية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية». ولفت إلى أن تنظيم المنتدى يهدف إلى نشر التوعية حول التنمية الحضرية المستدامة، وتبادل الخبرات بين الدول العربية وعرض التجارب الرائدة للتعرف على أفضل الممارسات في مجال وضع ومتابعة تنفيذ وتقويم خطط وبرامج الإسكان والتنمية الحضرية، وذلك لتعزيز أواصر التكامل الإقليمي واستخلاص القضايا الرئيسية وربطها مع التوجهات الدولية.وأضاف: «يكتسب المنتدى أهمية قصوى، نتيجة التحديات التي تواجهها المنطقة العربية في مجال الإسكان والتنمية، كونه يمثل آلية إقليمية للتشاور تجمع بين مختلف صناع القرار والمهتمين»، كما نسعى من خلال تنظيم الدورة الحالية متابعة تنفيذ الاستراتيجية العربية للإسكان والتنمية الحضرية المستدامة 2030 والمعتمدة من القمة العربية في دورتها 27 في نواكشوط وخطتها التنفيذية المعتمدة من القمة العربية في دورتها 30 في تونس، كوسيلة لتطبيق الخطة الحضرية الجديدة في العالم العربي والهدف الحادي عشر من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 المعني «بجعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة وآمنة وقادرة على الصمود ومستدامة»، مشيراً إلى أنه بتكاتف الجهود نرفع مستوى المعيشة عربياً.من جهته قال فكتور كيسوب، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في كلمته: «اسمحوا لي أن أبدأ حديثي بالتعبير عن خالص امتناني لحكومة دولة الإمارات وخاصة وزارة تطوير البنية التحتية لاستضافتها المنتدى، كما أود أن أعبر عن خالص تقديري لجامعة الدول العربية ولمجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب على التعاون في هذا الحدث، ودورهم الرئيسي في تحفيز الدول العربية نحو التنمية الحضرية».وقال السفير الدكتور كمال حسن علي الأمين العام للشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية: «على الدول العربية أن تملك المقومات للتعاون وإحداث نقلة نوعية وهيكلية في اقتصاداتها وحياة أفضل للشعوب والاستفادة من التكنولوجيا، لخدمة قطاع الإسكان والتنمية الحضرية».وقالت دينا عساف المنسق المقيم للأمم المتحدة في دولة الإمارات: «اسمحوا لي أن أعرب عن امتناني لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة على التنظيم الممتاز لهذا المنتدى، الذي يعكس التزام الدول العربية بالمضي قدماً في تنفيذ خطة التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030».وأضافت: «دولة الإمارات مثال رائد في وضع الخطط المتعلقة بالتنمية المستدامة».وتضمنت فعاليات اليوم الأول انعقاد عدد من الجلسات الحوارية شارك خلالها نخبة من قيادات وخبراء القطاع الحكومي. عهود الرومي: تحويل المجمعات السكنية إلى أماكن للحياة أكدت عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للسعادة وجودة الحياة، مدير عام مكتب رئاسة مجلس الوزراء في دولة الإمارات العربية المتحدة، أن دولة الإمارات تتبنّى جودة الحياة الشاملة محوراً رئيسياً في توجهاتها لتصميم المجتمعات السكنية، وتعمل على تحويل هذه المجتمعات من مجرد أماكن للسكن إلى أماكن للحياة المتكاملة والمترابطة مجتمعياً، من خلال إحياء المفهوم الأصيل للفرجان والمجتمعات السكنية النابعة من عاداتنا وتقاليدنا.وقالت في كلمة استعرضت بها تجربة دولة الإمارات في تصميم المدن والمجمعات السكنية الحيوية، خلال مشاركتها في أعمال المنتدى، إن حكومة الإمارات ارتكزت في السياسة الوطنية للمجتمعات السكنية الحيوية التي اعتمدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على تعزيز جودة الحياة في المجتمعات السكنية.وأضافت أن تطوير السياسة تم بالتعاون بين البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة وبرنامج الشيخ زايد للإسكان، بالشراكة مع كافة الجهات المعنية بالتخطيط العمراني والإسكان والبنية التحتية في دولة الإمارات، التي شملت 22 جهة حكومية اتحادية ومحلية وخاصة، كما تم استطلاع آراء السكان حول السياسة من خلال منصة التصميم المجتمعي لجودة الحياة التي تم إطلاقها بهدف تعزيز مشاركة أفراد المجتمع في تصميم سياسات جودة الحياة. مقترحات الشباب لتحسين الحياة في الأحياء الفقيرة عربياً نظم مركز الشباب العربي الجولة الرابعة من مبادرة «حلول شبابية» خلال المنتدى، وتسلط هذه الجولة التي تقام بالتعاون مع جامعة الدول العربية، والمكتب الإقليمي للدول العربية التابع لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية بالشراكة مع برنامج الشيخ زايد للإسكان الضوء على أفكار ومقترحات الشباب الهادفة إلى المساهمة في تحسين نوعية الحياة في الأحياء الفقيرة في العالم العربي، وذلك من خلال استعراض 3 حلول مبتكرة قدمها مشاركون من مصر، والسعودية وسلطنة عمان. وقالت شما بنت سهيل بن فارس المزروعي، وزيرة دولة لشؤون الشباب، نائب رئيس مركز الشباب العربي: «الشباب هم صناع الأمل في مستقبل مشرق، وقادة التغيير الإيجابي نحو الأفضل في مجتمعاتنا العربية، ومشاركتنا في هذا المنتدى الذي يجمع نخبة بارزة من القادة وصناع القرار وكبار المسؤولين من مختلف دول المنطقة تكتسب أهمية خاصة فهي من جهة ستقدم أفكاراً ورؤى شبابية تسهم في رفد الجهات المعنية بحلول أكثر فعالية للتحديات الحالية والمستقبلية تعزز تحسين مستوى جودة الحياة في مجتمعاتنا، وتؤكد من جهة أخرى ضرورة الاستفادة المثلى من قدرات هذه الفئة وتوظيف طاقاتهم الابتكارية في دفع مسيرة التنمية الحضرية ». الزيودي: إيجاد طرق فعالة لبناء مدننا على نحو مستدام قال الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة، خلال كلمته بالمنتدى: «إن الإدارة الفعالة للبصمة البيئية في المناطق الحضرية والمدن، هو أمر في غاية الأهمية خاصة في ظل النمو السكاني والاقتصادي وتغير أنماط الإنتاج والاستهلاك، ويساويه في الأهمية ضمان الصحة والسلامة والراحة للسكان والزوار على حد سواء. وتحقيق ذلك ليس بالأمر الهيّن، ولهذا السبب، بادرت دولة الإمارات إلى اتخاذ مجموعة من التدابير في السنوات الماضية لتعزيز الاستدامة وزيادة القدرة على التصدي لتأثيرات تغير المناخ والتحديات البيئية الأخرى، لأننا نعتقد أنه من واجبنا إيجاد طرق فعالة لبناء مدننا على نحو مستدام».وبين أن الأهداف والغايات العظيمة تواجه تحديات عديدة، وتبرز قوة الدول وحكمتها في قدرتها على التعامل مع هذه التحديات. ويمثّل التغير المناخي وتداعياته واحداً من أهم التحديات التي تواجه مستقبل البشرية بشكل عام، وتحقيق الاستدامة بشكل خاص، مشيراً إلى أنه وبفضل رؤية وتوجيهات قيادتنا الرشيدة اعتمدت دولة الإمارات نموذجاً فعالاً في التعامل مع التغير المناخي يعتمد على تحويل التحديات إلى فرص نمو اقتصادي واجتماعي يمكن استغلالها لتحقيق مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمقبلة.

مشاركة :