كل عام يتجدد اللقاء بين رجال ونساء الصحافة في البحرين مع مناسبة الاحتفال بـ«جائزة خليفة بن سلمان للصحافة» التي تصادف انعقاد الملتقى الحكومي 2019 برعاية رئيس الوزراء ومبادرة إيجابية من سمو ولي العهد منذ يومين.. والعلاقة بين المناسبتين مهمة جدا، إذ يعني ذلك أن الحكومة حين تستعرض إنجازاتها وخططها المستقبلية في مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية والخدماتية والإسكانية والصحية والتعليمية وغيرها، فإنها لا تنسى في الوقت نفسه دور الإعلام والصحافة في تعريف المواطنين والمقيمين والعالم بهذه الإنجازات الحضارية التي يقودها جلالة الملك المفدى حفظه الله في مسيرة التنمية العصرية لمملكة البحرين. وتأتي رعاية صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء للاحتفالية السنوية بجائزته للصحافة تعبيرا عن تقديره الكبير لرجال الصحافة والإعلام، إذ لا يتردد في الإفصاح عن مشاعره المحبة وشكره الكبير لرجال ونساء البحرين العاملين في «بلاط صاحبة الجلالة» كما كان يسميها الأقدمون. والحقيقة أن علاقة سمو رئيس الوزراء بالصحفيين والكتاب أقدم بكثير من مناسبة جائزته للصحافة السنوية، فقد كانوا دائما محل اهتمام ورعاية ومساندة لهم منه في عملهم منذ عقود طويلة، بل كان دائما يؤكد للوزراء العاملين معه وبقية المسؤولين الحكوميين ضرورة توفير المعلومات وفتح أبواب مكاتبهم للصحفيين، ويحث الصحافة على مواكبة عمل الحكومة والوزارات الخدمية بالمتابعة والتحليل والنقد البناء ومحاسبة المسؤولين المقصرين في خدماتهم للمواطنين. إن علاقة الأمير خليفة بن سلمان بالصحافة لم تكن مصنوعة من الورق، وإن كانت الجرائد بدأت ولا تزال تعتمد على الورق في إصداراتها اليومية.. إن علاقة سموه بالصحافة كانت مصنوعة من المشاعر الإنسانية النبيلة والحميمة التي كان يخص بها سموه الرجال والنساء العاملين في الصحافة.. بل يكاد يحفظهم (اسما اسما).. وحين يتعرف على صحفي جديد، بحريني أو عربي أو أجنبي، كان يحرص على معرفة اسمه ومجال تخصصه الصحفي الميداني.. بل يعاتب الصحفيين بمودة حين يختفون في مشاغل الحياة، أو يتوقفون عن الكتابة، ويتابع من خلال (طاقم العمل) في ديوان سموه كل صغيرة وكبيرة، وكل شاردة وواردة تتعلق بحياة وعمل وصحة العاملين في الصحافة. هكذا هي علاقة الأمير خليفة بن سلمان بالصحافة.. لم تكن مصنوعة من الورق، بل من المشاعر الإنسانية النبيلة.
مشاركة :